كتبت هناء صالح الترك: أكدت السيدة عبير جفال مدير مركز التدريب المستمر في معهد النورللمكفوفين أن مدارس وزارات التعليم شهدت على المستوى العالمي والمحلي خلال العقود المنصرمة العديد من التغيرات والتحديات امام ذوي الإعاقة مشيرة ان اكبر هذه التحديات التعامل مع الحاجات والقدرات الفردية للطلاب داخل الغرف الصفية بحيث اصبح من المطلوب والمتوقع من المعلمين التعامل وتدريس مجموعات طلابية ذات تنوع كبير من حيث القدرات والحاجات. وأكدت أن السبب الرئيسي عالميا وراء هذه الفروق الكبيرة بين الطلاب على مستوى الصف الواحد يعود الى السياسات التربوية التي نادت ودعت لتطبيق برامج الدمج والدمج الشامل في المدارس العامة ما اتاح الفرص امام جميع الطلاب بغض النظر عن قدراتهم للالتحاق في المدارس العامة وبالتواجد داخل الصفوف العادية وليتم تقديم جميع خدمات الدعم التي يحتاجونها داخل الصف من قبل مجموعة من المعلمين والمختصين. وقالت السيدة جفال في الورقة التي قدمتها في المؤتمر السنوي الثالث لاصلاح التعليم الذي نظمته كلية التربية في جامعة قطر ان تطبيق برامج الدمج الشامل في دولة قطر وبقية البلاد العربية مازال يعيقه الكثير من التحديات والتي تشمل جمود النظم التعليمية ومركزية القرارات التي تتعلق بطبيعة البرامج والخدمات التي تطلبها المدارس العامة وقلة عدد التربويين من ادارييين ومعلمين قادرين على تنفيذ برامج الدمج الشامل. وأضافت: لعل النقص في عدد التربويين المؤهلين ناجم عن القصور في برامج اعداد وتدريب المعلمين سواء معلمي التعليم العام او معلمي التربية الخاصة على مستوى التعليم الجامعي وحتى على مستوى برامج التدريب والتأهيل خلال الخدمة. وقالت: هذا ما يدعونا الى اعادة النظر في تلك البرامج التي عادة ما تخرج مدرسي تعليم عام ليس لديهم اية خبرة بالحاجات والفروق الفردية بين الطلاب وكيفية التعامل معها داخل الصف او تخرج معلمي تربية خاصة قادرين على التعامل مع طلاب ذوي اعاقة محددة او اعاقات مختلفة ولكن في مراكز متخصصة او في غرف صفية منفصلة بحيث انهم يصبحون الافراد الوحيدين الذين يتعامل معهم الطالب المعاق وهذا النوع من التدريب لا يؤهلهم للعمل في مدارس الدمج الشامل. وقدمت عبير الجفال نموذجا مقترحا لبرنامج اعداد وتأهيل المعلم في مدارس الدمج الشامل ويهدف البرنامج الى اعداد الكوادر العاملة في نظام مدارس الدمج الشامل او الذين سيعملون في تلك المدارس مستقبلا بالمعرفة العلمية والمهارات والخبرات العملية التي تمكنهم من النجاح في تحمل مسؤولياتهم والقيام بالمهام الموكلة اليهم في ظل نظام الدمج الشمولي لافتة انه يمكن لهذا البرنامج ان يقدم في مرحلة ما قبل الخدمة مرحلة التعليم الجامعي او اثناء الخدمة او بعد التعيين ويستفيد منه مدرسو التعليم العام ومدرسو التربية الخاصة موضحة ان مدخلات البرنامج تشتمل على التدريس التعاوني والاستراتيجيات والاساليب والخبرات العملية مبينة ان مخرجات البرنامج معلمون موظفون مزودون بالمهارات والكفايات التالية: التفهم العميق لمفهوم التنوع والاختلاف في قدرات الطلاب والتعامل معهم والقدرة على تعديل وتكيف البيئة التعليمية بكافة مكوناتها واخيرا المرونة والابتكار في العمل. وقدم السيد محمد محمود حمدي معلم تربية خاصة في معهد النور تصورا مقترحا لبرنامج تدريبي اثناء الخدمة لمعلمي التربية الخاصة في ضوء مدخل الكفايات التدريسية واشار ان المعلم يعد احد قطبي العملية التعليمية الذي يتوقف عليه نجاح التربية في تحقيق اهدافها وتطوير الحياة في عصرنا الحديث. من اجل هذا يتحتم على كل امة ان تؤمن بالدور القيادي للمعلم وان تعيد النظر في عملية اعداده وتأهيله فلم تعد العملية التعليمية عملية ميكانيكية يقتصر فيها دور المعلم على مجرد نقل المعرفة للمتعلمين فحسب وانما اصبح المعلم هو القائد والمرشد وموجه الفكر القائم على تقييم الطلبة وتطويع المنهج وتكيفه. وأكد ان هذه الاهمية تنسحب ايضا في مجال تأهيل معلم التربية الخاصة حيث ان مدى توافر الكوادر البشرية المدربة للعمل في ميدان التربية الخاصة يعتبر عاملا حاسما في تقرير امكانية توسيع تلك الخدمات وتحسين نوعيتها وتعد عملية تأهيل وتدريب معلم التربية الخاصة ذات اهمية كبيرة لانه مهما توافرت لدينا الامكانيات المختلفة من مناهج جيدة ووسائل تعليمية حديثة متنوعة واساليب ادارة علمية ومبان مدرسية حديثة فان ذلك لا يعني شيئا بدون وجود المعلم المعد اعدادا جيدا والذي يمتلك من المهارات التي تؤهله لكي يكون معلما جيدا قادرا على التعامل مع التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة.