لا تختبئوا وراء الحوثي.. أمريكا تكشف عن وصول أسلحة ضخمة للمليشيات في اليمن    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    مجازر دموية لا تتوقف وحصيلة شهداء قطاع غزة تتجاوز ال35 ألفا    نقل منصات إطلاق الصواريخ الحوثية استعدادًا للحرب واندلاع مواجهات شرسة مع الأهالي ومقتل قيادي من القوة الصاروخية    اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    الحوثيون يواصلون افتعال أزمة الغاز بمحافظتي إب والضالع تمهيد لرفع الأسعار إلى 9 آلاف ريال    طعن مواطن حتى الموت على أيدي مدمن مخدرات جنوب غربي اليمن.. وأسرة الجاني تتخذ إجراء عاجل بشأنه    المبادرة المُطَالِبة بالكشف عن قحطان تثمن استجابة الشرعية وتحذر من الانسياق وراء رغبات الحوثي    قائد الحراك التهامي السلمي يعقد لقاء مع المعهد الديمقراطي الأمريكي لبحث آفاق السلام    الحوثيون يواصلون حملة اعتقال الطلاب الفارين من المراكز الصيفية في ذمار    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    تحميل لملس والوليدي إنهيار خدمة كهرباء عدن مغالطة مفضوحة    الدولة العميقة ومن يدعمها هدفهم إضعاف الإنتقالي والمكاسب الجنوبية    اعضاء مجلس السابع من ابريل لا خوف عليهم ويعيشون في مأمن من تقلبات الدهر    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    انفجار الوضع في عدن وقوات الانتقالي تخرج إلى الشوارع وتطلق النار لتفريق المظاهرات وهذا ما يحدث الآن "شاهد"    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ما معنى الانفصال:    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    البوم    غروندبرغ يحيط مجلس الأمن من عدن ويعبر عن قلقه إزاء التصعيد الحوثي تجاه مارب    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    دموع ''صنعاء القديمة''    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهاشمي الحامدي: لن أعود إلى تونس في ظل حكومة لا تحترمني - الخليج الإماراتية - تونس
نشر في الجنوب ميديا يوم 23 - 06 - 2012


تونس - ذكرى بكاري
أكد زعيم "تيار العريضة الشعبية" الدكتور الهاشمي الحامدي أنه سيفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال الحامدي الذي فاز بأصوات الفقراء والمهمشين في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2011 إن حكومة علي العريض لن تنجح وإن على الشعب سحب الثقة منها في اقرب الآجال، كما استنكر الإقصاء المقصود له من قبل بعض القنوات العربية على غرار "الجزيرة" و"العربية"، واتهم حركة النهضة الإسلامية بالوقوف وراء إقصائه من الإعلام المحلي . ونفى مؤسس "تيار العريضة الشعبية"، الذي شكل مفاجأة مدوية في انتخابات أكتوبر 2011 أنه مطلوب للعدالة في تونس، وهو ما حال دون رجوعه إلى أرض الوطن بعد 27 سنة في المنفى، حسب ماراج مؤخراً .
وتاليا الحوار:
أعلنت يوم 18 مارس/آذار المنقضي تجميد نشاطك السياسي بسبب تصويت المنشقين عن العريضة الشعبية لحكومة علي العريض وبسبب الإقصاء الإعلامي لك ولحزبك من التلفزة الوطنية، هل مازال التجميد ساري المفعول، أم حان الوقت لإنهائه؟
- أعلن رسمياً استئناف نشاطي في الساحة السياسية التونسية، لأن لجنة السلطتين التشريعية والتنفيذية والعلاقة بينهما في التأسيسي صوتت مرتين بالأغلبية لإدراج بند في الدستور الجديد بطرد نائب مجلس الشعب إذا غير انتماءه السياسي الذي انتخب على أساسه وهذا مطلب جوهري، جمدت نشاطي بسبب غيابه في السابق وقد تحقق، كما أن مسؤولين في التلفزة الوطنية تعهدوا بتغيير طريقة تعاملهم مع "العريضة الشعبية"، وكذلك نزولاً عند رغبة أنصار "العريضة الشعبية" الذين طلبوا مني بإلحاح إلغاء التجميد الذي أعلنته .
