شيخ حوثي يعلنها صراحة: النهاية تقترب واحتقان شعبي واسع ضد الجماعة بمناطق سيطرتها    الحوثيون يزرعون الموت في مضيق باب المندب: قوارب صيد مفخخة تهدد الملاحة الدولية!    أرسنال يفوز من جديد.. الكرة في ملعب مان سيتي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    مارب.. تكريم 51 حافظاً مجازاً بالسند المتصل    الحوثيون يلفظون أنفاسهم الأخيرة: 372 قتيلاً خلال 4 أشهر    مأرب تغرق في الظلام ل 20 ساعة بسبب عطل فني في محطة مأرب الغازية    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يفوز على مايوركا ويقلص الفارق مع برشلونة    " محافظ شبوة السابق "بن عديو" يدقّ ناقوس الخطر: اليمن على شفير الهاوية "    رسالة حوثية نارية لدولة عربية: صاروخ حوثي يسقط في دولة عربية و يهدد بجر المنطقة إلى حرب جديدة    مقرب من الحوثيين : الأحداث في اليمن تمهيد لمواقف أكبر واكثر تأثيرا    ريال مدريد يسيطر على إسبانيا... وجيرونا يكتب ملحمة تاريخية تُطيح ببرشلونة وتُرسله إلى الدوري الأوروبي!    17 مليون شخص يواجهون حالة انعدام الأمن الغذائي باليمن.. النقد الدولي يحذر من آثار الهجمات البحرية    تكريم مشروع مسام في مقر الأمم المتحدة بجنيف    الرسائل السياسية والعسكرية التي وجهها الزُبيدي في ذكرى إعلان عدن التاريخي    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    آرسنال يفوز على بورنموث.. ويتمسك بصدارة البريميرليج    #سقطرى ليست طبيعة خلابة وطيور نادرة.. بل 200 ألف كيلومتر حقول نفط    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    الرئيس الزبيدي: نلتزم بالتفاوض لحل قضية الجنوب ولا نغفل خيارات أخرى    الحوثيون يستعدون لحرب طويلة الأمد ببنية عسكرية تحت الأرض    معاداة للإنسانية !    من يسمع ليس كمن يرى مميز    مكتب الأوقاف بمأرب يكرم 51 حافظاً وحافظة للقران من المجازين بالسند    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تصدر بيانا مهما في اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و654 منذ 7 أكتوبر    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    من هي المصرية "نعمت شفيق" التي أشعلت انتفاضة الغضب في 67 بجامعة أمريكية؟    أول مسؤول جنوبي يضحي بمنصبه مقابل مصلحة مواطنيه    بدء دورة للمدربين في لعبة كرة السلة بوادي وصحراء حضرموت    أبطال المغرب يعلنون التحدي: ألقاب بطولة المقاتلين المحترفين لنا    الرئيس العليمي يوجه بالتدخل العاجل للتخفيف من آثار المتغير المناخي في المهرة    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    منظمة: الصحافة باليمن تمر بمرحلة حرجة والصحفيون يعملون في ظروف بالغة الخطورة    وفاة فتاة وأمها وإصابة فتيات أخرى في حادث مروري بشع في صنعاء    اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)    المخا الشرعية تُكرم عمّال النظافة بشرف و وإب الحوثية تُهينهم بفعل صادم!    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    الخميني والتصوف    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(النص الجديد) التقاء الشرق بالغرب.. نظرية قيد التأسيس
يعد تلاقحا ثقافيا وفكريا من حيث المبدأ وهجينا أدبيا متجانسا بنظرة مستقبلية..
