د. عائشة عباس نتو سألت ذات يوم برماويًا -يُقاسمني المكان والزمان- عن أبرز المواقف التي يعاني منها في إقامته غير الشرعية وأكثرها تأثيرًا في حياته، فتحدث إليَّ حديثا -سبقته آهات عميقة اخترقت جدار سمعي كالرعد- قال فيه: دعيني أسمعك بعض ما تختزنه ذاكرتي عبر سنين إقامتي بدون إقامة، مما له صلة بمعاناة الحياة والكدّ في سبيل البحث عن الأمان الاجتماعي والمادي.. وسأتبع ذلك بمكاشفة خاصة عن البحث عن العمل وتحدياته، وذاك أمر لا أحسب أنني انفرد به عن سواي من إخواني في الجالية البرماوية. ثم تابع قائلًا: لا تخلو حياتى المكاوية -كالجالية البرماوية- من معاناة، بعضُها مؤلم، وبعضها ما باليد حيلة، فلم يكن بيدي أو بيد المسؤولين المتعاطفين معنا حيلة، وبعضها يمكن التغلب عليه صبرًا وجهدًا، ولو أردتُ أن أتكلم عن معاناة البرماوي.. لكان سفرًا لعقبات كثيرة وصعوبات! وإذا كانت النتائجُ تُقاس عادةً بأضدادها، فكيف للمرء أن يُميّز بين الإقامة النظامية وغيرها؟! في 24/3/2013.. كان يومًا تاريخيًا وضوءًا من الأمل، عندما سلَّم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة أول إقامة نظامية مجانية إلى «أبو الخير». تبددت معاناة البرماويين بحصولهم على إقامات نظامية بدون رسوم، وتكفلت الدولة بإيجاد فرص العمل لهم عن طريق وزارة العمل والشركات العاملة في السوق، وتمكينهم من الاستفادة من جميع الخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية والتعليمية. المشروع البرماوي لا يقتصر على إعادة تخطيط وبناء وعمران الأحياء العشوائية بطريقة عصرية فحسب، وإنما يعالج مشكلة 500 ألف إنسان، بل مشروع لمعالجة إنسانية وصحية واجتماعية وعملية وتحضيرية. ومثل ما شَاهْدتُ وسمعتُ عن ذلك الانجاز الذي حققته دولتنا الرشيدة، فما كان ما تَراه العَيْن من آليات صرف الإقامات في مواقف كدي في مكةالمكرمة بَهْجة للمكاوي والبرماويِ يجسِّدُ الخطوة المباركة لتمكين الجالية البرماوية من حياة راضية مرضية. بارك الله في قيادتنا الرشيدة، وجعل ما يفعلونه ويقدمونه من خير في ميزان حسناتهم. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (77) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain