رئاسة الحكومة من بحاح إلى بن مبارك    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    هزتان ارضيتان تضربان محافظة ذمار    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منابر الدوحة


الدوحة - الراية:
أكد فضيلة الشيخ عبد الله البكري خلال خطبة الجمعة أمس بجامع حمد بن خالد آل ثاني أنه حين تشتد الأزمات ويستبطئ الناس النصر والفرج يجد المسلم في حوادث الدهر ما يقوي عزمه ويجدد ثقته بربه جل وعلا، فهو الذي بيده كل شيء ولا يعجزه شيء ولا يقف أمام أمره شيء.
وقال البكري: إن من حوادث الدهر العظام وأيامه الغُر يوم حطين، ففي القرن السادس الهجري، استولى النصارى على بلاد الشام وعاثوا فيها فسادًا واشتد بغيهم على أهل الشام، ومنعوا الأذان في كثير من مدن الشام نحو تسعين سنة، بما في ذلك المسجد الأقصى، ووضعت الصلبان في كل مكان، ورفعوا على الأقصى صليبًا كبيرًا، فعداؤهم للمآذن والأذان قديم، ولاغرابة، فقد علمنا النبي صلى الله عليهم وسلم أن صوت الأذان من أبغض الأصوات إلى الشيطان، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال "إذا نودي بالأذان أدبر الشيطان " وذلك حتى لايسمع الأذان . وكذلك حال شياطين الإنس يزعجهم الأذان لما يتضمنه من توحيد الله وتكبيره والشهادة لنبيه بالرسالة والدعوة إلى عبادته وحده جل وعلا. وصدق الله القائل : "وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون".
وأضاف: طال الليل على المسلمين، واشتدت وطأة الظلم على أهل الشام، أهل الرباط والإيمان، حتى أذن الله بانبلاج الصبح، ففي نحو هذه الأيام من عام 583ه كانت معركة حطين، وكان الفتح المبين، بعدما تعاظمت جرائم النصارى، وبلغ الظلم حده، وبلغ سيل القهر زباه، فقرر السلطان يوسف صلاح الدين ابن أيوب رحمه الله غزو النصارى، وتطهير البلاد منهم، وتخليص المسلمين من شرهم . بعد أن بنى المدارس ونشر العلم وأحيا السنة وقضى على الرافضة واسترد منهم مصر إلى حوزة المسلمين، وكانت بطانته من العلماء الناصحين والعقلاء الصالحين، وكم كان فقيها ذلك السلطان رحمه الله فقد بدأ بنشر العلم وإحياء الدين وإماتة البدع علما منه أنه لا نهضة للأمة في ظل الجهل والبدعة والبعد عن دين الله .
وتابع: سمع النصارى بتجمع المسلمين، فجهزوا جيوشا بأضعاف عدد المسلمين يتقدمهم الصليب، فتقدم المسلمون إلى سطح الجبل الغربي من بحيرة طبرية عند قرية يقال لها "حطين". وهناك تقابل الجيشان وأسفر وجه الإيمان، ونكست رايات الصلبان، واستمر القتال عنيفا بين الكثرة الكافرة والقلة المؤمنة "وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"، "وما النصر إلا من عند الله" فكان النصر من الله جل وعلا، فقُتل من الصليبين ثلاثون ألفًا في ذلك اليوم، وأسِر ثلاثون ألفًا من فرسانهم وكان في جملة من أسر جميع ملوك الصليبيين في الشام عدا واحدا فر هاربا، وأخذ المسلمون صليبهم الأعظم الذي غلفوه بالذهب واللآلئ والجواهر النفيسة فإذا بمعبودهم المقدس الذي يمنحهم البركة والنصر -بزعمهم- غنيمة في أيدي المسلمين . وقد ذكر المؤرخون أن بعض الفلاحين رؤي وهو يقود نيفًا وثلاثين أسيرًا من النصارى قد ربطهم بحبل خيمته، وجرت أمور لم يُسمع بمثلها إلا في زمن الصحابة والتابعين. وهكذا أعز الله الإسلام وأهله وأذل الصليب وأهله، بعد أن عاثوا في الشام فسادا وظلما . فلا إله إلا الله، ما أقرب العزة والنصر من المسلمين إذا وصلوا حبالهم بدينهم ووثقوا صلتهم بربهم، وما أذلهم إذا أداروا للدين ظهورهم وتباكوا على أعتاب مجالس الأمم .