نشر في الجمهورية يوم 03 - 03 - 2013

لم يكن ملتقى النص الجديد (مابعد قصيدة النثر) بنسخته الثالثة والمنعقد في رحاب دار الأوبرا المصرية في فبراير الفائت مجرد حدث وتظاهرة ثقافية وطفرة رقمية وحسب، بل ثورة ثالثة في جنس الأدب أو حداثة ثالثة كما سماها الشاعر والباحث هاني الصلوي في بحثه التأسيسي الذي بالمصادفة نشرته صحيفة الجمهورية قبل انعقاد الملتقى الأول (فبراير 2010 م ) فإجتماع ثلة من الأولين وثلة من الحداثيين الكبار لمناقشة نظرية جديدة يسعى هؤلاء لإرساء مداميكها من مصر الحداثة ليس بالأمر الهين ، فالمكان مصر والحدث ملتقى تقني رقمي أدبي والفاعل شباب طامح كل ذلك كفيل بإحداث ثورة أدبية عبر منهجية علمية تقنية أرست دعائمها منذ أكثر من عامين تقريبا مجموعة سمت نفسها (أروقة جنون الثقافية) أو جماعة النص الجديد فغرست البذرة وسقتها بملتقيين سابقين تلاها ملتقى ثالث ألتقى فيها الشرق بالغرب هذه المرة فكان (راؤول اشلمان) أحد المنظرين الغربيين لبعد ما بعد الحداثة وصاحب نظرية الأدائية فاكهة الملتقى وسيل مدرار لها.. فالتقاء الغرب بالشرق يعد تلاقحا ثقافيا وفكريا من حيث المبدأ وهجيناً أدبياً متجانساً بالنظر إلى المستقبل.. وإذا ذكرت هذه التظاهرة الأدبية فلزاما أن تذكر مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر كإحدى المؤسسات العربية الرائدة في هذا المجال.. صحيفة الجمهورية شهدت هذه التظاهرة ونقلت إنطباعات المشاركين من قلب الحدث..
تنظير
وهو منهمك في تنظيم الملتقى ليخرج بخروج مشرف حاولنا أن نصطاد ليثا من بين الزحام (زحمة الوقت وزحمة الحضور)- طبعا- وبعد محاولات عدة قررنا أن نرمي بشباك صيدنا نحوه فلم يستطع الفكاك منا هذه المرة وهو في فخ شباكنا تحدث هاني جازم الصلوي - المنسق العام لملتقى النص الجديد ورئيس مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر- عن هذه التظاهرة فقال: إن الملتقى يمثل الكثير للحركة الشعرية العربية والكثير للحركة النقدية وحتى الفكرية على اعتبار أن فكرة النص الجديد شاملة وغير مؤطرة بأطر.. والملتقى منفذ من منافذ واتجاهات النص الجديد الذي اشتغلت عليه جماعة النص الجديد منذ نشأتها قبل ومع الملتقى الأول الذي عقد في فبراير 2010م وقد عمل على ورش عدة وأنجز الكثير على مستوى التنظير والكتابة.
الأفكار ليست مقدسة
يمكنك الرجوع إلى البيانات الشعرية التي عاصرناها أو التي قرأنا عنها ستجدها تقف على طرف ولا تبارحه ، قد تتخندق داخل نوع أو مجال ولا تخرج منه ، رغم أن المدارس والرؤى النقدية والأفكار والمذاهب ليست مقدسة ولا توقيفية ، ويؤكد أن نتاجات الملتقى بدوراته الثلاث لعبت على الجديد دون إغفال للقديم ، دون أن تكون الفكرة جامعة توافقية على طريقة الساسة أبداً ، أعاد النص الجديد / الفكرة لبعض المقولات النقدية وهجها وتبناها بما يوافق العصر ، في نفس الوقت رفض كثيراً من المقولات الحديثة وأعاد النظر فيها ، مثل ما فعل مع فكرة الشكل التي صارت مرذولة في الأدبيات الحديثة على سبيل المثال.
- على الجانب الآخر يقول الشاب اليمني هاني الصلوي أن الملتقى يشتغل في بعده العام على اتجاهات بعد ما بعد الحداثة ، محاوراً للمدارس الجديدة ومناقشاً بما يرفد النص العربي بالجديد ويبث الحيوية في ثناياه.. لا أريد أن أدخل في مديح النفس، لكني أقول بثقة تامة إن هذا الملتقى / الفكرة / الرؤية انبثق والثقافة العربية بأشد الحاجة إليه.
