مجلس وزارة الشؤون الاجتماعية يعقد اجتماعه الدوري ويوجه مناشدة عاجلة لإغاثة المنكوبين من الأمطار والسيول    إعلان قضائي    القبائل اليمنية أصل التأريخ ونبض اليمن    خواطر ومحطات حول الوحدة اليمنية (الحلقة رقم 52)    لجان المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الصهيوني على اليمن    اليمن حضور قوي في اسناد فلسطين ..    اليمن.. التّهديد الأكبر في معركة نزع السّلاح    العليمي يهنئ المؤتمر بذكرى التأسيس ويؤكد أن الحوثي كيان دخيل على العمل الوطني    العثور على جثة مواطن جرفته السيول في منطقة الحسوة بعدن    انطلاق مهرجان الرسول الأعظم في دورته ال12 بصنعاء    ديوان للشاعر الشعبي البيضي    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (10)    شخصيات أمنية وقضائية واجتماعية ل"26سبتمبر": الاحتفال بذكرى المولد النبوي يعزز الارتباط الوثيق برسول لله    وزراة الداخلية تحتفي بقدوم ذكرى المولد النبي الشريف 1447ه:الرهوي : الأعداء يسعون لإبعاد الأمة عن دينها وقرآنها ورسولها    أهمية إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف    زاوية صحية: التهاب الجهاز التنفسي (العلوي )    وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تناشد لإغاثة المتضررين من كارثة السيول والأمطار في عدن ولحج    شعب إب يتصدر المجموعة الثالثة بعد سحق فريق النور في بطولة بيسان الكروية    الإفراج عن 284 سجينًا في محافظة تعز بمناسبة المولد النبوي    احتفاء بالمولد النبوي ... وزارة الشباب تُسلِّم مستلزمات الأنشطة الشبابية والرياضية للمحافظات    بتموبل مركز الملك سلمان للإغاثة* *محافظ حضرموت يدشن توزيع مساعدات إيوائية طارئة للمتضررين من السيول والأمطار بمديريات الوادي    عدن .. البنك المركزي يوقف تراخيص ويسحب أخرى ويغلق مقرات كيانات مصرفية    سالم ثابت يقيل مسئولي أراضي عدن ويعين آخرين    ظهور مادة بيضاء تشبه السحب على الأرض شمال صنعاء    -    بريطانيا تواجه "تحديا كبيرا" بسبب ضعف النمو الاقتصادي    الالتفاف خلف إصلاحات بن بريك... الطريق الوحيد لإنقاذ البلاد    شعب إب يقسو على النور صبر ويؤكد صدارته وتأهله إلى ربع نهائي بطولة بيسان    حصيلة أولية بضحايا الغارات الإسرائيلية على صنعاء    الرئيس الزُبيدي يبحث مع القائم بأعمال السفير الأمريكي مستجدات الأوضاع الإنسانية والتعافي الاقتصادي    عاجل: إسرائيل تنفذ غارات جوية على صنعاء (تفاصيل)    بشرى الخير وقطف الثمار.. مرحبا دخول ربيع الأنوار    زيادة الموارد الداخلية البوابة الاقرب لتعزيز الإصلاحات الاقتصادية    وزارة الصناعة والتجارة تعلن شطب وإلغاء 8781 وكالة وعلامة تجارية    انفجارات عنيفة تدوي في صنعاء وسط تحليق مكثف لطيران حربي    الأرصاد: استمرار حالة عدم استقرار الاجواء وهطول الأمطار الرعدية متفاوتة الغزارة    عدن .. توتر في محيط مبنى الجوازات ينذر بمواجهة مسلحة    برشلونة يحبط مغامرة ليفانتي بثلاثية    ميلان يُسقط أمام كريمونيزي.. وروما يتجاوز بولونيا    ليون يذيق ميتز الخسارة الثانية.. ونيس يستعيد التوازن    انهيار منزلين في صنعاء القديمة وتجدد الدعوات لاستكمال مشروع الترميم    منتخب الناشئين للكاراتيه يحقق أربع ميداليات في البطولة العربية بالأردن    الأمم المتحدة: 18 مليون يمني مهددون بالجوع الحاد بحلول سبتمبر    إخلاصك خلاصك    علاج واعد لتلف الكبد الناتج عن مسكن شائع للألم    أولاد الحرام: صرفو أراضي بناء في مجاري السيول نتج عنه كارثة اليوم    "إخوان اليمن" يواصلون نهب أموال الضرائب ومناهضة إصلاحات الشرعية(وثائق)    ارتيتا يقلق جماهير ارسنال بشأن إصابة ساكا    حادثتان عنصريتان لا تُنسى في طفولتي    بحضور الفريق السامعي.. احياء الذكرى الرابعة لرحيل الدكتور عبد الوهاب محمود    السيول تغرق صلاح الدين والحسوة و تتحولان إلى بحيرة    تعز !    