ولي الأمر هو المسؤول الأول عن ابنه، بينما مهمته تمتد بمتابعته داخل البيت وخارجه، ففي المدرسة يتابعه باستمرار مع معلمي المدرسة وإدارتها بحرصه على توصيله إلى المدرسة وعدم غيابه إلا بعذرٍ طبي، وحضور الطالب قبل بداية اليوم الدراسي يساعده في حضور طابور الصباح والذي يُعد بمثابة الحصة الأولى لليوم الدراسي، والمشاركة في فعالياته، فكلما تواصل ولي الأمر بتلبية نداء المدرسة عبر الرسائل الاسبوعية والاستدعاءات أو الاتصالات الهاتفية، انضبط الابن وواظب على حل واجباته وزاد احترامه للمعلمين، لذلك يظهر تفعيل دور أولياء الأمور في المتابعة الإيجابية ومساعدة المدرسة في ضبط السلوك الطلابي بتقديم النصح والمقترحات لتطوير منظومة سياسة وانضباط الطلاب، إذن لأولياء الأمور دور في الضبط السلوكي الطلابي، وعدمه يُعتبر تحديا يواجه العملية التعليمية. ولي أمر الطالب احدى الدعامات الثلاث المهمة لتكملة العملية التعليمية إذا ما وضعنا في الحسبان أن للمثلث ثلاثة رؤوس وهي المدرسة والطالب وولي الأمر، فكلما كان العمل بينهم مرتبطاً ومتكاملاً، نجح تواصلهم مع بعض باستمرار، وما أقصده هنا هو تواصل ولي الأمر بمدرسة ابنه الطالب، فبرغم تواصل المدرسة مع ولي الأمر فان ولي الأمر قليل الحضور للمدرسة والسؤال عن ابنه، طبعاً هذا يحصل مع البعض من أولياء الأمور إن لم تكن الأغلبية، فالبعض لا يحضر إلا لمشكلة كبيرة مع الابن بالمدرسة، أو لمناقشة تقارير نتيجة الفصل الدراسي وقد لا يحضر أصلاً لمتابعة ابنه بالمدرسة والتحدث إلى المعلمين والجلوس معهم مستفسراً عن ولده لمعرفة سلوكه ومستوى تحصيله العلمي، وحتى المعلم وإدارة المدرسة لتفرح حين تجد أولياء الأمور في تواصل معها والمعلم حين يجد الأب يسأل عن ابنه، وهذا يزيد في المعلم الدافعية والتحفيز فيزيد من الاهتمام ومراقبة الطالب، ويحس بمكانته وأخذ رأيه في كل صغيرة وكبيرة، فيبدأ المعلم بملاحقة الطالب في واجباته ومراقبة أفعاله وسلوكه، وحتى الطالب نفسه سوف يزيد من اجتهاده ما دام والده يزور المدرسة من وقت لآخر. إذن تواصل أولياء الأمور مع المدرسة، يساعد في تقويم السلوك ورفع المستوى الأكاديمي، لذلك وجب تفعيل دور ولي الأمر وربطه بمدرسة ابنه، لأن هذا يساعد في تحسين الانضباط السلوكي للأبناء، فيمكن اقتراح عدة طرق لتحسين نسبة حضور أولياء الأمور برفع الدافعية والحماس للمشاركة في فعاليات المدرسة المحلية والقومية الوطنية والأكاديمية والسلوكية، ومن الملاحظ أن هناك دائماً ما توجد درجة رضا أولياء الأمور عن المدرسة، ولكن في الغالب لا استجابة للبعض في حضور الاجتماعات واللقاءات ومناقشة التقارير، وغيرها من الأمور الضرورية. لذلك يمكن جذب ولي الأمر للانخراط في المشاركة المدرسية، والمدرسة الناجحة هي التي تبذل قصارى جهدها لتجذب ولي الأمر، وعلى المدرسة أن تعمل على تكريم أولياء الأمور، وخصوصاً أولئك الذين يحضرون الاجتماعات ومناقشة التقارير، ويتواصلون معها باستمرار، كما يمكن إشراكهم في التخطيط والتنفيذ للبرامج والأنشطة المدرسية، إذن كيفية جذب ولي الأمر لأمر تصنعه المدرسة، وخطة تنتهجها المدرسة في طريقة تقديرهم واحترامهم، وأخذ رأيهم في النقد البناء وما يطرحونه من مبادرات وأفكار تصب في مصلحة المدرسة، واختيار لغة الخطاب المناسبة معهم، مع احترام عاداتهم وتقاليدهم وثقافاتهم، كما يجب الإصغاء الجيد لهم من خلال تجاربهم وخبراتهم، فالجلوس معهم والتحدث إليهم ومشاورتهم باختيار الزمان والمكان، وطلب مساندتهم في بعض النشاطات قد يفيد كثيراً، ومدهم بالمعلومات، وكذلك يمكن عمل دورات لأولياء الأمور من وقت لآخر لتحسين مهاراتهم في كيفية التعامل مع الأبناء، وما يحتاجونه من قضايا تربوية ونفسية، أخيراً قوة تواصل ولي الأمر بالمدرسة، تساعد في تقويم السلوك، وبمجرد تحسين السلوك ترتفع نسبة التحصيل الأكاديمي للطالب.