لغة رقمية وإغواء
بلغة التقنية الرقمية والتي على أساسها أقيم هذا الملتقى التقطنا من شفاه العراق الجريحة ومركز الإبداع العربي عبر التاريخ على لسان ابنها المتيم بها د. حمد الدوخي – شاعر وباحث كلمات كلها أرقام معبرا عن انطباعاته حول الملتقى بقوله: ميزة هذا الملتقى أنه عزز الانتباه إلى اللغة الرقمية والواقعية الرقمية على اعتبار انها مستقبل العالم الرقمي وأراد هذا الملتقى أن يدفع بالسهم أسرع باتجاه شاشة العصر الحاسوب وأن يطوعها ليساهم في تطوير معطياتها وخدمة الكتابة البشرية كي يجعل من الشعر عنصرا ملائما ومتماشيا مع التغيرات التكنولوجية في العالم العربي ، الورقة التي قدمتها كانت تحتفي بعنوان بلاغة النص الالكتروني تكلمت بها عن اللغة الاشهارية أي لغة الاعلان ولكن من الممكن أن يروضها النص الجديد لصالح المعنى فكما نعلم أن الاعلان قائم على الإغواء والخدعة كما أرى أن دور النص الجديد أن يعدل هذه المعادلة من معادلة الإواء ومعادلة الخدعة وأبعاد ذلك، لأن مرور ذلك بعيد جدا أبعد مما يتصور أو يساهم بمعنى النص الجديد إذا وظفت اللغة الرقمية لصالح النص ونوعية كتابته ، يساهم في تصحيح العالم لأن التواصل الان الكتروني ، فإن تكتب الآن قطعة شعرية بلغة رقمية تفاعلية بمجرد أن تضغط (ENTER) تقرأ في أمريكا وأوغندا واليمن والعراق ومصر وكل العالم، فإذا صار هذا توجها كتابيا أو مذهبا كتابيا سيكون له معنى كبير في مستقبل الكتابة العصرية الرقمية..
مجايلة
أما أسامة جاد - شاعر من مصر وأحد المشاركين- فيؤكد أنه من المهم جدا أن يكون هناك متابعة للمشهد والمنجز النقدي على مستوى العالم ، ويقول: ظلينا في مصر ولفترات طويلة جدا متوقفين في دائرة الصراع ما بين الحداثة والكلاسيكية القديمة ، درنا في دائرة مفرغة بينما كان الغرب يتقدم بشكل مستمر وكنا محتاجين لمثل هذه المؤتمرات التي تقدم وتلقي الضوء بشكل كبير على المنجز النقدي والمنجز الفلسفي ، فيما وراء النقد وهو الأهم الأن في تصوري أعتقد أن المؤتمر أو الملتقى كان فيه فرص كبيرة جدا للتعرف على الأفق المعرفي الجديد، فيما يتعلق بالقصيدة الجديدة وخاصة فيما يتعلق بالتطور وأدوات التعاطي مع النص ومنها النقد الالكتروني والنص ميديا كما سماه أحد المشاركين، والمهم أن نكون مجايلين لعصرنا في كل معطياته بعد العولمة حيث أصبح الاتصال بالعالم بشكل كبير ويؤسس لقاعدة واحدة على مستوى المصطلح وعلى مستوى المفهوم وعلى مستوى الكتابة نفسها.
