وسط تحذيرات من عمليات تزوير، ودعوات للقوى الأمنية بالتصويت للعراق، وليس للحكومة أو للقيادة العسكرية، في ثالث انتخابات منذ سقوط النظام السابق في ربيع عام 2003، انطلقت أمس عمليات التصويت الخاص في انتخابات مجالس المحافظات، بمشاركة 650 ألف عسكري.. فيما سجّل استياء العشرات من منتسبي الأجهزة الأمنية من الجيش والشرطة في مركز الاقتراع في بغداد، لعدم وجدود أسمائهم ضمن قوائم المصوتين. وافتتحت المراكز الانتخابية الخاصة أبوابها أمام الناخبين في الساعة السابعة صباحاً، حيث سجل توافد عدد كبير من منتسبي الأمن والشرطة على المراكز، في وقت أعلنت قيادة عمليات بغداد عدم وجود حظر للتجوال بمناسبة الاقتراع الخاص، وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، في تصريح لقناة العراقية الرسمية، إن «قوات الأمن قسمت إلى أربع مجاميع، تقوم واحدة منها بالتصويت، ويتولى الثلاث الباقية مسك المهام الأمنية، وتجري عملية التصويت بالتناوب». وأبدى العشرات من منتسبي الأجهزة الأمنية من الجيش والشرطة في مركز الاقتراع ببغداد، استياءهم لعدم وجدود أسمائهم ضمن قوائم المصوتين للاقتراع الخاص. وذكرت مصادر أمنية أن العشرات من منتسبي الجيش والشرطة لم يجدوا أسماءهم ضمن قوائم المصوتين للاقتراع الخاص في مركز اقتراع فلسطين الأولى، الذي يجري في إعدادية القناة الصناعية بشارع فلسطين، وهو ما أثار استياء شديداً بين أوساطهم. فيما تم توجيههم إلى مفوضية الانتخابات لتوضيح المسألة. وبحسب المفوضية العليا للانتخابات، فإن عدد الكيانات والائتلافات التي ستشارك في الانتخابات المحلية يبلغ 139 كياناً سياسياً، فيما يبلغ عدد المرشحين 8275 مرشحاً. وأكد عضو المفوضية العليا للانتخابات كاطع الزوبعي، أن «انتخابات عناصر الأمن جرت في 12 محافظة فقط. وأشار إلى قيام المفوضية بإعداد سجل خاص لقوات الأمن من محافظتي نينوى والأنبار، ليتسنى لهم التصويت في وقت لاحق، ويقدر عددهم بحوالي 82 ألف عنصر. مخاوف من ضغوطات وسادت عمليات التصويت الخاص التي تجري قبل أسبوع من التصويت العام في الانتخابات المحلية، مخاوف من ضغوط على القوى الأمنية بالتصويت لقائمة القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي، برغم تأكيده في بيان صحافي «بأن تجري عملية الاقتراع الخاص لمنتسبي الأجهزة الأمنية وقوات الجيش والشرطة اليوم، بأقصى درجات النزاهة والانضباط»، مشدداً على محاسبة أية جهة أو شخص يحاول التأثير في أصوات المقترعين في الانتخابات لصالح أية قائمة انتخابية أو مرشح. من جهته، خاطب رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، الناخبين من عناصر قوى الأمن قائلاً: «أنتم على أعتاب المشاركة في واحدة من أهم الممارسات الديمقراطية التي تصوغون من خلالها مستقبل البلاد، وتقدمون للعالم أجمع صورة ناصعة تدل على وعيكم واهتمامكم بإيصال وطننا إلى بر الأمان». تحذيرات في غضون ذلك، أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية، أنها ستحاسب أي ضابط أو منتسب في الجيش أو الشرطة، يثبت تورطه بقضايا ترويج لدعم كتلة أو حزب معين في التصويت الخاص. وقال عضو اللجنة حاكم الزاملي في تصريح صحافي «لقد وردتنا شكاوى ومخاوف بأن هناك من يحاول أن يروج أو يجير الانتخابات الخاصة بمنتسبي الأجهزة الأمنية والجيش لجهة أو حزب معين». وأضاف أن «قضية الانتخابات كبيرة، وتحتاج إلى أن يكون هناك شفافية، لذا طالبنا الأجهزة الأمنية بعدم الاعتداء على المراكز الانتخابية وموظفيها أو تخويفهم، وسنراقب السجل الانتخابي الخاص بالسجل العام، وفي حال وجود من ينتخب مرتين، سنطعن بذلك، ونحاسب من يقوم بهذه العملية». وأوضح أن ما يهم الجميع هو أن يحصل تنافس حقيقي وشفاف.