الجمعة.. جدة تسهر مع الأوركسترا الحضرمية    أمتع خميس خريفي بضيافة أكرم الناس    عدن.. مكتب الصحة يوجه المستشفيات والمراكز الخاصة بتخفيض رسوم الخدمات الطبية    عدن.. مكتب الصحة يوجه المستشفيات والمراكز الخاصة بتخفيض رسوم الخدمات الطبية    عدن.. مكتب الصحة يوجه المستشفيات والمراكز الخاصة بتخفيض رسوم الخدمات الطبية    أكاذيب المطوّع والقائد الثوري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيما العمليات العسكرية اليمنية أدهشت العالم وأرعبت الخصوم.. الصمود اليمني لا يخضع لمعادلات الضغط ولا تنجح معه سياسة «كسر الإرادة»
نشر في 26 سبتمبر يوم 25 - 08 - 2025

لم يعد البحر الأحمر كما كان، ولا سماء الجزيرة العربية كما اعتادها المعتدون. فاليمن، البلد الجريح الذي أنهكته سنوات الحرب والحصار، تحوّل اليوم إلى مقاتل صلب يوجّه ضرباته الموجعة للكيان الإسرائيلي في البحر والبر، ويقف في وجه أمريكا بصلابة أدهشت العالم وأرعبت خصومه.
ففي الوقت الذي يحاول فيه الكيان الصهيوني عبر غارات جبانة استهداف البنية التحتية في صنعاء، كانت العمليات العسكرية اليمنية أكثر وضوحًا وصلابة: لن نركع، ولن نتراجع حتى وقف العدوان على غزة.
الأحد شنّ العدو الإسرائيلي عدوانا على محطة كهرباء حزيز بالعاصمة صنعاء، ومحطات الوقود لشركة النفط اليمنية محاولة إطفاء نور المدينة المتشح باللون الأخضر احتفاء بنبي الرحمة. غير أن النور متجذر في القلوب، والإرادة اليمنية بقيت عصية على الكسر، لتعلن صنعاء من جديد أنها باقية في المعركة حتى النهاية.
حتى الإعلام العبري اعترف بالفشل. فالقناة ال14 الإسرائيلية قالتها صراحة: "الشعب اليمني لا يتأثر بالغارات الإسرائيلية، فهو يعتبر العدوان الإسرائيلي ثمن محتمل في سبيل الحرب ضد إسرائيل". وأضافت: "ما يحدث هو كرّ وفرّ؛ اليمنيون يطلقون النار، وإسرائيل تهاجم البنى التحتية، واليمنيون يصلحونها، ثم يعود المشهد من جديد". مشيرة إلى أن خلفيات الموقف اليمني نابع من وجهة نظر اليمنيين القائمة على وجوب استمرار الحرب ضد "إسرائيل" حتى إبادتها.
إنها شهادة غير مسبوقة بأن إرادة اليمن أقوى من قنابلهم، وأن العزم في صنعاء لا ينكسر حتى تحت وابل الصواريخ.
أما صحيفة "جلوبس" العبرية فقد ذهبت أبعد من ذلك، فكشفت بالأرقام عجز الكيان أمام ضربات اليمن:
ففي حين نفذ العدو الإسرائيل 14 عدوانا على اليمن خلال 680 يومًا (بمعدل غارة واحدة كل 48 يوماً)، شنت القوات المسلحة اليمنية 70 صاروخًا باليستيًا خلال 152 يومًا، أي بمعدل صاروخ واحد كل يومين. الأرقام هنا تتحدث ببلاغة أوضح من أي خطاب: اليمن يتفوق، والكيان يتراجع.
بل إن الصحيفة نفسها أقرت بأن ما تسميه "الفائدة المركبة" للعدوان تحول إلى "وعود جوفاء"، وأن اليمنيين نجحوا في فرض حصار بحري فعّال أربك الاقتصاد الإسرائيلي وأفقده توازنه، بينما ظلّت تهديدات "تل أبيب" تدور في الفراغ.
إخفاق الاستراتيجية الإسرائيلية
لطالما اعتمد العدو الإسرائيلي على عقيدته العسكرية القائمة على التفوق الجوي وسرعة الحسم. لكن النموذج اليمني كشف محدودية هذه الاستراتيجية، وأظهر أن استهداف البنى التحتية لا يحقق ردعًا فعليًا أمام خصم يمتلك إرادة صلبة واستعدادًا لتحمل التضحيات. وبات العدو الإسرائيلي أمام معضلة حقيقية: خصم قليل الإمكانات، لكنه قادر على الاستنزاف والتأثير.
