لا تزال طبول القارة السوداء تقرع في الحي الثقافي وسط إقبال من الجماهير على حضور فعاليات مهرجان كتارا الإفريقي الأول, والذي تنظمه المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا, والذي يستمر حتى 13 من الشهر الجاري. سيشهد اليوم استضافة الفنان العالمي جوني كليج من جنوب إفريقيا ليقدم أروع أغانيه على المسرح المكشوف من الساعة الثامنة والنصف مساء وحتى الساعة العاشرة, لتلتقي الجماهير والمعجبون بالفنان المذكور على أرض كتارا. وإذا ما تجولت بين أروقة المهرجان ستشاهد الفنانين والرسامين وهم يبدعون بلغة الفن التي تتجاوز اللغة المنطوقة بين الشعوب, لتكون اللغة مقروءة ومسموعة, وهذا يحدده تفاعل الجمهور من خلال إبداء الإعجاب واحترام القيمة الجمالية بما يعرض. وخلال تجولك في المهرجان وتنقلك بين أجنحة الدول العربية الإفريقية أو الإفريقية غير العربية فإنك تختزل المسافات للتنقل بين الأمم, فمرة تسافر إلى السنغال وأخرى لمالي ثم بوركينافاسو, مروراً بموريتانيا لتنتهي في المغرب، ثم إلى تونس فمصر, مرورا بالسودان. تتبع التنوع في الفن والموروث الشعبي وكذلك الموسيقى, كما أن الوجوه أيضاً تتغير بينما الصورة التي يعبرها هذا المهرجان هي واحدة تقدير الإبداع الفكري والثقافي عند الإنسان أينما وجد. وفي هذا الصدد قال هشام محمود من السودان» أنا سعيد بمشاركتي في هذا المهرجان الذي يقام للمرة الأولى وقد سبق أن شاركت بمعرض نظمته السفارة السودانية في الدوحة وهذا الجناح الخاص بالسفارة نعرض به بعض المنتجات التراثية السودانية مثل عصي الخشب التي يتم تصنيعها من خشب الابانوس كذلك نقوم بعرض بعض المنتجات الجلدية والحلي المصنع يدوياً والذي يعكس الاسلوب الاجتماعي للشعب السوداني . وأضاف: أننا في هذا الجناح نتيح الفرصة للمتسوق أن يقتني بعض منتجاتنا المصنعة يدوياً بحيث لا تجدها في مكان آخر بنفس الاعداد الذي نقدمه ونحن سعيدين بهذا المهرجان ونشكر إدارة كتارا على هذا التنظيم الذي يعطي الفرصة للشعوب أن تتعرف على بعضها من خلال الخصوصية التراثية. كما اشاد السيد محمد باكوب بوكاري من دولة « بنين « الأفريقية - والتي تقع في الجزء الغربي من القارة السوداء – بمستوى التنظيم الراقي الذي يعكس الذوق القطري في تعامله مع الشعوب مؤكداً بالوقت نفسه عن انهم يشاركون للمرة الأولى في دولة عربية معرباً عن امله بتكرار هذه التجربة التي تساهم بتقريب الشعوب من بعضها البعض وقد أعرب السيد بوكاري أن تفاعل الجمهور ولطفهم بالتعامل شيء حضاري ولافت والسعادة تغمره على تواجده في الدوحة. وقد تخلل فقرات الحفل مزيج من الأغاني الإفريقية والرقص الفلكلوري، كما يشارك في فعاليات المهرجان عدد من الفنانين التشكيليين والمصورين المحترفين بمعارض تدور جميعها حول إفريقيا، كما أن هناك تقديماً لعدد من المأكولات الإفريقية والمشروبات المعصورة من الفواكه الإفريقية المشهورة كالأناناس وجوز الهند والزنجبيل والتفاح. وقال باتريك سينج, فنان تشكيلي وخبير فني فرنسي يشارك بمعرض فني متميز بعنوان «مآس إفريقية»: إنه عاش في إفريقيا وعمل في المجال التشكيلي لمدة 30 عاماً، حيث يكسب عيشه من بيع فنه، ويقدم معرضه عددا من اللوحات لوجوه إفريقية تحكي قصصا عن الأماكن والأشخاص الذين يقابلهم خلال تجوله في المدن الإفريقية المختلفة. بينما يشارك الفنان التشكيلي السنغالي أوبي باو بعدد من اللوحات الفنية, ويعمل بالألوان الطبيعية التي يعدها بنفسه, مشيراً لجماليتها وجاذبيتها، والشقوق التي فيها تدل على قدمها وقيمتها الزمنية. ويضم المهرجان ركنًا للأطفال يعرض حديقة حيوانات مجسّمة بالحجم الطبيعي للأطفال، ويقدّم رسمًا على الوجه للأطفال، وورش عمل، وحائطًا كبيرًا يمكن للأطفال الرسم عليه. والدعوة مفتوحة للجميع للمشاركة بما تجود به القريحة.