اختتمت مساء أمس فعاليات مهرجان كتارا الإفريقي والذي نظمته المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا الذي انطلق في 7 أبريل ولغاية 13 أبريل؛ حيث استضاف خمس عشرة دولة من القارة السوداء من ضمنها خمس دول عربية قامت بتقديم عروض منتنوعة من لوحات في الفن التشكيلي وعروض لحلي ومنسوجات ورقصات تراثية تميز كل دولة بالإضافة للأطعمة والعصائر الإفريقية ذات النكهات المتنوعة التي أرضت أذواق المرتادين للمهرجان وأجنحة خاصة للأطفال للاستمتاع. كما تمت استضافة عدد من الفنانين العالميين الذين أحيوا ليالي من الغناء الإفريقي الذي تمتد أصوله من قبائل الزولو الإفريقية التي ملأت جنبات مسرح المدرج الروماني أنغاماً متنوعة من الموسيقى المختلفة من جاز وبلوز والرومبا هامت بين الحضور المتواجد لتوقظ فيهم أحاسيس من الإثارة الوجدانية والانفعالية تحرك الأجساد بحماس وعفوية ما يتواءم مع إيقاعات الطبول. وقد أعرب سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي عن فرحه باستضافة القارة الإفريقية لأول مرة في كتارا، مؤكداً أنها لن تكون الأخيرة من تنظيم استضافات لقارات أخرى ودول على المستوى العالمي ليتم تقريب العالم واختزاله في مساحات كتارا ليتعرف الناس والزوار في قطر على التراث الإنساني ومظاهر الحياة الثقافية والاجتماعية عند الأمم، مشيراً بأن كتارا تؤدي رسالتها للعالم ككل في نشر الوعي الثقافي الملتصق بالإبداع الحسي للإنسان أينما وجد فكتارا هي حاضنة للإبداع الفكري أينما وجد. كما أكد السليطي أن المهرجان الإفريقي وضع بصمته بنجاح في كتارا وهذا ما لمسناه من تفاعل الجمهور والزوار من كافة الأمم مع ما قدم من في المهرجان في حي الإلهام بكتارا، ونحن سعداء باستضافة القارة السمراء التي أضاءت كتارا على مدار أسبوع من المعرفة والترفيه لكافة الأعمار والأذواق. هذا وقد شهد المسرح الروماني ازدحاماً من قبل الجماهير التي جاءت لحضور الحفلات التي أحياها الفنانون العالميون جوني كليغ من جنوب إفريقيا وديبانجو من الكاميرون وشيخ تيدا من مالي الذين قدموا لوحات غنائية أتحفت الجماهير الحاضرة وعصفت بإضاءة المسرح لتعكس الفرحة في نفوس الحاضرين لهذه الحفلات رغم اختلافاتهم باللغات والأشكال، ولكن التقاءهم توحد في تقدير القيمة الفنية والذوق الموسيقي الذي يجمع الناس من مختلف الثقافات لينتظموا في نسيج متناغم كما هي الألوان الإفريقية الصارخة المنسجمة في الطيف المرئي، فتفاعل الجماهير وتمايلهم وتقديرهم لما يقدمه الفنانون من موسيقى وألحان راقصة دليل واضح على وصول الرسالة للجميع بمسافة واحدة. أما بوابة مسرح المدرج الرئيسي فقد فتحت لاستقبال الضيوف من أصحاب السعادة الوزراء والدبلوماسيين الذين قدموا لحضور الحفلات الغنائية وقبل الوصول إلى مقاعدهم في المسرح المكشوف لا بد من الوقوف في قاعة الاستقبال وهو بهو أنيق تناغمت به الهندسة المعمارية بلمسة حديثة متأنية تجذبك التصاميم التي توشي جدران القاعة الكبيرة والقبة المزخرفة باللون الفيروزي الذي يدخلك إلى عالم من الرفاهية والأناقة فيبعث فيك الفضول أن تدقق بتفاصيل القاعة التي تجذبك أن تتملى من التصميم الهندسي لكتارا الممتدة على شاطئ الدوحة الغربي لتقرأ عيناك التحفة الهندسية للبعد المكاني لكتارا بمراحلها المتطورة ومشاريعها المستقبلية فتجد مدينة أبدع المهندس المعماري تفاصيلها عندما ينقلك برحلة مستقبلية للمستقبل وما ستكون عليه في إبداعه للتحفة المعمارية للمجمع الإسلامي الذي تناطح مآذنه عنان السماء وزخارفه ومرافقه تبعث فيك التأمل وتصمت بإعجاب أمام الرؤى والنوايا الطيبة من القائمين على هذا البلد المعطاء المتمثل بحاكمه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير البلاد المفدى، الذي يستشرف المستقبل ببصيرة واعية. في حين أحيا الفنان المالي شيخ تيدان سيك مساء الجمعة ليلة من الغناء الإفريقي الذي يمتاز بنغماته الإيقاعية التي صدحت في أركان المسرح الروماني لتنتشي معها أصوات الجمهور المعجبة وتصفيق حار تقديراً لما قدمه تيدان وفرقته.