قرر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إلغاء عظته الأسبوعية المقررة اليوم وتأجيل العزاء في ضحايا أحداث الخصوص والكاتدرائية الذي كان مقرراً غداً الخميس. وقالت الكاتدرائية أمس "نظراً للأحداث المؤسفة وحداداً على أرواح شهداء الخصوص والكاتدرائية قرر البابا تواضروس الثاني إلغاء اجتماع اليوم الأربعاء، وتأجيل استقبال المعزين المقرر الخميس وسوف يتم تحديد ميعاد فيما بعد". وأمر المستشار حاتم الزياتي المحامي العام لنيابات شمال القليوبية، بضبط وإحضار 17 متهماً رئيسياً في الأحداث والاشتباكات التي شهدتها الخصوص مؤخراً، من بينهم 3 أشقاء مسيحيين، و7 محرضين على الفتنة، بجانب 7 متهمين مسلمين تورطوا في أعمال العنف. واستمع حسن عبدالعاطي وكيل أول نيابة الخصوص ل12 من شهود العيان في الأحداث التي شهدتها المدينة، وقام بسؤال أهالي المجني عليهم المتوفين، ومن المنتظر أن تأمر النيابة بضبط وإحضار متهمين آخرين في الأحداث بناء على مذكرة التحريات التي سلمتها أجهزة الأمن للنيابة وحددت فيها دور كل متهم في تلك الأحداث. وكشفت مذكرة تحريات المباحث الجنائية المقدمة للنيابة العامة عن أن هناك مجموعة من البلطجية كانت تأتي من منطقة الزرايب وتربية الخنازير بالخصوص للهجوم وإحداث الشغب خلال الأحداث، ثم تعود مرة أخرى للاختباء هناك، وتم رصد هؤلاء الأشخاص حيث أمرت النيابة بضبطهم وإحضارهم. وأمر أحمد عيسى رئيس نيابة الخصوص بحبس 15 متهما على ذمة التحقيقات في أحداث الشغب والاشتباكات والمشاجرات أمام كنيسة ماري جرجس بالخصوص. ووجهت النيابة لهم تهم حمل وإحراز الأسلحة النارية وزجاجات المولوتوف وإحداث شغب وإثارة الزعر وأعمال البلطجة. يأتي ذلك فيما تواصلت حالة الهدوء الحذر بالمنطقة وبدأت الحياة الطبيعية تعود تدريجيا إلى منطقة كنيسة ماري جرجس، حيث بادر بعض أصحاب المحلات بفتح أبوابها من جديد وسط تواجد أمني مكثف بالمنطقة وقيام أجهزة الأمن والقوات الخاصة بإعادة نشر قواتها حول محيط الكنيسة من الاتجاهات والشوارع كافة. وقام وفد من رئاسة الجمهورية يضم الدكتور عماد عبدالغفور مساعد رئيس الجمهورية لشئون التواصل المجتمعي والدكتورة باكينام الشرقاوي مساعد رئيس الجمهورية للشئون السياسية والدكتور أيمن علي مستشار رئيس الجمهورية لشئون المصريين بالخارج أمس بزيارة مقر الكاتدرائية بالعباسية للقاء الانبا رفائيل والانبا موسى أسقف الشباب والقمص انجيليوس إسحاق سكرتير البابا تواضروس الثاني، لبحث تداعيات الأحداث في منطقة الخصوص ومقر الكاتدرائية بالعباسية. وساد الهدوء محيط الكاتدرائية بالعباسية أمس وسط انسياب في حركة المرور أمام الباب الرئيسي للكاتدرائية. وقامت أجهزة الأمن بسحب بعض القوات في ظل هدوء الأوضاع، حيث تم تخفيض الوجود الأمني بمحيط الكاتدرائية. وقال مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي الدكتور عصام الحداد، إن رئاسة الجمهورية تتابع باهتمام بالغ ما وقع من مصادمات بين مسلمين ومسيحيين في منطقة الخصوص، وما تبع ذلك من تصعيد أمام الكاتدرائية خلال جنازة المسيحيين القتلى. وقال إنه أثناء تشييع الجنازة قام بعض المشيعين الغاضبين بالاعتداء على السيارات المارة في شارع رمسيس، ما أدى إلى قيام بعض الناس بجوار كاتدرائية العباسية بإلقاء الطوب وإطلاق النار، ما أدى إلى مزيد من التصعيد وتبادل إطلاق النار. وأضاف أن كاميرات المراقبة أثبتت أيضا وجود أشخاص يحملون أسلحة ومولوتوف على سطح الكاتدرائية وأيضا خارجها وداخلها، ما دعا الشرطة إلى التدخل لتفريق المتجمهرين باستخدام قنابل الغاز. وأشار الحداد إلى أن التحقيقات لا تزال مستمرة لتحديد هوية الأشخاص المتورطين في هذا الحادث، كما كثفت قوات الأمن من تواجدها بالمنطقة المحيطة بالكاتدرائية. وأشار إلى أن وزارة الداخلية التزمت بتعليمات الرئيس محمد مرسي بضبط النفس في التعامل مع أحداث العنف وتحقيق التوازن بين حق المواطنين في التعبير السلمي عن الرأي من ناحية، وحق المواطنين كافة في الأمن والأمان من ناحية أخرى.وأعلن مصدر أمني بوزارة الداخلية، ارتفاع أعداد المصابين من الشرطة جراء الأحداث التي شهدها مقر الكاتدرائية بالعباسية إلى 25 مصاباً. وأوضح أن المصابين شملوا 12 ضابطاً، و7 أفراد شرطة و6 مجندين من بينهم 9 إصابات بأعيرة خرطوش.
