وزارة الصحة الامريكية تؤكد أول إصابة بشرية بداء "الدودة الحلزونية    انتفاضة شعبية بعدن للمطالبة بهذا الامر    تحذير هام من الارصاد    أسعار الذهب تتراجع من أعلى مستوى في أسبوعين وسط ارتفاع الدولار    توزيع مساعدات طارئة ل300 أسرة متضررة من السيول في باجل بالحديدة    حضرموت تنهى الزعامة الوهمية لحلف هضبة بن حبريش    دولة الجنوب تتشكل من خلال أبنائها البررة    امرأة تعثر على لؤلؤة عمرها 100 مليون عام    النهب الحوثي باسم المولد    14 شهيدا بينهم 4 صحفيين في قصف إسرائيلي على مجمع ناصر الطبي في غزة    لملس يعلن: البريقة منطقة منكوبة بفعل الأضرار الكبيرة التي لحقت بها    العرب طوال تأريخهم لم يحكموا أنفسهم إلآ قرنين بعد الإسلام    ب 10 لاعبين.. يوفنتوس يقهر بارما    في ليلة تألق مبابي.. ريال مدريد يقسو على أوفيدو    أستراليا.. أول عملية جراحية في العالم بمساعدة روبوتين    علاج واعد لتلف الكبد الناتج عن مسكن شائع للألم    المرصد العربي لفض نزاعات الطيران المدني: الأطر الدولية وآليات التسوية    التعليم في خطر: التجنيد يخطف الشباب من الجامعات والمدارس    إعاشة العليمي للعاطلون والمعربدون والطراطير والصعاليك والمهرجون والمتبرجات    السعودية والإمارات وقطر يتورطن في نقل شحنات أسلحة إلى إسرائيل    مجلس وزارة الشؤون الاجتماعية يعقد اجتماعه الدوري ويوجه مناشدة عاجلة لإغاثة المنكوبين من الأمطار والسيول    فيما العمليات العسكرية اليمنية أدهشت العالم وأرعبت الخصوم.. الصمود اليمني لا يخضع لمعادلات الضغط ولا تنجح معه سياسة «كسر الإرادة»    القبائل اليمنية أصل التأريخ ونبض اليمن    العثور على جثة مواطن جرفته السيول في منطقة الحسوة بعدن    خواطر ومحطات حول الوحدة اليمنية (الحلقة رقم 52)    انطلاق مهرجان الرسول الأعظم في دورته ال12 بصنعاء    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (10)    شخصيات أمنية وقضائية واجتماعية ل"26سبتمبر": الاحتفال بذكرى المولد النبوي يعزز الارتباط الوثيق برسول لله    وزراة الداخلية تحتفي بقدوم ذكرى المولد النبي الشريف 1447ه:الرهوي : الأعداء يسعون لإبعاد الأمة عن دينها وقرآنها ورسولها    أهمية إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف    العليمي يهنئ المؤتمر بذكرى التأسيس ويؤكد أن الحوثي كيان دخيل على العمل الوطني    إعلان قضائي    زاوية صحية: التهاب الجهاز التنفسي (العلوي )    احتفاء بالمولد النبوي ... وزارة الشباب تُسلِّم مستلزمات الأنشطة الشبابية والرياضية للمحافظات    شعب إب يتصدر المجموعة الثالثة بعد سحق فريق النور في بطولة بيسان الكروية    بتموبل مركز الملك سلمان للإغاثة* *محافظ حضرموت يدشن توزيع مساعدات إيوائية طارئة للمتضررين من السيول والأمطار بمديريات الوادي    عدن .. البنك المركزي يوقف تراخيص ويسحب أخرى ويغلق مقرات كيانات مصرفية    -    شعب إب يقسو على النور صبر ويؤكد صدارته وتأهله إلى ربع نهائي بطولة بيسان    حصيلة أولية بضحايا الغارات الإسرائيلية على صنعاء    زيادة الموارد الداخلية البوابة الاقرب لتعزيز الإصلاحات الاقتصادية    عاجل: إسرائيل تنفذ غارات جوية على صنعاء (تفاصيل)    بشرى الخير وقطف الثمار.. مرحبا دخول ربيع الأنوار    ميلان يُسقط أمام كريمونيزي.. وروما يتجاوز بولونيا    الأرصاد: استمرار حالة عدم استقرار الاجواء وهطول الأمطار الرعدية متفاوتة الغزارة    برشلونة يحبط مغامرة ليفانتي بثلاثية    انهيار منزلين في صنعاء القديمة وتجدد الدعوات لاستكمال مشروع الترميم    الأمم المتحدة: 18 مليون يمني مهددون بالجوع الحاد بحلول سبتمبر    إخلاصك خلاصك    أولاد الحرام: صرفو أراضي بناء في مجاري السيول نتج عنه كارثة اليوم    "إخوان اليمن" يواصلون نهب أموال الضرائب ومناهضة إصلاحات الشرعية(وثائق)    الدوري الفرنسي: ليون يكتسح ميتز بثلاثية    تعز !    الجمعة.. جدة تسهر مع الأوركسترا الحضرمية    أمتع خميس خريفي بضيافة أكرم الناس    عدن.. مكتب الصحة يوجه المستشفيات والمراكز الخاصة بتخفيض رسوم الخدمات الطبية    عدن.. مكتب الصحة يوجه المستشفيات والمراكز الخاصة بتخفيض رسوم الخدمات الطبية    أكاذيب المطوّع والقائد الثوري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحرب على الجنوب.. من الخطاب إلى الاجتياح

في السابع والعشرين من أبريل عام 1994 ألقى الرئيس علي عبدالله صالح خطابًا تَصعيدياً هاجم فيه قيادة الحزب الاشتراكي الجنوبي، ووجه إليهم اتهامات صريحة بالسعي لإفشال الوحدة، واتخذ من ذلك ذريعة للهجوم السياسي والإعلامي عليهم، وقال:
"إن شعبنا اليمني سيضع حدًا لأولئك الذين يتسكعون على أبواب بعض العواصم ليستلموا مالًا مدنسًا من أجل إجهاض الوحدة.

