يحيرني التجاهل الغريب من قبل البلديات والأمانات لأرتال النفايات المتراصة بجوار المنازل وربما المؤسسات أيضاً في المدينتين المقدستين مكةوالمدينة وأتعجب حقا اذا لم تأخذ هاتان المدينتان حقهما من الاهتمام فمن يأخذ إذن؟ وهما الواجهتان اللتان يفد إليهما الملايين من كل بلاد العالم هذا اذا تجاهلنا معاناة المواطن الذي لم يعد له قيمة في ذاكرة بعض هؤلاء المسؤولين. ولعل نظرة عن قرب للصورة اليوم نلمس أن شركات النظافة التي أوكلت إليها مهمة هذا الأمر باتت هي أيضاً في حاجة إلى عيون تراقبها وكأننا نحتاج لألف عين تراقب بعضها لعلاج أزمة شوهت مناطقنا في عيون محبيها. وعلى الرغم من إيماني أن الأمانة والبلديات لم تعدم حتى اللحظة من أناس يحبون الوطن وينشدون الوصول به إلى وطن نموذجي، إلا أنني على قناعة أن هؤلاء يتعرضون لحرب مع المهملين أصحاب المصالح الخاصة ممن يبرمون اتفاقات من الباطن مع شركات النظافة لمصالح خاصة. كلي خوف أن يعلو صوت المصلحة في قطاعات أوكلت لها مهمة حماية عيوننا من رؤية العبث وكلي خوف أن نصحو لنجد أنفسنا مضطرين للنزول لحمل النفايات بأيدينا انتصاراً لأنفسنا وللمدينة. المسألة تتفاقم يوماً بعد يوم ومساحة الإهمال تزداد وصناديق النفايات باتت تتكلم.. ارحمونا من مسؤولين يدعون الحب للوطن فيما أعمالهم تتناقض مع ما يقولون. مرام محمد أزهري - جدة