تاريخ النشر: 2013-04-14 (All day) في منتصف الأسبوع الماضي قدم المحامي الأستاذ صالح الخضر استقالته من رئاسة لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم معللاً ذلك بمشاغله في اللجنة الأولمبية وعدم قدرته على التوفيق بينها وبين عمله في رئاسة اللجنة، وهي الاستقالة الثانية خلال أقل من شهر التي يقدمها مسؤول بارز في لجنة هامة من لجان الاتحاد فقد سبقه الأستاذ بدر السعيد بتقديم استقالته من الأمانة العامة للجنة السعودية للرقابة على المنشطات وبحجة ظروفه أيضاً وكلا المبررين غير صحيح في نظري ونظر كثيرين، وقد تحدثت عن استقالة بدر في حينه وقلت بما معناه (مشكلة إذا كان كل مسؤول مخلص في عمله وذي كفاءة سيبتعد لأنه لم يجد البيئة المناسبة التي تساعده على العمل ولا من يهيئ له هذه البيئة) بمعنى أنه سيضطر لمغادرة المكان ويتم تفريغ اللجان من الكفاءات المؤهلة والمخلصة. لم يمض على هذا الكلام أقل من شهر حتى تقدم صالح الخضر باستقالته من رئاسة لجنة الانضباط ليسير في الطريق ذاته، ولا أظن أن المبرر الذي ساقه صحيح، إلا إذا كانت الأمانة العامة الجديدة للجنة الأولمبية طلبت منه ذلك وهو ما لا أعتقده، إذ لو كان الأمر كذلك لورد عنه ما ورد عن غيره، ثم إن (الخضر) أمضى فترة في رئاسة اللجنة دون أن يتأثر عمله في اللجنة الأولمبية. شخصياً أرى أن استقالة الأستاذ صالح الخضر من لجنة الانضباط تعود لأحد سببين وربما اجتمع السببان فكانت القشة: الأول: وهو شبيه بما حدث لأمين عام لجنة الرقابة على المنشطات فيما يتعلق ببيئة العمل وتوفرها بما يساعده على النجاح حيث تعرض لكثير من الضغوطات والنقد. الثاني: قرار لجنة الاستئناف بنقض قرار الانضباط المتعلق بإيقاف حارس مرمى التعاون فهد الثنيان وتفنيده. في الأولى قد نلتمس له العذر إذا كانت هناك أمور تتعلق بكرامته أو التنازل عن مبادئه وعدم قدرته على تجازها، أما النقد فهو طبيعي واللجنة كان لديها قصور في بعض القرارات وتأخر البت فيها ويفترض أن يتم إصلاح الوضع بدلاً من الانسحاب وآخرها احتجاج النصر على نجران الذي لم يكن هناك مبرر لتأخره مما أدى إلى طرح العديد من التساؤلات حوله وهذا له حديث آخر. وفي الثانية يفترض أن يدرك ولا أخاله إلا كذلك وهو المحامي والخبير أن النقض أمر طبيعي في الأمور القضائية لأن كل محام له قدرته وشطارته. نعم لجنة الانضباط قد لا تتحمل موضوع حارس التعاون الثنيان وهو ما قلته سابقاً كونها اعتمدت على تقريرين متطابقين يدينان اللاعب، لكن هذا لا يحمله على الانسحاب من المواجهة لمجرد نقض قرار إلا إذا كانت هناك أموراً أخرى يفترض تبيانها. لا زلت عند رأيي في حديثي عن قرار لجنة الاستئناف من أن (مقيم الحكام) يتحمل مسؤولية ما حدث بين اللجنتين وقبلها إيقاف الثنيان كونه رفع تقريرين مختلفين عن الحادثة للجنة الانضباط ولجنة الحكام بينهما أربعة أيام ينسب الأول لنفسه ويدين فيه الحارس والآخر نقلاً عن حكم المباراة. أعتقد أن هذا (المقيم) -لا أعرف اسمه وهذا لا يعنيني- هو الأولى بالعقوبة سواء من قبل لجنة الحكام الرئيسية أو أي جهة اختصاص أخرى. مثل هذه الحادثة تكشف أن هناك الكثير من الأخطاء أو التقييم الخاطئ للأحداث والظلم الواقع على بعض الأندية أو اللاعبين إذا كان رفع التقارير يتم بهذه الصورة ولا يمكن أن يتحسن الوضع ما لم تكن هناك قرارات صارمة وحازمة تجاه هذه الأخطاء وإنصاف أصحاب الحقوق. والله من وراء القصد،،،