قبل ثلاثين عاما لو قالت هذه العبارة فتاة أو امرأة لانقلبت الدنيا واجتمعت العائلة (أعماما وأخوالا) وإخوانا وأخوات، خاصة إذا كانت لم تتزوج ولأصبحت هذه العبارة سببا للوأد والإعدام أو الحجز مدى الحياة في غرفة مظلمة لأنها (لطخت شرف العائلة) ولأنها (غير مؤدبة) ولأنها (ما تربت) ولأنها خارجة على الدين والتقاليد. وكيف تجرؤ على قول مثل هذه العبارة (يا ويلها)، ويطلبون من كل من له علاقة بهذه الفتاة أو المرأة بإبداء الرأي في هذه الجريمة. الموضوع ببساطة.. ابنتي طلبت مني (كتاب) (أحبك وكفى) للأخ الاستاذ (محمد بن بدر السالم) وهو مشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب وهي مازالت في المرحلة الثانوية. لم أسألها ولماذا هذا الكتاب؟، وكانت إجابتي مفاجأة لها عندما قلت: حاضر وفي أقرب وقت ممكن. طبعا.. هي طلبت هذا الكتاب وكلها خجل وخوف ولديها قناعة بأنني سأستقبل هذا الطلب بمرارة أو عتب أو غضب أو سأسألها ألف سؤال. ولأننا ننتمي إلى زمن مختلف ومساحات مفتوحة من الإعلام والمعلومات وطرق التواصل فلم يعد عيبا أن تطلب منك ابنتك أو أختك أو زوجتك طلبا مفرداته تتعارض وقناعة الأكثرية بأن (الأثنى) هي هذه (الكومة من الملابس والحياء) ولا تملك إلا عبارة (الرأي رأيكم) وأنها مطالبة بالخجل عشرة أضعاف (البوح). لماذا (نحن الذكور) نملك الحق الكامل في تحديد مساحة الأدب (وقلة الأدب) وما العيب لو أخبرتك ابنتك بأنها (تحب فلانا)؟!. أكيد هناك عشرات الأسئلة والتي منها (كيف عرفتيه؟) وكم مرة (شفتيه؟) وكم مرة (كلمتيه) وأكيد سوف تطلب والدتها إلى مجلس الأسئلة.. تعالي.. شوفي بنتك. تحب فلان بن فلان ..!!. أكيد.. إذا كانت بعقلية ما قبل ثلاثين عاما.. أعوام العزلة والعيب المبالغ فيه فسوف تتناول (أقرب شبشب). وإذا كانت تنتمي إلى زمن العلم والعقل والحقيقة فستكون إجابتها: يا أبو فلان بذمتك كم مرة لحقتني! وكم مرة كلمتني.. يا ابو فلان انت اليوم تلفوناتك (متروسة) بعشرات الأسماء النسائية. (أحد سألك وش يقربوا لك؟). ورزقي على الله.فاكس: 026946535