اختير 18 شاباً وشابة لتمثيل الدولة في جناحها الوطني في "بينالي البندقية"، وذلك بهدف إعدادهم لإدارة المعرض الفني للجناح الوطني في الفترة من 29 مايو/آيار وحتى 24 نوفمبر/تشرين الثاني المقبلين . ويسهم اختيار هؤلاء الشباب في فتح آفاق أمامهم للتواصل والتبادل الثقافي، من خلال احتكاكهم بالعديد من الفنانين الإيطاليين، واطلاعهم على الثقافة الإيطالية . ويضيف اختيارهم كذلك إلى خبراتهم الفنية والتنظيمية ومهاراتهم التواصلية، بالإضافة إلى تنمية مداركهم، وصقل مواهبهم الفنية، واستكشافهم لعوالم جديدة تضفي على رحلتهم الفنية طابعاً من التناغم والانسجام . أسست وزارة الثقافة الشباب وتنمية المجتمع جناح الإمارات في بينالي البندقية، بالتعاون مع مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، واستقطاب أصحاب المهارات وضموا للبرنامج التدريبي للبينالي لإدارة الجناح هناك، بغية منحهم فرصة لاستكشاف الثقافة والفنون وإضفاء قيمة لخبراتهم . وبذلك، اختير 18 شاباً وشابة بعد مقابلتهم واختبارهم والتعرف إلى إمكانية إسهامهم لذواتهم والجناح تنظيمياً، وهم : وعادل الجابري، وعمر البوسعيدي، ومحمد السركال، وخالد آل علي، وحسن الشيخ، ومحمد العامري، واحمد العريف، وطلال الانصاري، ونضال تومة، ومنيرة الصايغ، وغالية سعيد، واليازية القبيسي، وسارة الحداد، ومريم المزروعي، وخولة درويش، وموزة المطروشي، وتالا ووريل، وهاجرة الحمادي . ويعمل المنظمون للبرنامج التدريبي على منح أولئك الشباب الفرصة للتعرف إلى مختلف أنواع التنظيم لمعارض الفنون، من خلال زيارات للمعارض الفنية في جزيرة السعديات بأبوظبي، و"توفور 54"، و"آرت دبي"، و"سكة"، ومركز مرايا للفنون، وبينالي الشارقة . ويتضمن البرنامج التدريبي أيضاً التعريف بمهارات التواصل بمواقع التواصل الاجتماعي، ليتمكنوا من نقل خبرتهم وإنجازاتهم خلال العمل . يقول حسن الشيخ: "درست الإعلام في كلية دبي للطلاب التابعة لكليات التقنية العليا، وتخصصت في التصميم الجرافيكي، و تعرفت إلى الفن من خلاله فكانت البداية، ومنها بدأت أحاول استكشاف عالم الفن، وصرت أشارك في معارض التصوير وإخراج الأفلام، وشاركت بفيلمي القصير "أنا طفلة" في مسابقة "أفلام من الإمارات" في العام ،2007 واطلعت على الكثير من مجالات الفنون، فأصبح لدي خلفية فنية جيدة، قد تكون سبباً في ترشيحي لأخوض التجربة في جناح الإمارات مع زملائي" . يعمل الشيخ حالياً في مجال التسويق في مدينة دبي للطيران، ولعل مجال العمل هذا أيضاً أكسبه خبرة مختلفة عما يحمل، قد تنفعه في العمل التنظيمي للجناح في البندقية، وعن ذلك يقول: "الهدف من وجودنا في البندقية هو تنظيم جناح الدولة الفني، فتنظيم الجناح والتعريف بالقطع الفنية المعروضة والتعريف بذات الوقت بثقافة الإمارات، خصوصاً أن الزوار هناك من جنسيات مختلفة، وتحتم العمل المضاعف علينا والمسؤولية الكبيرة التي نتحملها، ومن خلال خبرتي في مجال التسويق، أدرك تماماً أن الجذب له عناصره، وهناك طرق جديدة في الترويج، وهذا ما سأعمل عليه خلال التنظيم كجزء من المهمة الموكلة إلينا" . محمد العامري، لديه مشروعه الخاص باسم "تنت"، ويعمل من خلاله في مجال السياحة الداخلية، وكل همه التعريف بثقافة وتراث دولة الإمارات، وحول ذلك ومشاركته في الفريق يقول:"هناك ربط بين الثقافة والتراث والفن، فكله يعرف عن كيان واحد بعناصر مختلفة، ولأنني أعشق أن أكون شخصاً مهماً لدولته ويخدمها بشكل أو بآخر اخترت مجال السياحة الداخلية لأعمل على تعريف الناس من خلاله بثقافة دولتي، وهو ذات الهدف الذي نسعى له كفريق مكون من 81 شاباً في جناح الدولة في بينالي البندقية، ولذات الهدف الذي آمنت به، فأنا أحد مقتني الأعمال الفنية في الإمارات، ومن هواة زيارة المعارض والأماكن ذات المعالم الفنية، وهذا الشغف الذي بداخلي تجاه الفن هو ما دفعني للتقديم والعمل ضمن الفريق، وأشعر بأن اختياري ضمن الفريق يعد إضافة نوعية لي لا يمكن أن تقدر بثمن، فالبينالي خطوة كبيرة لي لأكون أقرب إلى الفن" . ويشير العامري إلى أنه عاكف على تثقيف نفسه في مجالات عدة استعداداً للمهمة وبشكل شخصي، منها التعرف إلى فنانين، وأصبح قارئاً جيداً في مجال الفن، وأيضاً في مجال التعرف الى ثقافة ايطاليا والبندقية، لأنه يتعامل مع الأمر على أنه مسؤولية كبيرة يجب أن