أعلنت مجموعة من الكتائب والألوية الإسلامية التابعة للجيش السوري الحر «استهجانها ورفضها» إعلان «جبهة النصرة» مبايعتها لتنظيم «القاعدة»، داعية «المجاهدين» الى التوحد وتغليب «الوسطية والاعتدال». فيما أكد دبلوماسيون في الأممالمتحدة أن الدول الغربية لديها «أدلة صلبة» على استخدام أسلحة كيماوية «مرة على الأقل» في النزاع السوري. في حين أمر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بتقديم 10 ملايين دولار مساعدات طبية وغذائية للائتلاف الوطني السوري المعارض، والمجلس العسكري الأعلى، المشرف على «الجيش الحر». وقالت «جبهة تحرير سورية الإسلامية» التي تضم مجموعة من الكتائب والالوية الإسلامية التابعة للجيش السوري الحر في بيان نشر على صفحتها على «فيس بوك»، أمس، «نحن في سورية عندما خرجنا وأعلنا جهادنا ضد النظام الطائفي خرجنا لإعلاء كلمة الله وليس لأن نبايع رجلاً هنا أو رجلاً هناك، ونفتئت على بقية اخواننا المجاهدين وشعبنا، أو أن نفرض عليه شيئاً فوق إرادته». وتضم الجبهة نحو 20 لواء وكتيبة ومجموعة إسلامية ممثلة في القيادة العسكرية العليا للجيش الحر. ومن أبرزها «لواء التوحيد»، و«لواء الاسلام»، و«الوية صقور الشام»، و«كتائب الفاروق» التي تعد من أبرز المجموعات المقاتلة ضد النظام. وتناول البيان من دون أن يذكر أسماء، دعوة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إلى إقامة دولة إسلامية في سورية، ومبايعة «جبهة النصرة» للظواهري، وإعلان زعيم تنظيم القاعدة العراقي أبوبكر البغدادي دمج «جبهة النصرة» والتنظيم العراقي في تنظيم واحد. وأعلنت الجبهة «استغرابها واستهجانها» لما ورد من «إعلان إقامة دولة العراق والشام»، مضيفة و«كأن إعلان إنشاء الدول يكون عبر وسائل الاعلام، ومن مجاهيل لا يعرفون، وليس عبر تحرير البلاد من نظام فاجر كافر دمر البلاد والعباد». وأضافت «كما نبدي استغرابنا لهذا النهج الحزبي الضيق لاناس بعيدين عن ساحات جهادنا، ولا يدركون واقعنا ومصالح ثورتنا المباركة، فيقيمون علينا دولة ونظاماً من دون استشارتنا وأميراً لم نؤمره ولا نعرفه ولم نسمع عنه إلا في وسائل الإعلام». وقالت «لن يخدم شعبنا وامتنا مبايعة من لا يعرفون شيئاً عن واقعنا، بينما لاتزال معظم مدننا محتلة وعصابة الإجرام قائمة تعيث في طول البلاد وعرضها فساداً ودماء شعبنا تنزف». ورأت الجبهة في ما شهدته الايام الاخيرة حول هذا الموضوع «ما يكفي لبث النزاع والشقاق في صفوف المجاهدين في وقت عصيب ومحاولة لدمج الصراعات في المنطقة بما يخدم ما يريد المجرم بشار الاسد من محاولات اشعال المنطقة». ودعت «المجاهدين» إلى «كلمة سواء» تحت «الراية الإسلامية»، وإلى «الوسطية والاعتدال». وفي نيويورك، أعلن دبلوماسيون في الاممالمتحدة، أول من أمس، أن الدول الغربية لديها «أدلة صلبة» على أن اسلحة كيماوية استعملت مرة على الاقل في النزاع السوري. وقال دبلوماسي غربي «لدينا أدلة صلبة» على استعمال اسلحة كيماوية. وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته «توجد أمثلة عدة حيث نحن متأكدون تماماً من أن قنابل كيماوية قد استعملت بشكل متقطع». وأكد دبلوماسي آخر في مجلس الامن الدولي أن أدلة «مقنعة تماما» قد أرسلت الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لدعم الاتهامات ضد نظام بشار الاسد. وفي واشنطن بحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال اجتماعه، أول من أمس، مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، التطورات بمنطقة الشرق الأوسط، خصوصاً الأزمة السورية. وأمر أوباما، بتقديم 10 ملايين دولار مساعدات طبية وغذائية للائتلاف الوطني السوري المعارض، والمجلس العسكري الأعلى، المشرف على «الجيش السوري الحر». وأصدر أوباما مذكرة داخلية إلى وزيري الخارجية والدفاع، بتقديم مبلغ يصل إلى 10 ملايين دولار على شكل مساعدات غير قاتلة وخدمات، من مخزون وموارد أية وكالة في الحكومة الأميركية لتأمين مواد غذائية وإمدادات طبية للائتلاف السوري المعارض والمجلس العسكري الأعلى للمعارضة السورية، لتوزيعها على من هم بحاجة اليها. وأوضح في المذكرة أن هذه المساعدة «مهمة للمصالح القومية للولايات المتحدة»، مشيراً إلى أن «هناك حالة طارئة تتطلب تقديم المساعدة بشكل فوري». وأشار أوباما في تصريحات بعد الاجتماع مع كي مون إلى أن الوضع في سوري «يمر بمنعطف دقيق»، مشدداً على الحاجة لتحقيق التحول السياسي في سورية من أجل تعزيز حقوق جميع السوريين. من جانبه، أكد الامين العام للأمم المتحدة أن الوضع في سورية يثير «قلقا بالغا»، ويتطلب قيادة قوية من جميع زعماء العالم، مشيرا الى انه طلب من أوباما ممارسة قيادته القوية في العمل مع الشركاء الرئيسين في مجلس الأمن الدولي من أجل التوصل لحل يفضي إلى تسوية الأزمة. على الصعيد الميداني، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 30 شخصاً لقوا حتفهم، أمس، في أنحاء متفرقة من سورية. وذكر المرصد في بيان أن 22 شخصاً قتلوا في مدينة حلب شمال سورية. وأضاف أن ما لا يقل عن ثمانية جنود من القوات النظامية قتلوا خلال اشتباكات في بلدة خان طومان ومنطقة الشقيف في حلب. وقال المرصد إن القوات النظامية السورية جددت فجر، أمس، قصفها أحياء عدة من مدينة حمص وسط سورية. وذكر أن مناطق من مدينتي الرستن والقصير بريف حمص تعرضتا للقصف من قبل القوات النظامية من بعد منتصف الليلة قبل الماضية. وقال المرصد إن الاشتباكات تجددت بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حيي «الكرك» و«طريق السد» بمدينة درعا جنوب سورية. كما دارت اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي الجبيلة بمدينة دير الزور شرقي سورية رافقها قصف من قبل القوات النظامية على الحي. وأوضح المرصد أن قرى «الحويجة» و«جسر بيت الراس» و«عنيق باجرة» بريف حماة وسط سورية تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية. ؟