شبه الكاتب المصري البارز محمد حسنين هيكل حكم جماعة الإخوان المسلمين وظهورهم وهيمنتهم على مقاليد السلطة والحكم في مصر بمثابة خروج من كهف بعد مرور عقود من الزمن، على اعتبار أنهم يجهلون خطاب وقوانين العصر الحالي، مؤكداً أن الرئيس محمد مرسي «أمام أوضاع لا يفهمها وجميع قراراته باطلة دستورياً»، متهماً الجماعة ب«التسلّق على أكتاف صنّاع الثورة الحقيقيين والسيطرة على الحكم بالكامل من دون مراعاة الآخرين»، ومشدداً على أن الإدارة الأميركية ساعدت «الإخوان» من أجل الوصول إلى الحكم، في حين اعتبر أن «الثقافة المترسبة على مرّ العصور، جعلت المجتمع يشكك بنوايا الجماعة»، فيما لم يستبعد هيكل أن يقوم «الإخوان» بإعلان الأحكام العرفية خلال شهور قليلة. وناقش هيكل في الحلقة الخامسة من برنامج «مصر أين ومصر إلى أين؟»، التي أُذيعت مساء أمس على شاشة محطة «سي بي سي» مع الإعلامية لميس الحديدي، الأحداث الراهنة التي تعيشها مصر، من أزمات طائفية في أحداث الخصوص والأحوال الاقتصادية المتعثّرة. وأكد أن الأسبوع الماضي يمكن تسميته ب«أسبوع الأزمات». وابتدأ الكاتب المصري البارز الحديث بالقول: «ما يحدث في مصر يقلقني جداً أكثر من أي وقت مضى، فالإخوان جلسوا 70 أو 80 عاماً في الكهف، وحين أخذوا السلطة في ظرف معين، لم يعرفوا أن العملة واللغات والمقاييس اختلفت وأن العالم تغيّر». واستطرد: «لدى الإخوان ثقافة معادية للناس مهما كانت اللحظة، فالمجتمع المصري لن يتخلى عن ثقافته، والإخوان اصطدموا مع كل العصور وقتلوا، سواء في عصر جمال عبدالناصر أو أنور السادات أو حسني مبارك، لذا فهم خرجوا ولم يعلموا أي شيء، والناس تشك أن لديهم قدرة أو قيادة». مرسي لا يفهم وأضاف هيكل: «في كل الثورات، من يحركها يتولى زمام الأمور بعدها، حتى يعرض برنامجه كاملاً ويستكمل الأهداف، إنما ما حدث في مصر ان الاخوان استولوا على كامل السلطة من دون مراعاة للآخرين، وما يدعو إلى الأسى أن في هذا العصر وهذه الظروف، يأتي لمصر شخص لا يعلم ولا يفهم ما يواجهه من أوضاع، والناس تشك فيه، ما يدفعه إلى المزيد من العناد على موقفه لأنه يتصور أنه مظلوم»، في إشارة واضحة إلى الرئيس محمد مرسي. وبشأن تقييمه للأخطاء التي وقع فيها مرسي خلال فترة الشهور التسعة الماضية، قال هيكل: «طرف يواجه طرفاً آخر لا يفهمه، والإخوان يستخدمون الإلهي والمقدّس لتبرير مواقفهم». طوارئ وقرارات وحذّر هيكل من أن «يتصور الإخوان أن بمقدورهم إصدار أحكام عرفية، وقد تساور مرسي تصورات أن يلجأ إلى إعلان حالة الطوارئ باعتبار أنه ليس بقادر على إدارة الأوضاع الداخلية، وفي هذه الحالة، سيستعين بالجيش، وهنا سيضع البلد في أزمة لا لزوم لها»، مستطرداً: «أعتقد أننا سنكون على هذا الطريق، ففي غضون شهرين أو ثلاثة سيتخذ الرئيس إجراءات استثنائية». مساندة الأميركيين وبشأن علاقة الإخوان، بالإدارة الأميركية قال هيكل: «الأميركيون ساندوا الإخوان لأنهم تصوّروا أنهم طرف قادر على حفظ استقرار مصر». وتابع هيكل حديثه بالقول: «الأزمات الحالية لا تتعلق بقضية النائب العام فقط، ففي اللحظة الراهنة، النظام والحكم يرى في القضاء خصماً ويرى في الجيش تهديداً، ويرى في الشرطة أداة في يده للعجز، ويرى في الإعلام عدواً». وشدد هيكل في حواره التلفزيوني على أن جميع القرارات التي اتخذها مرسي «باطلة»، لنقص ما يعرف ب«التوقيع المجاور» في الفقه الدستوري المصري. مشاكل اقتصادية وبشأن الوضع الاقتصادي في مصر قال هيكل: «نحن فى الاقتصاد فى غياهب الجب، وحتى نكون منصفين، هذه أزمة ظهرت منذ سنوات طويلة، وهم (الإخوان) ورثوها لكنهم لم يدركوا مسؤولية ما ورثوا، الاقتصاد يسوء بشكل كبير». حروب أهلية قال الكاتب المصري البارز محمد حسنين هيكل: «استقبل الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز زائراً أجنبياً، فقال له (أنتم قلقون جداً على مصر، مصر لديها حروب أهلية نائمة وستستيقظ، الحرب الأولى حرب دينية بين عصرنا الحالي وبين أناس يتصورون أن لهم تفسيراً دينياً يُخرج الدين من منطقه، ثانياً: توجد أزمة اقتصادية طاحنة وصراع اجتماعي سينتهى بحرب أهلية، وثالثاً: توجد حرب أهلية بين المسلمين والأقباط، وتابع بيريز: مصر لديها ثلاثة حروب أهلية لا بد أن تخوضها)». البيان