كنت صرحت بأن تيار العريضة الشعبية يتزعم المعارضة في المجلس الوطني التأسيسي، ثم انشق عدد من النواب عن العريضة، هل مازلت على أقوالك السابقة؟
- منذ ما قبل انطلاق عمل المجلس التأسيسي انشق عدد من النواب الذين ترشحوا ضمن قوائم العريضة الشعبية واستقطبتهم أحزاب غنية أخرى نافستنا في الانتخابات وفشلت، وبعضها لم يدخل الانتخابات أصلاً . حدث هذا ضمن غارة سياسية وإعلامية على تيار العريضة الشعبية الذي فاجأ الطبقة السياسية وقلب كل حساباتها رأساً على عقب . جهات كثيرة حاولت أن تنهي هذا التيار سياسياً وإعلامياً من خلال الغارة على كتلته النيابية . وفي النهاية صمدت العريضة الشعبية وهي اليوم أقوى وأكثر شعبية .
كيف تقيم أداء المعارضة خلال سنتين من الثورة؟
- كان يمكن لأداء المعارضة السياسي أن يكون أفضل بكثير . فتحالف أكثر جماعات المعارضة مع رئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي عندما ناور بفكرة حكومة التكنوقراط برئاسته يظهر أن حساباتها ليست بمستوى تحديات المرحلة . إذ كان يفترض أن تتخذ موقفاً واحداً يطالب الجبالي بتحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية عن فشل حكومته، وأن توحد جهودها لإقناع المجلس التأسيسي بتشكيل حكومة كفاءات وطنية تدير البلاد لغاية الانتخابات .
هل سيتمكن نواب التأسيسي من كتابة الدستور في الأجل المحدد تنفيذاً لوعودهم، أم أن المسائل الجانبية التي يخوضون فيها ستحول دون ذلك؟
- لا خيار للمجلس التأسيسي سوى الانتهاء من كتابة الدستور في أقرب وقت . إذا لم تتم كتابة الدستور قبل نهاية فصل الصيف على أقصى تقدير فستصبح شرعية النظام السياسي القائم على المحك .
يواجه الرئيس الانتقالي المنصف المرزوقي "طلب سحب الثقة" لتصريحاته غير المسؤولة حسب تعبير عدد من نواب التأسيسي، وكذلك وزيرة المرأة، ومن معهم من الحكومة أو السياسيين يرون أنه يجب "سحب الثقة"؟
المحاسبة تكون أساساً للذين هم في سدة الحكم . ستتاح للشعب التونسي قريباً فرصة سحب الثقة من الحكومة القائمة والأحزاب التي شكلتها، عبر الانتخابات التي ستجري قبل نهاية العام الجاري .
لست متعجلاً العودة
أمازلت تنتظر هدوء العاصفة الإعلامية ضدك، على حد تعبيرك، لتدخل إلى تونس؟
- تعرضت شخصياً وتعرض "تيار العريضة الشعبية" الذي أسسته، لحملة غير مسبوقة من الحصار السياسي والإعلامي والتشويه . أنا أعيش في المنفى منذ ،1986 أي منذ 27 عاماً ولست متعجلاً العودة . إذ يجب أن أعود وفي البلاد حكومة تعترف بي وتحترمني، أو أعود منتخباً من شعبي لخدمته ببرنامج العريضة الشعبية .
ما حقيقة ما يروج حول قضية وكالة الاتصال الخارجي التي تمنعك من الرجوع من المنفى إلى تونس؟
- أعيش خارج البلاد منذ 27 عاماً . ولا توجد ضدي أية قضية في تونس من أي نوع على الإطلاق . ولست مسؤولاً عن الشائعات التي يطلقها جزافاً الذين يصطادون في الماء العكر .
طلبت مقابلة قيادات من حركة نداء تونس لتبحث سبل العمل معها، أين وصلت هذه المشاورات؟
- وصلتني عروض للتعاون من قادة في حزب نداء تونس في بداية تأسيس هذا الحزب، وأبلغت الجميع أن تيار العريضة الشعبية الحائز 28 مقعداً في الانتخابات السابقة، يتوقع الفوز بالأغلبية في الانتخابات المقبلة إن شاء الله . ثم جاء قبول حزب نداء تونس انضمام بعض النواب المنشقين عن العريضة الشعبية إلى صفوفه ليثير استياء واستغراب أنصار العريضة الشعبية في كل أنحاء البلاد .
الحكومة لن تنجح
حكومة حمادي الجبالي السابقة جربت وفشلت، ثم جاءت حكومة جديدة بوجوه قديمة وبرنامج هزيل، هل ستنجح في تجاوز إخفاقات الحكومة السابقة؟
- برنامج الحكومة الحالية لا يسمح لها بالنجاح، لأنه ليس لها ما تقدمه للفقراء الذين فجروا الثورة ولم يحصلوا منها على شيء . ورغبتها في التغول على أجهزة الدولة لمصلحة الحزب المهيمن على الحكم حالياً لا تسمح لها بالنجاح، لأنها تضعها تلقائياً في مواجهة أغلبية التونسيين المتمكسين بمبدأ حياد الإدارة وتكافؤ الفرص . كما أن سياستها الخارجية لا تسمح لها بالنجاح لأنها وضعت كل بيضها في سلة عاصمة عربية واحدة، ومصالحنا الوطنية تقتضي سياسة خارجية أعقل وأحكم وأفضل .
اتهم مراقبون رئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي بأنه استقال من منصبه ليبدأ حملته الانتخابية المبكرة؟
- هو قال إنه لا ينوي الترشح لأي منصب في المستقبل، وإذا غيّر رأيه فهو حر . المهم أن يقدم للتونسيين أولاً نقداً ذاتياً صريحاً حول أمور كثيرة قامت بها حكومته، مثل الاعتداء على المتظاهرين في شارع الحبيب بورقيبة يوم 9 إبريل/نيسان ،2012 واستخدام رصاص الرش ضد المتظاهرين من أهالي ولاية سليانة، وتسليم رئيس الحكومة الليبية السابق إلى ليبيا . هذا غيض من فيض، وإلا فهناك خطايا أخرى كثيرة، مثل الغلاء الفاحش في الأسعار في عهده، والانفلات الأمني، والتعيينات الحزبية في الإدارة التونسية . نريد كشف حساب شفاف وصادق .
العلاقة مع النهضة
قلت إنك لا تحمل ضغينة ضد النهضة ومستعد للتعامل معها، ثم أكدت أن العمل مع النهضة أمر مرفوض؟
- الحقد عدو السياسة، وأنا عدو الحقد، ولا أمارس السياسة للتنفيس عن الأحقاد . فبعد ظهور نتائج الانتخابات، وانحياز قطاع واسع من التونسيين لبرنامج العريضة الشعبية والقوائم التي رشحتها، مددت يدي لبقية الفائزين ومنهم حركة النهضة للتعاون من أجل المصلحة العامة وتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق التطلعات الشعبية الأساسية التي من أجلها قامت الثورة . غير أن موقفي قوبل بالصد و"الحقرة" والحصار السياسي والإعلامي .
مثلت العريضة الشعبية مفاجأة الاستحقاقات الانتخابية لأكتوبر/تشرين الأول ،2011 هل ستكون مفاجأة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة؟
- العريضة الشعبية ستفوز بالأغلبية في الانتخابات المقبلة إن شاء الله . إذا مد الله في الآجال، فذكروني بهذه الإجابة . وحاسبوني عليها .