حدث تجاوز السياسة
لم تكن أماني ابو رحمة من غزة فلسطين كاتبة ومترجمة فحسب في هذا الملتقى بل كانت نهرا يجاري نهر النيل، حضرت إلى القاهرة قبل الملتقى بأيام وعاشت مع الرفاق في أروقة فترة التحضيرات النهائية حيث وصفت المنظمين للملتقى بخلية نحل تعمل بلا كلل أو ملل ومن مشاهدتها قالت: كان الضغط عاليا والباقي من الزمن قليلا ومن العمل كثيراً ، لكنهم كانوا واثقين متعاونين ومشرقين ، ثم كان الملتقى الذي أبهرني تنظيما ومشاركة ومستوى ، كان الشعراء مبدعين مغايرين ومثقفين وفاعلين وكانت الجلسات النقدية راقية وإبداعية ومتقدمة ومعاصرة جداً ، جرت النقاشات بسلاسة واحترام ، لم يقص الملتقى إبداعا أياً كان شكله ومضمونه وكان منفتحا على الفكر الشرقي والغربي معا ، أقول بكل ثقة إن الملتقى بما رأيته وعشته كان حدثاً غير مسبوق تجاوز السياسة ومواجعها وتمفصلاتها الانعزالية التحديدية، وتجاوز الاقتصاد وكوارثه، وعاش نعمة الجماليات بهدف الجمال وحسب.. كان ملتقى فكرياً اجتماعياً شعرياً وسردياً وجمالياً رائعاً.. وهنا أود أن أتوجه بشكري الجزيل للصديق العزيز هاني الصلوي المبدع الجميل والمحرك الفاعل لأي جهد ، كان طاقة جبارة وجلدا لا مثيل له ، وفي الوقت ذاته كان مرحا واسع الصدر يتلقى النقد والاعتراض بابتسامة ونكتة حاضرة .. وللسيدة كما يحلو لي أن اسميها الرائعة المبدعة الهادئة الواثقة أمينة الصنهاجي وللشعراء المبدعين الرائقين في أروقة ماجد موجد وخالد السياغي وجمال العسكري وطه عبد المنعم وعبد العظيم الصلوي.
خبرة في التعاطي
شاعر البحرين جعفر العلوي لم يبخل هو الآخر بإنطباعه عن الملتقى حيث رأى أن العالم العربي زاخر بتجارب وملتقيات ولقاءات شعرية عديدة وخصوصا في قصيدة النثر ولكن تحديداً هذا الملتقى ومشاركته فيه بحسب وصفه أضاف له بعدا آخر إلى طريقة قراءاته للنصوص وهو التعرف المباشر على بعض الأسماء التي كان يقرأ لها، وكانت متميزة ومتفردة حد قوله، مبررا ذلك أنه التقى بشعراء وجها لوجه وهذا يعطيك عمقا أكثر في معرفة تجارب الآخرين والاحتكاك بها كما يقول ، ومميز أن تستمع إلى قصيدة يكتبها السبعيني أو الثمانيني وبين قصيدة يكتبها شاعر يطبع له ديوان لأول مرة وتسمى بنفس الإسم لكنها تتمايز بروحها وتختلف اتجاهاتها، هذا التنوع يعطيك شيئاً من الخبرة في التعاطي مع قصيدة النثر ومع تعقيداتها ومع تجارب الآخرين وأكيد هي تعطي وتضيف إلى تجربتك كشاعر.
اختمار
من نزيف جرحها الدامي جاء شاعر سوريا حمد عبود متحمسا وهو يلقي شعره الثوري كزخات مطر، أحيت القلوب وألهبت الحماس في أمسية الملتقى الشعرية، وقال رغم ألمه على وطنه عن هذا الملتقى الذي جمعه بشعراء شباب من مختلف الدول العربية: الحقيقة أن تجربتي ومشاركتي في الملتقى كانت جميلة للتنوع والتعرف على شعراء من الوطن العربي خصوصا لما تكون تجربة الشخص جديدة وقلقة بين الكلاسيك والحديث والتعرف إلى الشعراء في الملتقى بالإضافة إلى القراءات الكثيرة التي تحصل منها إناء لقصيدة النثر وحقيقة أن الشعراء المشاركين اضافوا اضافات حديثة جدا وجميلة جدا، فأحيانا بخلط نماذج تفتح أشياء جديدة وتنتظر الوقت اللازم للاختمار لسنوات لاحقة.