يكون على قدرها . اليازية القبيسي، تعتبر مسؤوليتها تجاه نفسها وأسرتها ودولتها مضاعفة، وتعرفت إلى البرنامج عن طريق إحدى صديقاتها، لكنها لم تكن تتوقع أبداً من أهلها الموافقة على سفرها في تلك المهمة، بذلك تفاجأت بموافقة أهلها وبالأخص والدها، الذي قدَر تماماً ما تعنيه تلك المهمة لها بشكل شخصي ولدولتها، فأتاح لها الفرصة للمشاركة . وتقول بهذا الشأن "بعدما تفاجأت بموافقة والدي على التقدم للرحلة، حظيت بموافقة المنظمين لانضمامي إلى الفريق، وثم تعرفت إلى الفريق المشارك، ووجدت نفسي من الطلبة القلائل بينهم، حيث أدرس التصميم الغرافيكي بجامعة زايد، وهنا وجدت المسؤولية مضاعفة عليّ، لكن حبي للعمل الذي سأقوم به دفعني لأن أكمل وأن أبذل الجهد المضاعف لأتم المهمة على خير، فهذه الفرصة لا تأتي إلا مرة في العمر، وشعرت حينها أنه حان الوقت لاختبر نفسي وإمكانياتي، وأختبر مدى قدرتي على العطاء لدولتي التي أتمنى أن أقدم لها شيئاً يذكر، خاصة أننا سنكون سفراءها في ايطاليا" . وترى القبيسي في نفسها القدرة على التعريف بثقافة دولتها والفن فيها، لكنها لم تكتف بذلك، وتعمل بشكل مستمر على منح نفسها الفرصة للتعرف أكثر إلى الفنون، وتجد نفسها متعطشة للمزيد، خصوصاً وأنها مصصمة غرافيك ورسامة، وتتدرب في ورش الفن الحديث . زميلتها في الفريق هاجرة الحمادي، هي أيضاً طالبة جامعية تدرس العلاقات العامة والدراسات السينمائية بجامعة الإمارات، وأيضاً تعرفت إلى البرنامج عن طريق إحدى صديقاتها، لكنها تختلف عنها بأن لديها خبرة سابقة في مجال التنظيم تقول: "لدي تجربة سابقة في جناح الدولة في شنغهاي العام ،2010 وتعاملت حينها مع ثقافة مختلفة لا أعرفها، ولأنني استفدت من تلك التجربة، وددت أن أبرز ما استفدته منها وأن أضيف لهذه الخبرة المزيد في جناح الدولة بالبندقية، فالمسؤولية صعبة، لكنها أمر يجب أن نتعامل معه بشكل واقعي واحترافي، ولذلك أجد نفسي اليوم مقبلة على تعلم الكثير عن الفن والفنانين لأنني لا أملك المعلومات الفنية الكافية، والتعرف أيضا إلى ثقافة ايطاليا والبندقية" . وتشير الحمادي إلى أن أهم ما يربط دراستها بالمهمة، هو قدرتها على التواصل، لأن تخصصها هو العلاقات العامة، كما أنها قادرة على تطوير العمل وكتابة التقارير اليومية، ولكن ذلك لا ينفي رغبتها بتعلم الكثير عن الفن . عادل الجابري، من الشباب الذين لديهم خبرة في مجال تنظيم المهرجانات السينمائية، لذلك فهو يدمج بين خبرة التنظيم الإدارية والعمل الفني، بدأ الجابري مشاركاته في التنظيم في العام 2006 2008 وذلك في مهرجان دبي السينمائي عامي 2006 و،2008 تلاها العمل في قسم الصحافة في المهرجان في العام ،2009 بينما انتقل للتنظيم الشامل في مهرجان أبوظبي السينمائي في العام 2010 . ويجد أنه قادر على توظيف خبرته تلك في جناح الدولة، ويقول: "درست الإعلام في كلية دبي للطلاب التابعة لكليات التقنية العليا، وبدأت قبل ذلك بالعمل في المهرجانات، فتكونت خبرتي في التنظيم والسينما، كون كل ما عملت عليه كان في المهرجانات السينمائية، ما جعلني أحتك بالكثير من الثقافات، ولعل ذلك يسهم في وجودي ضمن فريق العمل المشارك في تنظيم جناح الدولة . وبرغم خبرتي إلا أنني أجد فرصة العمل في الجناح قيمة مضافة لي، لأنه سيمكنني من التعرف إلى ثقافة جديدة، وخاصة في الفنون"، ويرى الجابري في وجوده هناك فرصة يفكر من الآن استثمارها، من خلال إعداد فيلم وثائقي يعمل على التحضير لفكرته الآن . سارة الحداد، خريجة الجامعة الأمريكيةبدبي تخصص التصميم الجرافيكي، وفنانة "تكستايل"، وهو فن تركيبي باستخدام الأنسجة، تقول عن اختيارها ضمن الفريق: "تعد تجربة جديدة يمكن الحصول على كثير من الخبرات فيها، وهي بشكل شخصي لي إثراء للتجربة الفنية، و مسؤولية بذات الوقت يجب أن نكون على قدرها، فعملية التنظيم تستدعي الإلمام بمجموعة من العناصر الثقافية والفنية والتنظيمية، جزء منها تم تدريبنا عليه كفريق عمل ومنه ما يجب أن نكتسبه بأنفسنا . بعض المعلومات الفنية من خبرتي لمدة عامين في ال "تكستايل"، ولذلك أجد نفسي قادرة على التعريف بالفن من خلال خبرتي بالفنون الحديثة في الإمارات للزوار والإيطاليين، بينما ما سأضيفه لنفسي هو التعرف إلى ثقافة تلك الدولة وفنونها، وخبرتهم الفنية العالمية، ما سيمكنني من إثراء تجربتي" .