ضعفت الترويكا الحاكمة بعد انقسام حزب المؤتمر إلى ثلاثة أحزاب والتصدعات التي عرفها حزب التكتل، وكذلك الخلافات داخل النهضة، كيف استفادت العريضة الشعبية من ذلك؟
- حتى لو بقيت أحزاب الترويكا متماسكة، فالشعب اليوم يعرف أنها لا تؤيد نظام الصحة المجانية الذي تدعو إليه العريضة الشعبية . ويعرف أنها ترفض نظام المساعدة الاجتماعية للعاطلين عن العمل الذي تدعو إليه العريضة الشعبية، وترفض تشكيل حكومة كفاءات وطنية تتجاوز الانتماءات الحزبية كما تقول بذلك العريضة الشعبية .
قدم تيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية برنامجاً عملياً لتحقيق أهداف الثورة التونسية منه مجانية الصحة والتنقل الذي عدّه مراقبون أنه يدخل في إطار الحملة الانتخابية ولا يمكن تنفيذه على أرض الواقع؟
- البرنامج الاجتماعي الطموح والعملي الذي قدمناه يكلف ملياري دينار سنوياً فقط، أي ما يعادل ملياراً واحداً و255 مليون دولار في السنة . وميزانية البلاد عام 2013 تقترب من 27 مليار دينار تونسي . هذا ما نريده لفقراء تونس ولشبابها الذي فجر الثورة . ونحن سندعم موارد الميزانية بضرائب جديدة على الدخل الشخصي الذي يتجاوز 60 ألف دولار سنوياً، وبفرض رسم دخول على الأجانب الذين يدخلون البلاد قيمته 30 دولاراً فقط .
ولدينا مشروع لإنشاء صندوق تنمية المناطق المحرومة، برأسمال قدره خمسة مليارات دولار، وسأطلب من بعض الدول الشقيقة والصديقة أن تشارك في تأسيسه على أساس استثماري . وهذا الصندوق سيغير وجه الحياة في المناطق الأكثر فقراً وتهميشاً في تونس .
اعتمدت العريضة الشعبية في حملتها الانتخابية على القرى والأرياف التونسية من الشمال إلى الجنوب، ثم أظهرت نتائج استطلاع الآراء في أكثر من مناسبة أن العريضة الشعبية في مراتب متراجعة وخاصة في العاصمة؟
- استطلاعات الرأي لم تذكر العريضة الشعبية أصلاً في الانتخابات السابقة، ولم تذكر اسمها مجرد ذكر في أي استطلاع أجرته . ثم جاءت الانتخابات وسفهت كل استطلاعاتهم وفزنا بتأييد شعبي كبير . تجاهلنا قبل الانتخابات يدخل في ما وصفته دائماً "بالحقرة" . وهذا السلوك مستمر . لسان حالهم وأفعالهم أنهم يهوّنون من شأن العريضة الشعبية، ويتجاهلون نتائجها القوية في الانتخابات، لأنهم يخشون وصولها للحكم بعد الانتخابات المقبلة .
التهميش الإعلامي
تعمد الإعلام التونسي المحلي منذ انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2011 اقصاء تيار العريضة الشعبية من الحوارات التلفزيونية والمشاركة الإعلامية، وأكدت أنه تهميش ممنهج ومقصود، من يقف وراء ذلك؟
- ربما رأت بعض القوى السياسية المحلية، ومنها حزب النهضة، أن العريضة الشعبية فاجأت حساباتهم وقلبتها رأساً على عقب . وقد تكون شعرت بذلك أيضاً دول أجنبية أرادت التدخل في الشأن التونسي ورسم الأوضاع السياسية الجديدة على هواها . هذا هو السبب الأهم لحملة الإقصاء السياسي والإعلامي الذي تعرضت له العريضة الشعبية ولا تزال تتعرض له . أحياناً أعذر المتآمرين على العريضة، لأنها كما قال سياسي مخضرم، نزلت عليهم كما الإنزال الجوي من الخلف فأرعبتهم وزلزلتهم . الشعب فاجأهم بانحيازه للعريضة الشعبية وإعلانه أنه لا يحب أن يتم تقرير مصيره من قبل أي جهات أجنبية .