لم يكن الخطاب مجرد موقف عابر بل كان إعلانًا وتمهيدا للحرب على الجنوب، وعلى كل صوت جنوبي طالب حينها بإصلاح مسار وحدة تحولت من شراكة إلى مشروع هيمنة وإقصاء. وسرعان ما تحولت الكلمات إلى أفعال عسكرية، حيث اندلعت أولى المواجهات في معسكر عمران المشترك، الذي كان يضم اللواء الثالث مدرع الجنوبي واللواء الأول مدرع الشمالي، وتحول إلى ساحة قتال راح ضحيتها عدد كبير من الجنود الجنوبيين، وتعرضت آلياتهم للتدمير في مشهد جسد الانهيار العملي لكل ما تبقى من مظاهر الوحدة.

ومع نهاية أبريل، بدأت الصورة تتكشف بصورة أوضح، فهناك طرف حسم أمره مبكرًا وبدأ بتنفيذ خطة اجتياح منظم وممنهج..
ففي الرابع من مايو، فرضت القوات الشمالية حصارًا خانقًا على لواء باصهيب في محافظة ذمار، وترافق الحصار مع قصف متواصل أدى إلى تحرك وحدات جنوبية لفك الطوق، لكنها واجهت استعدادًا مسبقًا وكمائن مدروسة. وكانت القوات الشمالية قد توسعت إلى يريم ومكيراس، وسقطت الأخيرة رغم دفاع بطولي أبداه اللواء 22 الجنوبي.

وفي الثاني عشر من مايو، اتسعت رقعة المواجهات لتشمل مناطق جديدة من الضالع، واستمر التوسع باتجاه العمق الجنوبي في ظل تجاهل عربي ودولي لنداءات التهدئة، وهو ما فُسّر حينها بأنه صمت متواطئ مهد الطريق لاستكمال الاجتياح بلا كلفة دبلوماسية.

وفي الحادي والعشرين من مايو، أعلن الرئيس الجنوبي علي سالم البيض من حضرموت فك الارتباط وعودة دولة الجنوب المستقلة تحت اسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وكان هذا الإعلان بمثابة محاولة أخيرة لحماية الجنوب ووقف نزيف الدم، لكنه لم يجد سوى مزيد من التصعيد والهجمات التي تقدمت باتجاه العاصمة عدن.

خلال شهري مايو ويونيو، كانت أبين وشبوة قد سقطتا بيد القوات الشمالية، مما أدى إلى تطويق عدن من جهات عدة. ورغم هذا الحصار الخانق، أبدت القوات الجنوبية مقاومة باسلة في وجه الزحف الذي لم يكن هدفه إعادة الشراكة، بل فرض السيطرة الكاملة على الأرض والقرار.

وفي السابع من يوليو سقطت عدن بعد قتال شرس، ودخلتها القوات الشمالية، منهية بذلك وجود دولة الجنوب، ومستهلّة مرحلة جديدة من الإقصاء والقهر والاستيلاء على القرار والثروات والمؤسسات. وتحول هذا اليوم إلى محطة أليمة في ذاكرة الجنوبيين، وبات يُعرف باسم (( 7-7 سبعة سبعة))اليوم الذي فُرضت فيه وحدة السلاح لا وحدة الإرادة والشعب.

ذلك اليوم لم يكن مجرد هزيمة عسكرية بل سقوطًا سياسيًا وأخلاقيًا لمنظومة رفعت شعارات الشراكة، ثم أحرقتها في أول امتحان حقيقي وجعلت من الوحدة أداة للسيطرة بدلًا من كونها عقدًا بين طرفين.

إن الجنوب الذي قاوم الغزو وواجه الإقصاء لا يزال حتى اليوم متمسكًا بحقه الكامل في استعادة دولة الجنوب، الدولة التي تم إسقاطها بقوة السلاح ومصادرتها تحت غطاء شعارات الوحدة. لم يكن النضال الجنوبي طوال العقود الماضية مجرد رد فعل عاطفي أو سياسي، بل كان تعبيرًا حيًّا عن إرادة شعب لا يقبل أن يُدار من خارج إرادته أو يُسلب قراره وسيادته.

الختام:
ولن يُغلق جرح الس7ابع من يوليو إلا بعودة دولة الجنوب المستقلة على حدود ما قبل عام 1990 بقرار شعبها، وبسيادتها الكاملة على أرضها ومصيرها وهويتها السياسية.

فهذا اليوم الأسود (7/7) لم يكن نهاية الحكاية، بل بداية مسار لن ينتهي إلا بتحقيق هدفه الجوهري: استعادة دولة الجنوب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.