وجدت دراسة جديدة أن النظام الغذائي الغني بمضادات الأكسدة قد لا يقلل من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية أو الزهايمر، على عكس ما كانت أظهرته دراسات سابقة . وذكر موقع "لايف ساينس" الأمريكي أن الباحثين في مدرسة "هارفارد" للطب ببوسطن، حلّلوا معلومات تعود لأكثر من 5300 شخص في عمر يزيد على 55 عاماً يعيشون في هولندا . وسئل المشاركون في الدراسة عن تناولهم لبعض الأطعمة، واستخدمت إجاباتهم لاحتساب المستوى الإجمالي لمضادات الأكسدة في نظامهم الغذائي . وبعد 14 عاماً لاحقاً أصيب قرابة 600 شخص بالزهايمر، و600 آخرين بسكتات دماغية . تبيّن أن الأشخاص الذين كانت أنظمتهم الغذائية غنيّة بمضادات الأكسدة كانوا عرضة للإصابة بالزهايمر أو بالسكتات الدماغية خلال فترة الدراسة، كما الأشخاص الذين كانت أنظمتهم الغذائية تحتوي على كميات قليلة منها . وكانت دراسة مماثلة قد أظهرت أن لا تأثير لمضادات الأكسدة على التصدي لمرض الزهايمر، داحضة نتائج دراسات سابقة كانت أشارت إلى أن هذه المواد من شأنها أن تساعد على التصدي للمرض . وذكر موقع "هلث داي نيوز" الأمريكي أن الباحثين في جامعة "كاليفورنيا" وجدوا أن المتممات الغذائية التي تحتوي على خليط من الفيتامين "ه" و"ج" وحمض "ألفا لبيوك" لا تؤثر في بعض مؤشرات مرض الزهايمر، بل إنها قد تسرّع في تراجع القدرة العقلية . وقال الباحث المسؤول عن الدراسة دوغلاس غالاكسو، إن "المنفعة من إجهاد الأكسدة في الدماغ ضئيلة جداً وليس لها تأثير واضح" . وأشار إلى أنه لم يظهر تحسن إدراكي في هذه الدراسة قصيرة الأمد، بل جرى تراجع بسيط في اختبار واحد للإدراك لدى المرضى الذين تناولوا مزيجاً من مضادات الأكسدة . ولفت الباحثون إلى أن التقدّم في السن يتسبب بخلل في الأكسدة داخل الدماغ، وهذا ما يحصل عند مرضى الأزهايمر . وأظهرت تجارب الكلينيكية نظرت في ما إن كان النظام الغذائي الغني بمضادات الأكسدة قد يخفّف من خطر الإصابة بخلل في الأكسدة الدماغية، نتائج مختلطة . وقال غالاسكو إن هذه الدراسة لا تدعم استخدام أي نوع من مضادات الأكسدة عند تشخيص الإصابة بالزهايمر . ورغم هذه النتائج فان دراسات سابقة أظهرت أن مضادات الأكسدة الموجودة في الخضار والفواكه تساعد في الوقاية من أمراض السرطان . فقد وجدت دراسة أمريكية أن مرضى سرطان البروستات الذين كانوا يتناولون قبل تشخيص المرض، بشكل روتيني حصصاً كبيرة من مركبات الفلوفونويد المضادة للأكسدة والموجودة في الأطعمة والمشروبات المعتمدة على النباتات، قد يقل لديهم خطر الإصابة بأكثر أنواع المرض فتكاً . ونقل موقع "هلث داي نيوز" الأمريكي عن الباحثين المسؤولين عن الدراسة بجامعة "أرنولد" أن نتائجها لا تزال محدودة، وبالتالي فما زال من المبكر بعد القول إن النظام الغذائي الذي يعتمد على النباتات يحمي ضد سرطان البروستات . وتتواجد مركبات الفلوفونويد في الخضار والفواكه وفي الشاي والنبيذ والعصير والكاكاو . وكان العلماء اعتبروا نظرياً أن مضادات الأكسدة المذكورة قد تساعد بخفض خطر الإصابة بالسرطان عبر مكافحة الالتهابات، والأكسدة، وموت الخلايا، ونمو الخلايا السرطانية . ولم تقيّم الدراسة الجديدة قدرة الفلوفونويد على منع بدء السرطان، لكنها وجدت من خلال مراقبة قرابة 1900 مريض تم تشخيص سرطان البروستات لديهم مؤخراً، أن الذين تضمن غذاؤهم أكبر كميات من الفلوفونويد كانوا أقل عرضة بنسبة 25% للإصابة بأسرع وأقسى أنواع المرض مقارنة بالآخرين . وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة سوزان ستيك "قارنا الرجال المصابين بالنوع الأقل فتكاً، مع المصابين بالنوع الأكثر فتكاً من المرض" . وأضافت: "ما نراه هنا هو تأثير الفلوفونويد على خفض خطر الإصابة بسرطان البروستات الشديد . . إنها قد لا تؤثر في خطر إصابتك بالمرض، لكنها قد تخفف من نوع السرطان المصاب به" . كما وجدت دراسة أمريكية ثانية أن اتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة مثل السيلنيوم والفيتامين "إي" و"سي"، قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة تتخطى 66% . وذكر موقع "هلث داي نيوز" العلمي الأمريكي أن الباحثين في جامعة "إيست أنغليا" وجدوا من خلال دراستهم التي شملت أكثر من 23500 شخص في عمر تراوح بين 40 و74 عاماً، أن تناول نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة قد يساعد في خفض خطر الإصابة بسرطان البنكرياس . وقد قدّم المشاركون في الدراسة مذكرات يومية حول نظامهم الغذائي يفصّل أنواع الطعام وكميته وطريقة التحضير على مدى 7 أيام . وقد جرى بعد 10 سنوات تشخيص سرطان البنكرياس لدى 49 شخصاً (55% من الذكور) . وبحلول العام 2010 زاد عدد المصابين بالمرض إلى 86% (44% منهم كانوا رجالاً) . ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين اتبعوا نظاماً غذائياً غنياً بالسيلنيوم كانوا أقل عرضة للمرض مقارنة بالأقل استهلاكاً لهذه المادة . وظهر أن الذين تناولوا كميات عالية من مضادات الأكسدة الثلاثة السيلنيوم، والفيتامين "سي" و"إي"، كانوا أقل عرضة لهذا النوع من السرطان بنسبة قاربت 67% .