"نحن نتعرض إلى حملة شرسة ظالمة لا مبرر لها على الإطلاق"، جملة رددتها عديد المرات، هل لاتزال مصّراً عليها؟
- الطبقة السياسية الحاكمة والمؤثرة اليوم في تونس مدينة بالفضل للفقراء الذين ثاروا وحرروها، في سيدي بوزيد والقصرين ثم في جميع مدن تونس . هؤلاء الفقراء اختاروا في معظمهم العريضة الشعبية لتمثلهم وتتحدث باسمهم . وفي سيدي بوزيد مهد الثورة، الأغلبية الكاسحة انحازت للعريضة الشعبية . ومع ذلك تتحالف أغلب القوى السياسية والجهات الإعلامية المؤثرة في عزل تيار العريضة الشعبية ومحاصرته سياسياً وإعلامياً . إذ إن رئيس قائمة العريضة الشعبية في سيدي بوزيد، والفائز بالأغلبية الكاسحة في مهد الثورة، لم يشارك في أي ندوة حوارية بالقناة الوطنية منذ تأسيس العريضة الشعبية يوم 3 مارس/آذار 2011 .
مقرب من بن علي وتيار العريضة الشعبية والقوى التجمعية تستغل قناتك "المستقلة" للترويج لأجنداتك الخاصة . ماتعليقك على هذه الاتهامات؟
- الكل يعلم أنني لم أكن وزيراً ولا سفيراً في النظام السابق، وماتت أمي، رحمها الله، قبل سنوات عدة ولم أتمكن من العودة لحضور جنازتها، ولم يكن مسموحاً لي بنشر مقال في صحيفة محلية أو الظهور في أية إذاعة أو فضائية محلية، وكنت خاضعاً للمراقبة الأمنية من طرف أجهزة النظام السابق وأنا في المنفى . كل عهد بن علي قضيته في المنفى . بالنسبة إلى التجمع والقوى التجمعية، فقد كانت تلك شائعة لجأت إليها القوى المصدومة من النجاح الكبير الذي حققناه . وبالنسبة إلى الإعلام، الإحصاءات الرسمية تقول إن حظ العريضة الشعبية في الفضائيات ووسائل الإعلام التونسية هو 1،22 في المئة بالقياس إلى نحو 30 في المئة للنهضة . وبينما تدعو قناة المستقلة جميع القوى الرئيسة الفائزة في انتخابات 2011 للحديث عن برامجها، فإن القنوات المحلية لا تعبأ بدعوة ممثلي العريضة الشعبية أصلاً . كما أن استطلاعات الرأي الرائجة في تونس تقول إنه لا جمهور لقناة المستقلة أصلاً في تونس . اسمها غير مذكور في قائمة القنوات المشاهدة .
كانت قناتك "المستقلة" أبعد القنوات عن الثورة ولم تواكب أي مسار أو قطرة دم منها في أي مرحلة من مراحلها، حسب عدد من الملاحظين؟
- بالعكس، إن أول قناة فضائية اخترقت جدار الصمت في تونس وتبنت مطالب الناس في الحرية والحياة الكريمة ومكافحة الفساد هي "قناة المستقلة" . شهدت بذلك وكالات الأنباء العالمية، والصحف الفرنسية وغيرها . فجريدة "ليبراسيون" سمت المستقلة قناة الحرية في تونس، وأكبر وكالات الأنباء قالت إنها الخطر الأكبر على النظام التونسي يومها . كان ذلك عام 2001 ببرنامج المغرب الكبير . وفي ،2010 قدمت بنفسي عدة ندوات حوارية مباشرة من 11 إلى 14 ديسمبر/كانون الأول، ثلاثة أيام قبل اندلاع الثورة التونسية، عن الثمن الباهظ لانتهاك حقوق الإنسان في العالم العربي .
هل مثل فوز النهضة في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2011 مفاجأة؟
- العالم كان مستعداً لفوز أكبر للنهضة . العالم العربي كان تحت وطأة الشائعة أو المعلومة التي تقول إن الغرب قرر تغيير سرجه، وتسليم الحكم للإخوان المسلمين . ويقال إن الباجي قائد السبسي كان يعيش على وقع هذه الشائعة أو المعلومة، وساهم في تحميس الرئيس أوباما لها آملاً أن ترشحه النهضة رئيساً للجمهورية .
هل العريضة الشعبية مستعدة للانتخابات المقبلة؟
- جاهزون للانتخابات وسنفوز بالأغلبية إن شاء الله، رغم الصعوبات الكبيرة التي نواجهها، وفي مقدمتها المظلمة الإعلامية التي تمتد خارج تونس أيضاً . فقناتا "العربية" و"الجزيرة" مثلاً لا تبثان أي خبر عن العريضة الشعبية ولا تستضيفان أي ممثل لها، بل إن قناة "الجزيرة" شاركت في الحملة ضدي بعد ظهور نتائج الانتخابات السابقة من دون أي مبرر منطقي . وقناة "العربية" لم تستضفني ولو مرة واحدة لا قبل الانتخابات السابقة ولا بعدها . كما أن حضور العريضة الشعبية في قناة "فرنسا 24" اقتصر على استضافة واحدة لي بعد استقالة الجبالي، ومنذ تأسيس حزب العريضة الشعبية في 3 مارس/آذار 2011 تلقيت أقل من خمس دعوات فقط للمشاركة في قناة "بي بي سي" عربي . هذا أمر محزن جداً، خاصة أن هذه القنوات تخصص مساحات كبيرة للحديث عن الأخبار التونسية . كنت أرغب أن تعاملنا هذه القنوات بموضوعية أكبر قبل تشكيل حكومة العريضة الشعبية نهاية هذا العام إن شاء الله بتفويض شعبي كبير . وأقول هذا الكلام من باب لفت النظر فقط، لأنني أرجو أن تعاملنا هذه القنوات بعدل أكبر قبيل الانتخابات المقبلة .
سأفوز بالرئاسة
طلبت من إعلامي تونسي أن يخاطبك ب"سيدي الرئيس" خلال إحدى المقابلات التلفزيونية، معنى ذلك أنك تتكهن بنجاحك في الانتخابات الرئاسية المقبلة قبل أشهر من موعدها؟
- قلت له إنه يحاور رئيس تونس المقبل . وسأترشح للانتخابات الرئاسية بحول الله، وسأفوز بأصوات أغلبية الفقراء والشباب العاطل عن العمل وكبار السن، وهؤلاء يمثلون أكثر من ستين في المئة من الناخبين التونسيين . كما أن اغلب المحبطين من أداء حزب النهضة و"الترويكا" بشكل عام والذين صوّتوا للنهضة في الانتخابات السابقة سيصوّتون لمصلحة العريضة الشعبية وليس لحزب نداء تونس . لذلك أقول إنني قادر على الفوز بالانتخابات الرئاسية من الدور الأول إن شاء الله، وإن وزني الانتخابي مضمون لأنه صوت اجتماعي، يعززه الاتجاه المحافظ المعتدل الذي أتبناه وأدعو إليه في ما يخص مكانة الإسلام في البلاد، باعتدال ومحبة . وهذه الأغلبية هي التي ستصوت أيضاً لمرشحي العريضة الشعبية في الانتخابات التشريعية . سأجدد سيرة العمرين بعون الله، الفاروق وابن عبد العزيز، وسترى تونس من العدل والعز والخير في ظل حكومة العريضة الشعبية ما ستتحدث به الأجيال على مدى التاريخ، إن شاء الله .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.