تطلعات
أما ماجد موجد عضو اللجنة التحضيرية للملتقى فيؤكد أن ملتقى النص الجديد أضاف للمنجز الثقافي العربي لا سيما أنه يتعلق بموضوع ما بعد قصيدة النثر أو النص الجديد الذي يتلاءم مع تطلعات الشعراء في العالم وان تكون القصيدة الجديدة أو الشعر له دور يتناسب مع الفكر والفلسفة وجميع الفنون الأخرى من سينما ومسرح ورواية وعلى هذا الاساس اردنا في هذا الملتقى أن نحصر موضوع النص الجديد ليس فقط نصا شعريا وانما الحقنا معه مجموعة من البحوث والدراسات التي تهتم بالنص الجديد وبيان النص الجديد الذي أطلقته جماعة النص الجديد في مؤسسة أروقة ومن قبل في منتدى أروقة جنون الثقافية.. اعتقد حصل نوع من التفعيل المهم بين المشاركين وبين ما أنجز في السابق وما أنجز في اللاحق في موضوع قصيدة النثر والنص الجديد وتحول لما يضفيه الملتقى في المستقبل نجاح جيد وخرجنا بورقة ممتازة على أمل أن يكون الملتقى الرابع له بحوثه أيضا، وله تجلياته المنطلقة من الملتقى الثالث.
يكفي اشلمان!!
ماميز الملتقى حضوراً هو مشاركة شباب يمنيين جملوا القاعة بأصواتهم الشعرية كماجد سلطان وجلال الأحمدي ووضاح اليمن وخالد السياغي وفتحي أبو النصر.
من مشاكساته وخفة دمه برز صوت يمني بقصيدة أعتلت قاعة المجلس الأعلى للثقافة عاليا فنزلت كنسيم يداعب الحضور بخفة دم فكان فتحي أبو النصر مشاكسا ايضا في انطباعه :برأيي أن قصيدة النثر لا تحتاج إلى مؤتمرات لكن حضوري مثل هذا الملتقى ولقائي ب «راؤول ايشلمان» الضليع في مسألة بعد ما بعد الحداثة كان مهما بالإضافة إلى لقائي بزملاء وزميلات شعراء جميلين ورائعين..
حصة دراسية!
هو صاحب قريحة شعرية مغايرة جاء سي محمد البلبال - شاعرا وباحثا مغربيا- الى القاهرة مشاركا بورقة عمل حول النص الجديد لذلك يقول: حضرت في الملتقى وقدمت ورقة عمل حول تأسيس ما يسمى بالنص الجديد، والملتقى طبعا يمثل قيمة مضاعفة للثقافة الكونية والإنسانية بشكل عام وأكيد أن هؤلاء الناس المشاركين لم يلتفوا حول الفراغ أو الهواء بل كانت أمام حصة دراسية ممتعة ناقشت مجموعة من الاشكاليات ومجموعة من الافكار ومن بينها فكرة أن النص الجديد أصبح ينحت في ذاكرتنا بشكل أو بآخر وبتنا نلامس بعض أزرار هذا المنفلت الذي يسمى النص الجديد.
- أما الشاعر العراقي الكبير / منعم فقير فيقول: أنه أول مرة من خلال عمله في الوسط الثقافي يتلقي مبادرة مهمة ونوعية يقوم بها الشباب الذين يتمتعون بمسئولية وحس عالي في الحاضر الشعري ويؤكد أن هناك تطلعاً إلى المستقبل الذي يشكلون فيه، متمنياً أن يكونوا على علاقة معه وأضاف: اتمنى كذلك أن تكون هذه الدراسات التي طرحت والقصائد مقدمة الدخول إلى المستقبل وهذا هو المهم ، كان هناك نوع من أنواع الآليات والاستنباط التي تمكنهم من قراءة المستقبل وفق ما يحدث الأن في ما بعد الحداثة او بعد ما بعد الحداثة والذي هو ليس الاصطلاح وليس المفهوم وإنما هو سلوك ثقافي جمالي يومي علينا أن نعيه من خلال المعطيات التي لا تكف عن التوالي وليس التكرار وإنما بتجلي ومن هنا تأتي أهمية هذه الملتقيات وأنا سعيد جدا أن أطلعت على أبحاث وعلى قصائد سررت بها وسررت بالطمأنينة حيال المستقبل الشعري ليس العربي فحسب وانما حيال المستقبل الشعري الكوني.
