بقلم سلوى البناني هو هرم من الأخلاق كما يقول عنه كل من عرفه ..يطغى على طباعه حياء النبلاء وتواضع العلماء.. عرفته عن قرب من خلال الملتقى الشعري السنوي لمنظمة شعراء بلا حدود الذي أقيم هذه السنة بمدينة الجديدة الساحلية المطلة على المحيط الأطلسي بالمغرب الشقيق شاعرنا ..من أسرة بسيطة ، كان والده عاملا بأحد المصانع ، وهو رابع إخوته السبعة .. ككل الكبار،كانت المرأة حاضرة بقوة في حياته.. كانت والدته سيدة عظيمة - رغم أميتها..- بهمتها القعساء ؛ فقد حددّت أهدافها ورتّبت أولوياتها لبناء بيت علم وأدب..فكانت حريصة على تعليم جميع أبنائها والوقوف وراء تفوقهم الدراسي .. ثم جاء دور الزوجة الصالحة لإكمال مسيرة شاعرنا وتوفير كل الظروف المساعدة له على الإبداع زاول شاعرنا تعليمه الأولي في "الكتّاب" ، محاولا بذلك حفظ ما تيسر من القرآن الكريم .. تم واصل كل المراحل التعليمية بتفوق وامتياز شاعرنا القدير هو الدكتور عبد الرحيم عيا - من مواليد الدار البيضاء بالمغرب - تحصّل على : - الإجازة في الأدب العربي - شهادة الدروس المعمقة في الادب العربي القديم - دبلوم الدراسات العليا في الادب العربي القديم عن رسالة بعنوان : دراسة فنية نفسية لشعر عروة بن الورد - دكتوراه الدولة في الأدب العربي عن رسالة بعنوان : الجسد في الشعر العربي من العصر الجاهلي إلى العصر الأموي / دراسة فنية أنثربولوجية وقد نشرت قصائده الشعرية في جريدة البيان والبيان الثقافي منذ 1992. شارك في مجموعة من الملتقيات الشعرية منها : - ملتقى منظمة شعراء بلا حدود بمدينة الجديدة في المغرب الشقيق. - الأيام الثقافية بمقاطعة مولاي رشيد بالدار البيضاء . - وآخرها احتفال جمعية سلا باليوم العالمي للشعر2013 بمدينة سلا . - ينشط في مجموعة من المنتديات الثقافية الإلكترونية منها: ممتديات منظمة شعراء بلا حدود ملتقى الأدباء والمبدعين العرب أكاديمية الفنيق الملتقى الثقافي العربي منابر ثقافية - بصدد إصدار ديوانه الأول [شبه جزيرة الهلوسة] هذه هي بعض الملامح عن شخصية هذا الشاعر الإنسان عبد الرحيم عيا .. نتمنى أنها كانت قادرة على الكشف عن شخصيته المتوازنة وروحه العَفّة الأنيقة المتواضعة .. قالوا عنه : - الشاعر والناقد هيثم الريماوي : عرفته قبل أن ألتقيه عبر الفضاء الرقمي ، من خلال حوارات كثيرة حول تطور الأشكال الشعرية ، ولكن كالعادة ، فإن الفضاء الرقمي لا يمكن له أن يبوح بالصورة بكامل بريقها ، حيث كان لي شرف لقائه في الجديدة / المغرب ، هو د.عبد الرحيم عيا ، ثقافة عالية وتواضع جم ونقاء تلمسه في كل كلمة يقولها ، شعره يمتاز بالرقي والإبداع وببحثه عن الحديث والجديد دوما .. كان للحوار معه نشوة خاصة ، وتمنٍّ كبير بتكراره مرات ومرات. يحمل هذا الشاعر تجربة شعرية تستحق التأمل والدراسة ، فهو يسعى بلا كلل نحو التجديد المستمر ، دون التخلي عن سحر موسيقا الشعر القديم ، يسعى نحو توليفة راقية من الحداثة والأصالة ، وأظنه يسير على تلك الخطى بنجاح كبير . - الشاعر السوداني : عباس أحمد علي : الدكتور عبد الرحيم عيا ذلك الشاعر الأصيل النبيل ... إنه شاعر متميز المفردة متميز العبارة أدهشتني قصائده وعندما عرفته عن قرب أدركت أنه صادق الشعور فتبدلت الدهشة إلى دهشة أكبر ... أما طبائعه وأخلاقه فالقائل : "فتى أخلاقه مُثُل... وملء ثيابه رجل" ، فهو أقدرعلى وصفه مني ... أحتاج مساحة أكبر لوصف ما تركه في نفسي جراء هدوئه وتواضعه ... لن أنسى كيف أخفى درجته العلمية الرفيعة حتى عرفنا مصادفة أنه يحمل دكتوراة في الآداب ... كم تمنيت أن أكونه في أكثر ميزاته الشخصية ، وفقه الله في حياته على كل صعيد وتقبل منه بره والديه وتقبل منه ومنهما العمرة التي أهداهما هذا العام . - الشاعر الفلسطيني ركاد حسن خليل: شخصية هادئة رزينة متواضعة خلوقة .. كلماتها محسوبة وموزونة.. لا يمكن لمن يلتقيها إلا أن يعجب بها ويأخذه الفضول للتعرف إليها.. تلك هي الصفات التي انطبعت في داخلي منذ اللحظة الأولى التي التقيت فيها بالأستاذ الشاعر الناقد الأديب الأريب د. عبد الرحيم عيا. كنت عرفته من قبل في الملتقيات الأدبية وقرأت له بعض إبداعاته.. ورسمت له في ذاكرتي صورةً تنبي عن إنسانيته وجمال بيانه ، وحلاوة نسجه ، لكني لم أستطع أن أطابق الصورة على الأصل إلاّ بعد أن التقيته في مدينة الجديدة المغربية في احتفالية منظمة شعراء بلا حدود بيوم الشعراء العرب.. استمعت إليه وإلى إلقائه .. استمعت إليه في جلساتنا وسهراتنا في ليالٍ تسامرنا فيها مع العديد من الشعراء العرب .. ولم يكن الأستاذ د. عبد الرحيم عيا إلاّ مثالاً للأخلاق والأدب.. ومثالاً للكرم ، متذوقًا للكلمة والحرف الشجي.. وهذا ليس غريبًا على من صاغ كتاباته بأبهى الحروف وأجمل المعاني.. شاعرٌ بكل ما في الكلمة من معنى. فقد شغل في القلب مكانًا وفي النفس شوقًا للقاءٍ جديد.. أرجوه من الله قريبًا.