بعد عدة ساعات من العدوان الإسرائيلي على محطة كهرباء حزيز، دوت صفارات الإنذار في أكثر من 200 موقعا في الكيان الإسرائيلي منها مناطق من نتانيا شمالا حتى أسدود جنوبا مرورا ب"تل أبيب" وفي منطقة القدس عقب إطلاق صاروخ من اليمن. فيما تساقطت الشظايا الصاروخية في مستوطنة "موديعين عيليت". مواقع ملاحة جوية أكدت تعليق الرحلات الجوية في مطار اللد وانتشرت مشاهد توثق هروب المغتصبين في المطار إثر إطلاق صاروخ من اليمن.
القوات المسلحة اليمنية ، أعلنت إثرها استهداف مطار اللُّد في منطقةِ يافا المحتلة بصاروخٍ باليستيٍّ فرط صوتي نوع "فلسطين2"، مؤكدة استمرارها في تأدية الواجب الدينيِّ والأخلاقيِّ والإنسانيِّ تجاهَ الشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ حتّى وقف العُدوان على غزَّةَ ورَفع الحصارِ عنها.
إنها مواجهة غير متكافئة في الإمكانات، لكنها عادلة في الإرادة: شعب محاصر ومجروح، يقف على خط النار ليقول للعالم إن الدم لا يُهزم بالصواريخ، وإن الغارات لا تطفئ شعلة المقاومة.
اليمن اليوم ليس مجرد جغرافيا محاصرة، بل روح مقاتلة تحولت إلى كابوس يرعب الصهاينة، ويعيد رسم معادلات الردع في المنطقة.
لن تنكسر الإرادة
يجد الكيان الإسرائيلي نفسه أمام خصم غير تقليدي، لا يخضع لمعادلات الضغط التقليدية، ولا تنجح معه سياسة "كسر الإرادة" عبر استهداف المنشآت المدنية. فكل غارة جديدة تتحول إلى مادة لإثبات الصمود اليمني، وتأكيد أن ما يحركه ليس حسابات سياسية ضيقة، بل قناعة راسخة بأن المعركة مع العدو الإسرائيلي معركة مصير.
وزير الخارجية والمغتربين جمال عامر اعتبر العدوان الإسرائيلي على محطة كهرباء حزيز، تصعيدًا خطيرًا يهدّد السلم والأمن في المنطقة، وانتهاكًا صارخًا وجسيمًا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأكد وزير الخارجية جمال عامر في رسالة عاجلة وجهها إلى أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ورئيس مجلس الأمن إيلوي ألفارو دي ألبا، والمفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، ورئيس مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يروغ لاوبر، أن هذا العدوان يرقى إلى مرتبة جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي الإنساني.
وأشارت الرسالة إلى أن العدوان الإسرائيلي الإرهابي يأتي في سياق محاولات كيان العدو الفاشلة للضغط على صنعاء لتغيير موقفها ووقف عمليات الإسناد العسكري للشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة. مؤكدة في ذات الوقت أن موقف الجمهورية اليمنية، الرسمي والشعبي، الذي يمثله قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، هو موقف ثابت ومبدئي نابع من القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية، ولن يتغير حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
ختاما
الاستهداف المتكرر للبنية التحتية لم يؤدِّ إلى تراجع معنويات اليمنيين، بل عزز قناعتهم بأنهم يخوضون معركة وجودية. فكل غارة تتحول إلى شاهد إضافي على ثباتهم، وكل إعادة إعمار سريعة للبنى المتضررة تحمل رسالة مفادها: الإرادة أقوى من القنابل. هذه الروح الشعبية جعلت من اليمن حالة خاصة في الصراع، إذ لم يعد مجرد ساحة حرب، بل رمزًا لصمود تتجاوز أصداؤه حدوده الجغرافية.
إن ما يجري اليوم لم يعد مجرد تبادل للضربات، بل هو جزء من إعادة رسم لمعادلات الردع في المنطقة. فاليمن، بإمكاناته المحدودة، يفرض حضوره على طاولة الصراع، ويعيد تعريف مفهوم القوة في مواجهة الاحتلال، لتبقى الرسالة واضحة: الغارات قد تدمر حجارة، لكنها لا تنال من إرادة الشعوب.
اليوم، يقف اليمن ليؤكد أن الحروب لا تُحسم فقط بالصواريخ المتطورة والطائرات الحديثة، بل أيضًا بقدرة الشعوب على الصمود والإصرار. وإذا استمر العدوان على غزة، فإن التصعيد في البحر والبر قد يتوسع، لتتعمق الأزمة الاقتصادية والأمنية في "تل أبيب" أكثر فأكثر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.