كتاب متجددون
رغم عدم قناعتها الكاملة بالنظرية إلا أن منى ماهر - كاتبة وقاصة مصرية وعضو اتحاد الكتاب- تعتبر الملتقى اضافة كبيرة جدا لأننا نجتمع كشعراء وكتاب من دول عربية مختلفة نستمع إلى بعض ونتواصل كما تقول معللة أن الشعر عبارة عن انعكاس لكل مجتمع خرج منه ومعرفة الحركة الثقافية التي موجودة فيه وتميزه، وأما ما يخص ما بعد قصيدة النثر فأنا لا استطيع أوصف تلك الكتابة ....فكل ما هو جديد من الكتابة ويستطيع أن يصل إلى الملتقى لازم يأخذ حقه وإن شاء الله يبقى في إنتاج جديد وأشياء تضاف إلى الأدب بفضل الكتاب المتجددين ..
- أما الشاعر والباحث السعودي أحمد قران الزهراني يقول: يكفي الملتقى هذا الجمع الكبير من كافة الأطياف الشعرية ومن كافة الدول العربية وحضور ناقد وكاتب كبير ك (راؤول ايشلمان) اضافة حقيقية للمؤتمر بالإضافة إلى حضور عدد من النقاد المتميزين ، ونأمل أن يكون الملتقى خطوة إلى الأمام لترسيخ النص الشعري في الوطن العربي والذي بدأ يتراجع، لكن يبدوا أننا سنعمل جميعا جاهدين على إعادة ترسيخ الذائقة الشعرية العربية من خلال هذه الملتقيات التي تجمع الكثير من الأطياف الشعرية في الوطن العربي..
تحد قوي
سميرة عبيد عضو مجلس إدارة مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر واللجنة المنظمة ترى أن انعقاد ملتقى في مثل هذه الظروف الراهنة في مصر يعد تحديا قويا إذ أثبت جميع المشاركين الذين قدموا للمشاركة ان الشعر قادر أن يجمع ما أفسدته القوانين والتضاريس والسياسة كما تقول.. وتصف بنت عبيد حضور باحث أمريكي كضيف شرف للملتقى فكرة لم تحققها أي من المؤسسات الأدبية وعدت ذلك مغامرة جريئة لكنها لاقت انبهارا من الجميع، وشكرت في ختام حديثها كل الذين حضروا للمشاركة في هذا الملتقى وساهموا في التغطية الإعلامية التي اجتاحت الوطن العربي الى اوروبا وأمريكا، وحقق الملتقى من خلالهم ضجة إعلامية قوية على الساحة الأدبية العربية وغير العربية.. لم تكن الشاعرة البحرينية فاطمة عبده علي ببعيد عن انطباعات الجميع ورأت أن ملتقى النص الجديد مثّل فرصة لقاء استثنائية جمع اتجاهات وشعراء من كل مكان.. وقالت: نحن هنا أمام بيئات وعقليات ومشاعر لا يشبه أحدها الآخر.. كل إنسان منهم يمثّل أكثر من تجربة وأبعد من انتقاله!. بالنسبة لي كانت فرصتي الأولى لأقول ما أكتب أمام من هم ليسوا أصدقائي بحجة الشعر! رغم أننا صرنا أصدقاء لاحقًا.. كانت فرصتي لأستمع وأُسمَع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.