وأشار إلى أنه في ذلك اليوم هرب كثير من النصارى وهم جرحى فمات أغلبهم بجراحهم، واستمر زحف صلاح الدين بجيشه فاسترد بلاد الشام بلدًا بلدًا، وغَنِم المسلمون غنائم هائلة . وبعد معركة حطين قصد السلطان صلاح الدين القدس بمن معه من جموع المؤمنين، فوجدها قد حُصنت غاية التحصين وفيها ستون ألف مقاتل صليبي والتحق بهم من فر يوم حطين. واستشهد في الحصار بعض أمراء المسلمين، فاجتهد المسلمون في القتال والتشمير، وهدموا جانبا من السور وحينها طلب الصليبيون الأمان والصلح، فأجابهم صلاح الدين إلى الصلح وقبل منهم الاستسلام مقابل الفدية ومن عجز عن ذلك كان أسيرًا للمسلمين، وأن تكون الغلات والأسلحة والدور للمسلمين، وأنهم يخرجون كلهم من بيت المقدس، فكُتب الصلح بذلك. وفرق صلاح الدين جميع ما قَبض منهم من الذهب في العسكر، ولم يأخذ منه شيئًا، وكان رحمه الله مقدامًا كريمًا.
و لفت البكري النظر الى معاملة صلاح الدين القدس وسكانها معاملة مختلفة تماما عماعاملهم الغزاة الصليبيون، قبل ذلك بمئة عام تقريبا حين استولوا على القدس فقد قتل الصليبيون آنذاك من أهالي القدس من رجال وكهول ونساء وأطفال أكثر من 70 ألفا تم قتلهم في ساحة المسجد الأقصى، أما جيش المسلمين فلم يقع منه شيء من هذا والمنصفون من الصليبيين سجلوا ذلك في تواريخهم، بل إن صلاح الدين سمح بمغادرة الغزاة الصليبيين للقدس في غضون 40 يوما بعد دفع الفدية. هذه أخلاقنا في الحرب وتلك أخلاقهم.
وحكى أنه لما تطهر بيت المقدس مما كان فيه من الصلبان والنواقيس والرهبان والقسس، دخله أهله الموحدون ونودي بالأذان، وقرئ القرآن، وصلى المسلمون أول جمعة في الأقصى بعد أكثر من تسعين سنة، وأُتي بالمنبر الذي كان قد صنعه السلطان نور الدين محمود رحمه الله قبل ذلك بسنين طويلة، ثقة منه بنصر الله عز وجل، أُحضر ذلك المنبر ونصب إلى جانب المحراب، وكم هو مشهد مشهد مؤثر جدا وأنت ترى البسط تبسط والقناديل تعلق، ويمتلئ الجامع بالمصلين ويرفع الأذان فتدمع العيون وتكاد القلوب تطير من الفرح بعد أن تعطل الأذان في المسجد الأقصى زمنا طويلا.
وقال البكري: إن استعادة المسلمين للقدس بعد أكثر من تسعين سنة من الاحتلال خير درس لليائسين الذين يستبعدون عودة فلسطين لحوزة المسلمين، وخير درس للقانطين من رحمة الله لأهل سوريا ونصرهم على الطغاة المجرمين.
الدوحة- الراية:
أكّد فضيلة الشيخ أحمد البوعينين خلال خطبة الجمعة أمس بجامع صهيب الرومي أن المحافظة على ممتلكات الدولة جزء من الحسّ الوطني قائلاً: نحن في دولة قطر ننعم بمدارس من أروع المدارس ليس على مستوى الخليج أو الوطن العربي بل على مستوى العالم بأسره وبالتالي يجب علينا المحافظة على مدارسنا.
وأضاف: أن ما حدث قبل يومين بإحدى المدارس فيه ترويع للطلبة وهو تصرف مرفوض، وينبغي علينا أن نحمد الله أننا في دولة هيأت للمواطن كل ما يتمنى من تطور فعلينا أن نشكر الله على النعم، فالنعم تزول، بينما تدوم بالشكر.
