بعد أن تغلق ملاعب "دورينا" أبوابها عقب كل جولة، من جولات دوري المحترفين، يفتح "ستاد الاتحاد" أبوابه ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم رؤية تحليلية عميقة للمباريات، بوجهة نظر فنية بحتة، من خلال الخبير الكروي، والمحلل الفني، والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا للعام الثاني على التوالي مرة أسبوعياً، ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة، مجردة من أي انتماء أو هدف، سوى تقديم خدمة متميزة لكل الجماهير مهما اختلفت الألوان والانتماءات. ويستعرض الدكتور طه إسماعيل أحداث المباريات السبع في كل جولة بطريقة فنية عميقة تحدد مواطن القوة والضعف في كل فريق، وطرق اللعب والتغييرات التي أدت إلى الفوز ومدى نجاح المدرب أو فشله في إدارة المباراة من خلال الخطة أو التدخل أثناء مجريات اللقاء. كانت مواجهة الأهلي والعين مباراة «بدنية عنيفة» في المقام الأول، في ظل محاولة كل فريق إيقاف قدرات المنافس بكل الطرق، ولعب «الفرسان» من البداية بتشكيل هجومي مبالغ فيه، وفق طريقة 4-1-3-2، من خلال وجود الرباعي عبد العزيز هيكل في اليمين، ويوسف محمد وبشير سعيد في قلب الدفاع، وعبد العزيز صنقور في اليسار، ثم عامر مبارك في قلب الوسط، وأمامه الثلاثي خمينيز وكواريزما وإسماعيل الحمادي، ثم الثنائي الهجومي أحمد خليل وجرافيتي. وفي المقابل لعب العين بطريقته المعروفة 4-2-3-1، لكن من خلال تنظيم دفاعي جيد، بالاعتماد على ارتداد كل لاعبي الوسط والمهاجمين لمساندة المدافعين، باستثناء يوسف أحمد، الذي لعب وحده في الأمام ومن خلفه الثلاثي فوزي فايز ومحمد عبد الرحمن وإيكوكو، وخلفهما الثنائي رادوي وهلال سعيد، وفي الدفاع الرباعي محمد أحمد وفارس جمعة وإسماعيل أحمد ومحمد سالم، وذلك بالاعتماد على «غابة السيقان» أمام وداخل منطقة الجزاء لمواجهة الكثافة الهجومية للأهلي. حرص الروماني كوزمين مدرب العين على غلق الجانبين من خلال مساندة فوزي فايز لمحمد أحمد ومساندة إيكوكو لمحمد سالم، مع إغلاق العمق في المنطقة أمام المدافعين، من خلال رادوي وهلال سعيد وأيضاً محمد عبد الرحمن، مع تضييق كبير للمساحات التي يجيد لاعبو الأهلي استغلالها، وهذا ليس عيباً أو ضعفاً، لكنه نوع من التوافق الخططي لمواجهة قدرات المنافس، وهو ما تمكن من خلاله «الزعيم» من أن يحرم جرافيتي وأحمد خليل من المساحات التي يفضلها كل منهما للانطلاق وتهديد المرمى. وفي المقابل كان الإسباني كيكي فلوريس مدرب الأهلي أمام «مسألة معضلة»، حول كيفية مواجهة هذا الدفاع المنظم، وأيضاً مواجهة الهجمات المرتدة التي يجيدها لاعبو العين، وحاول لاعبو «الفرسان» عن طريق الجناحين لعمل العرضيات، وكان إسماعيل الحمادي أنشط لاعبيه من خلال مراوغاته، وقدرته على المرور بشكل فردي، لكن جرافيتي اضطر إلى الارتداد إلى الخلف كثيراً للهروب من الزحام الشديد في دفاع العين. ... المزيد