كتب ̄ عايد العنزي : وجدت الحكومة نفسها أمس في مهب رياح الغضب النيابي على خلفية قرارات تعيين وتمديد العمل لعدد من القياديين في أجهزة ومؤسسات الدولة ممن تجاوزت سنوات خدمتهم 35 عاما, بالمخالفة لقرار سابق لمجلس الوزراء بعدم التجديد لهذه الفئة وللتوجهات المعلنة في شأن فتح الباب أمام الشباب للترقي وشغل المناصب القيادية لتجديد الدماء في القطاع الحكومي. إذ شن عدد من النواب هجوما عنيفا على القرارات الأخيرة,التي وصفوها ب ̄"المهزلة",معتبرين أنها تضرب بالتوجهات السابقة عرض الحائط. مصادر نيابية مطلعة قالت ل ̄"السياسة": "إننا تفاجأنا بتعيين بعض الوكلاء ممن أمضوا 35 سنة فأكثر في الخدمة وهذا ينافي ما كان يدعو إليه مجلس الوزراء في شأن تجديد الدماء في الوزارات والمؤسسات",مؤكدة أن سماح رئيس الوزراء بمثل هذه المهازل أمر غريب. وحذرت المصادر من "قنبلة موقوتة" ستفجرها هذه القرارات في مجلس الأمة, مؤكدة أن بعض النواب سيستغلونها في مهاجمة الحكومة. وأضافت: "كنا نتمنى أن تتجدد دماء القيادات الحكومية للحد من البيروقراطية والأداء المترهل للقيادات القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب ولم تعد تواكب العصر;لكن جاءت القرارات الأخيرة بمثابة صدمة عنيفة أصابتنا بحالة من الاحباط واليأس من امكانية اصلاح القطاع الحكومي واعادته إلى موقعه ودوره الطبيعي". من جهته رأى النائب د.يوسف الزلزلة أن موافقة مجلس الوزراء في جلسته السابقة على تعيين بعض الأسماء وكلاء في بعض الوزارات "سابقة خطيرة", وقال:إن"هذه الأسماء تجاوز أصحابها 35 سنة في الخدمة رغم أن مجلس الوزراء كان يصر في كل مرة على الالتزام بقراره عدم السماح لمن تجاوز هذه المدة بشغل المناصب القيادية". وخاطب الزلزلة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك بقوله:"إننا نحترم التزامك قرارات مجلس الوزراء ونقدر سعيك إلى تطوير العمل في مؤسسات الدولة; لكن أن يضرب بقرارات مجلس الوزراء عرض الحائط ويستغل البعض عدم وجودك فهذا والله يسمى تعديا على عمل رئيس الحكومة". بدورها أضافت النائبة صفاء الهاشم:"إنه لأمر خطير يا سمو رئيس الحكومة أن يتم تعيين من تجاوزت مدد خدمتهم 35 سنة وكلاء وزارات رغم تأكيدك في السابق على وقف مثل هذه المهازل الأمر الذي نعتبره تعديا خطيرا على صلاحياتك وعليك الانتباه إلى بعض وزرائك ومحاولاتهم المستمرة الضرب بتوجيهاتك وقراراتك عرض الحائط".