وتوجّه البوعينين بالشكر إلى المجلس الأعلى للتعليم على إقامة ملتقى التعليم، مؤكدًا أن الاهتمام بالتعليم من الضروريات وأن على الجميع أن يكونوا داعمين للعملية التعليمية في تجربتها الجديدة بحيث يساعدون في تغيير الأداء للأفضل، لا أن يكونوا أداة هدم، بل يجب أن يقدم كل منا ما لديه للنهوض بالعملية التعليمية وإنجاحها. مؤكدًا أن أولياء الأمور من العوامل المساعدة في إنجاح العملية التعليمية للتواصل مع المجلس والمدرسة للسعي قدمًا في تطوير التعليم، مشددًا على أهمية تكاتف الجهود كشرط لنجاح أي مشروع.
وهنأ البوعينين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وإدارة الدعوة على وجه الخصوص على معرض الأسرة (أسوة) الذي يتضمن تعريفًا بأمهات المؤمنين اللاتي لا يعرف الكثيرون شيئًا عن سيرتهن العطرة لانشغاله في هذا الزمن بمتابعة أخبار الفنانين والفنانات واللاعبين.
وكان البوعينين بدأ خطبة الجمعة أمس بسؤال هو: أين أنت غدًا؟ مؤكدًا أنه يستوجب التوقف والاعتبار والمحاسبة والادكار، لأنه لابد أن نفكر بنعيم الدنيا الزائل ونعيم الآخرة الباقي وأن نختار بينهما، بعد أن نفيق من سُبات الغفلة، حيث ينبغي علينا أن نتأمل ونعتبر ممن رحل، فالموت قادم لا محالة.
وقال البوعينين: إن الموت حق ويقين لا يرده حرص حريص ولا تمنعه قوة يأتي على الصغير والكبير والضعيف والقوي والغني والفقير كم طوى من أعناق وكم قلع من أعراق وكم قصم من أصلاب وفرق الأهل والأحباب، قال تعالى " قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8) " .
وأضاف: تذكر يا عبد الله وقد طرحك داعي الموت فوق الفراش واجتمع عليك الأهل والأحباب والأقارب والأصحاب يبكون الفراق وقد أجهشت دموعهم وتعالت أصواتهم ما أصعب هذه اللحظات وما أضعف الإنسان عند السكرات. قال تعالى " وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) ". تذكر لحظات الاحتضار وقد شخص بصرك وتشقق قلبك وخشعت جوارحك واستهل الملائكة نزع روحك.
وحكى أن بعض الصالحين قال: دخلنا على عطاء السلمي نعوده في مرضه الذي مات فيه فقلنا له كيف ترى حالك ؟ فقال الموت في عنقي والقبر بين يدي والقيامه موقفي وجسر جهنم طريقي ولا أدري ما يفعل بي ثم بكى بكاءً شديدًا حتى غشي عليه، فلما أفاق قال: " اللهم ارحمني وارحم وحشتي في القبر ومصرعي عند الموت وارحم مقامي بين يديك يا ارحم الراحمين ". قال تعالى " قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8)".
* أكد أنها تمثل اقتحامًا للأمور دون معرفة بها .. د.المريخي :
* العجلة سبب فشل مشاريع الدنيا والآخرة
الدوحة - الراية:
أكّد فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسن المريخي أن العجلة عبارة عن اقتحام للأمور دون معرفة وافية بها ومقابلة الواقع بلا إلمام به، فهي من الشهوة ولذلك صارت مذمومة في الشريعة ونُسبت إلى الشيطان.
‎‫وقال فضيلته خلال أدائه خطبة الجمعة أمس بجامع عثمان بن عفان: إن العجلة دليل على قلة التدبّر وعدم تقدير الأمور والجهل بحقائقها كما قال الله تعالى: (لو يُعجّل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقُضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون).
وأوضح أنه ‫لما كان المشركون والكفار ومعارضو الرسل يجهلون عذاب الله طلبوا من الرسل أن ينزلوا بهم العذاب تحديًا واستكبارًا كقوم لوط عليه السلام الذي قال لقومه: (أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين).
