د. السليطي: نعبر عن رؤيتنا في بناء جسور المحبة والسلام مع العالم انطلقت مساء أمس الأحد فعاليات مهرجان كتارا الإفريقي الأول الذي تنظمه المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، حيث يستمر لغاية الثالث عشر من الشهر الحالي، ويأتي هذا المهرجان انسجاماً مع رؤية قطر لعام 2030، للتقارب مع الأمم والشعوب، باحترام ثقافاتهم وإنشاء جسور المودة والسلام بين القارات في العالم، في مجال الثقافة الإنسانية، التي تقدر قيمة الإبداع البشري، وتقدير القيمة الوجدانية والتراثية للشعوب، بعيداً عن الأيدولوجية ومتاهاتها، حيث تحتضن الدوحة هذا المهرجان لأول مرة ضمن أهداف كتارا في مجال نشر الثقافة وآدابها. وعلى وقع الطبول الإفريقية الراقصة ووسط حضور جماهيري متنوع يغلب عليه الجاليات الأجنبية، حيث كانت انطلاقة الفعاليات بشكل ينسجم مع المكان الذي يقام عليه في ساحات كتارا وأمام المسرح الروماني الذي يطل على شاطئ كتارا بكل اعتزاز وكبرياء، حيث صدى الأصوات الصادحة بين أروقة المكان لها وقع من الفرح يعانق السلام في ركن من أركان الدوحة المضيئة بالفكر والإبداع. وأعرب سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا عن سعادته بانطلاق هذا المهرجان الذي يعبر عن رؤية كتارا في بناء جسور من المحبة والسلام مع كل دول العالم، كما أننا ننظر إلى كل دول العالم بنظرة واحدة، كما أنه يوجد في كتارا إدارة تعنى بهذه الفعاليات، وتكون ملائمة وموائمة لسياسة الدولة، وهذا الشيء ملموس بما تشاهدونه الآن. وعن ماهية المهرجان أوضح سعادته بأن المهرجان الأول من نوعه، والذي تحتضنه كتارا لأول مرة فهو يسلط الضوء على الجوانب الثقافة الإنسانية لشعوب القارة الإفريقية لتكون هناك فرصة لقراءة الإبداع الفكري في التراث الإنساني الإفريقي والشعوب الإفريقية المتعددة اللغات والثقافات، كما أكد أن القارة الإفريقية ساهمت في الثقافة الإنسانية في شتى المجالات، ومن باب تقديرنا لهذه الأمم واحترامنا لثقافاتهم جاء هذا المهرجان تأكيداً من كتارا للجانب الثقافي والاجتماعي للأمم كافة، مضيفاً أن كتارا تعتبر وعاء فكريا حاضنة للثقافة الإنسانية أينما كانت، كما تعتبر مركزاً إشعاعياً للثقافة العالمية إذ نشاطاتنا الثقافية تتخطى حدود الأيدولوجية الضيقة، فنحن في قطر نحترم ثقافات الشعوب بغض النظر عن اللغة أو العرق مؤكداً فلسفة كتارا في التقريب بين الشعوب وهذا المهرجان يأتي انسجاماً مع رؤية قطر لعام 2030 في تبادل الثقافة بين الشعوب واحترام لتراثهم. مضيفاً أن بلدنا الصغير يمتلك أحلاماً كبيرة تتمثل في المساهمة في إعادة إضفاء طابع خلاب على عالمنا والمشاركة في إطلاق نهضة جديدة في جانب الثقافة الإنسانية بجميع جوانبها الأدبية أو الفنية أو الفلسفية لحياة الشعوب الاجتماعية. ولفت سعادة الدكتور السليطي أنه يعيش في قطر حوالي 2 مليون نسمة، 200 ألف منهم فرنكوفونيون، أي ما يوازي %10 من عدد السكان ناهيك عن عدد الجاليات العربية من القارة الإفريقية وهم كثر ولكل شعب خصوصية في تراثه لها جمالياتها الخاصة والمواطن القطري يقدر القيمة الجمالية ويحترمها. كما أكد سعادته أن قبول قطر في المنظمة الفرنكوفونية ينسجم مع رؤيتها البعيدة المدى ومعنى دخولها في فضاء العولمة، لأن اللغة الفرنسية تشكل عاملاً لغوياً هاماً في هذا الإطار، وأن قطر من خلال انضمامها إلى الفرنكوفونية، تؤكد تبنيها للأهداف التي يتضمنها البند الأول من ميثاق هذه المنظمة حول تقاسم القيم الكونية التي يتبناها أعضاؤها في كافة المجالات. كما توجه سعادة الدكتور السليطي بالشكر لجميع سفارات الدول المشاركة في المعارض التقليدية لدولها في المهرجان، والتي يصل عددها إلى 15 دولة إفريقية. هذا وقد شهدت ساحات شاطئ كتارا فعاليات المهرجان من عروض لفناني الشوارع يؤدون مقطوعات على آلات موسيقية إفريقية ك «الحضرا» و«جناوا»، و«المزويد»، و«الستامبالي»، و«الطبلة الإفريقية»، وقد تخلل فقرات الحفل مزيج من الأغاني الإفريقية المعروفة، والتي تضمنت كذلك أغان تونسية ومصرية ومغربية وسودانية خالدة. كما ضم المهرجان ركناً للأطفال يعرض حديقة حيوانات مجسّمة بالحجم الطبيعي للأطفال، ويقدّم رسماً على الوجه للأطفال، وورش عمل، وحائطاً كبيراً يمكن للأطفال الرسم عليه والدعوة مفتوحة لجميع الأسر والعوائل من كافة الجنسيات والقوميات لحضور هذا الحدث الأول من نوعه في قطر للاستمتاع بأجواء هذا المهرجان الذي يعتبر سابقة في كتارا.