الحضارة والسيطرة في العالم العربي عبر التاريخ تقرير يقدم رؤية موجزة تركّز على عوامل الثروة والضعف، والقوى المسيطرة، والهيمنة الخارجية على المنطقة العربية عبر تاريخها الطويل. فيما يلي تحليل للنقاط الرئيسية:
1. مراكز الثروة والحضارة القديمة: كان لحضارات مصر وبلاد الرافدين (العراق) والشام واليمن دور أساسي في التاريخ الإنساني بفضل: الزراعة: وجود الأنهار الكبرى (النيل، دجلة، الفرات) التي سمحت بقيام زراعة كثيفة وتأسيس مجتمعات مستقرة.
التجارة: موقعها الاستراتيجي جعلها جسراً للتجارة بين القارات، مما ولّد ثروة كبيرة.
الإنجازات الحضارية: طورت هذه المناطق أنظمة كتابة، وقوانين، وعمارة، وعلماً متقدماً.
2. وضع الجزيرة العربية قبل الإسلام: كانت معظم أجزاء الجزيرة العربية (عدا بعض المدن التجارية مثل مكة والمدينة ومدن اليمن) ذات بيئة صعبة وقاسية، مما جعلها غير جذابة للغزاة مقارنة بجيرانها الأغنى (فارس والروم). ولم تكن هناك "دولة عربية" موحدة، بل كانت القبيلة هي الهيكل الاجتماعي والسياسي السائد. كانت المنطقة تتأثر بالصراع بين الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية، وكانت اليمن تخضع تارة للاحتلال الحبشي ومدعومة من بيزنطة، وتارة أخرى للسيطرة الفارسية.
3. حكم الخلافة القرشية (الخلافة الراشدة والأموية): حكمت الخلافة التي قادتها قريش (القبيلة التي ينتمي إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم) من خلال الخلافة الراشدة ثم الأموية، ووسعت الدولة الإسلامية لتمتد من إسبانيا إلى حدود الصين. ومصطلح "الخلافة القرشية" صحيح من الناحية التاريخية، حيث كان هناك إجماع مبكر على أن الخليفة يجب أن يكون من قريش.
4. الخلافة العباسية وتحول السيطرة الداخلية: الحكم العربي المحدود: بعد تأسيس الدولة العباسية (750 م)، سرعان ما أصبح الاعتماد على العناصر غير العربية (الفرس أولاً ثم الأتراك لاحقاً) في الجيش والإدارة سمة أساسية ومن ثم تمت السيطرة الفارسية ثم التركية على القرار وتوجيه سياسات دولة الحكم العباسي.
ديكور الخلفاء: خاصة بعد "عصر القوة العباسية" (العصر الذهبي لهارون الرشيد والمأمون)، أصبح الخلفاء ضعفاء وتتحكم فيهم فعلياً قوى عسكرية مختلفة (مثل البويهيين الفرس ثم السلاجقة الأتراك)، ليصبح دور الخليفة رمزياً يمنح الشرعية للسلطة الفعلية.
5. الاستعمار العثماني والأوروبي والتأثير الحالي: العثمانيون: ينظر الكثير من العرب إلى الفترة العثمانية (خاصة في قرونها الأخيرة) على أنها شكل من أشكال الهيمنة الخارجية أو "الاستعمار"، حيث كانت مركز القرار في إسطنبول وخدمت مصالح الدولة العثمانية أولاً.
حكم الاستعمار الأوروبي: بعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى، تم تقسيم المشرق العربي بين بريطانيا وفرنسا بموجب "اتفاقية سايكس-بيكو" (1916)، مما وضع حدوداً ودولاً جديدة تخدم المصالح الاستعمارية.
التأثير الحالي (الاورو-أمريكي): ترى العديد من التحليلات أن الدول العربية، رغم استقلالها الشكلي، لا تزال تتأثر سياستها بشكل كبير بالضغوط والتأثيرات الغربية (الأوروبية والأمريكية)، سواء عبر التدخل المباشر، أوالسيطرة الاقتصادية، أو دعم أنظمة معينة. *- خاص ل "شبوة برس"