وقال د. المريخي : يكفي العجلة ذمًا أن تُجعل من الشيطان وأنها ملتصقة بالمشركين والفجّار، حيث ‫يقول أبو حاتم رحمه الله : إن العجلة موكل بها الندم وما عجل أحد إلا اكتسب ندامة واستفاد مذمة؛ لأن الزلل مع العجل ولا يكون العجول محمودًا أبدًا، كما أن العجول لا يطمئن إليه الناس ولا يقدّمونه في أمورهم ولا يشاورونه ويتجنبونه ويبعدونه. وبالتالي يكون أول بلاء يقع فيه المُتعجّل بسبب عجلته حيث يسيء لنفسه حين أقحمها فيما لا طاقة لها به فأهلكها وأتعبها وأرهقها ثم قطع الثقة به عند الناس باشتهاره بالعجلة.
وأضاف : إن العجول يسيء كثيرًا ويهدم كثيرًا ويخطئ كثيرًا، فكم من الندامات دفعها أن استجاب للمستعجل وكم من الخسائر جرّها المغرورون على أنفسهم ومجتمعاتهم وكم من البلايا أدرتها قوم أغروا بتصرّفاتهم المستعجلة.
‎‫وأكّد المريخي أنه بسبب الاستعجال فشلت المشاريع الدنيوية والأخروية وأهدرت الأموال وكانت الخسارات ووجدت التخبّطات وتهدّمت بيوت وأسر وقطعت أرحام واقترف الحرام وحجّر الحلال واعتزلت السنن وأزهقت الأرواح.
‎‫ولفت إلى أنه لو علم المُستعجلون ما عواقب استعجالهم ما استعجلوا، لو علم الذي استعجل أمره أن هذه العواقب التي ظهرت ستكون من نصيبه ما استعجل. وأنه لو علم أصحاب الذنوب ما عواقب استعجالهم عند الله تعالى لهجروها، ولو علم أتباع الشيطان نتائج استعجالهم لمتابعة إبليس لرجموه بالحجارة من أول لحظة. حيث ‫يقول رسول الله: (يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلاً). فلو علم المبتدعة عواقب هجرهم للسنة لبكوا دمًا حيث يقول رسول الله: ‫(والذي نفسي بيده لأذودن ‫- لأطردن‫ - رجالاً عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل عن الحوض)‫.
‎ونبّه إلى أنه لو علم الشباب المُستعجل بسياراتهم عواقب السرعة ما أقدموا عليها‫، وأنه لو علم المستعجل في أكل الحرام والربا ما ينتظره من الوعيد والتهديد ما أكل درهمًا، وأنه لو علم الناس عواقب ما حذّرهم الله منه ورسوله لخرّوا لله ساجدين‫.
وكان فضيلة الدكتور المريخي بدأ خطبة الجمعة أمس بقوله : يقول المهتمّون بالدنيا وشؤونها إن هذه الأزمان أزمان السرعة والعجلة وهذا صحيح ولذلك تكثر الأخطاء وتملأ الدنيا، فإن المتأمل للحياة ومجرياتها يلمس فيها أخطاء كثيرة فأكثر أمورها منكسة، ومتعلقاتها منحرفة وأهلها ألفوا أخطاءها ويئسوا من تصويبها فأخذوها بعللها وسلبياتها بل طبعت على قلوب بعض أهلها فأصبح يدعو إلى اقتنائها عوجاء منحرفة‫. فأخرّت بالناس هذه الأخطاء وتراكماتها وعسّرت عليهم معيشتهم وضيّقت عليهم وولوا مدبرين‫.
‎وأضاف: إن الإسلام يُعالج عجالة الناس وانتهاج الاستعمال في حياتهم كمنهج يديرون به حياتهم فيدعو إلى التأني وعدم التسرّع في أخذ هذه الحياة ويحثّ على التثبّت والتحقق من معروضاتها وتقلباتها‫. يقول الله تعالى: "‫ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبيّنوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنًا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا". ‫ويقول سبحانه : (يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
وتابع: بيَّن الإسلام أن التأني توفيق من الله وأن العجلة نزغ من الشيطان، عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "التأني من الله والعجلة من الشيطان". ‫ذكره المنذري وقال: رواه أبو يعلي ورواته رواة الصحيح. ‫بل جعل النبي التأني من أجزاء النبوة، حيث يقول عبدالله بن سرح المزني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءًا من النبوة". رواه الترمذي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.