حرصت خلال زيارة خاصة لامارة الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة نهاية الاسبوع الماضي ان اقتحم حصن القلعة التراثية لمشاهدة فعاليات مهرجان ايام الشارقة التراثية المتواصلة حتى يوم 20 ابريل الجاري حيث ذهلت مما رأيته من ضخامة الحدث واهتمام القائمين عليه وحرصهم على حسن الضيافة وتسهيل التحركات لامتاع الجمهور الذين تغص بهم ساحات المهرجان الشاسعة يوميا من مختلف الجنسيات العربية والاجنبية بالاضافة الى جمع غفير جدا من المواطنين الاماراتيين الذين يحرصون يوميا على التواجد المكثف للاستمتاع مع غيرهم في مشاهدة اشكال والوان متعددة من الفعاليات التراثية والثقافية والفنون والماكولات الشعبية والالعاب المتنوعة. ما اسعدني بالتحديد خلال جولتي في اروقة المهرجان مشاهدة علم دولة قطر "العنابي" يرفرف خفاقا على مجسد كبير وسط ميدان الساحة التراثية وحفاوة الاستقبال تتقدم مسؤولي المعرض القطري من منتسبي المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" الذين ظهرت على محياهم علامات النشوة والفرح لهذه المشاركة التي تعد الاولى من نوعها لهذه المؤسسة التي بدأت تتضح بصماتها ولمساتها في نسيج الثقافة والتراث القطري وظهروا بكل همة ونشاط في استقبال رواد معرضهم باصول الضيافة القطرية الاصيلة في مجلس تم اعداده بدقة من الداخل بشكل يحمل كل ملامح وادوات التراث القطري يتصدرهم الطفل القطري وهو يحمل الصقر على ذراعه واصبحت صورته تعم كل اروقة المهرجان بالاضافة الى ما يتضمنه الجناح القطري من فعاليات تراثية تقدم للضيوف ومنها القهوة القطرية وبعض الماكولات الشعبية ورسم الحناء للبنات وغرف تجسد عادات الزواج القطري ومكتبة تراثية عن تاريخ قطر. ومن ابرز ما ميز المشاركة القطرية زيارة سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة لجناح دولة قطر ووقعه المؤثر في نفوس الوفد القطري وجمهورهم لما لهذه الزيارة من دعم معنوي كبير خاصة لما سمعوه من اطراء واشادة من سموه بالجناح القطري وبالتراث القطري بشكل عام وبالنهضة المباركة التي تشهدها الدولة تحت قيادة سمو امير البلاد المفدى "حفظه الله".. على الجانب الاخر وفي تلك اللحظات ووسط مراسم الفرح والانبهار تصدح ايقاعات الطبول والشيلات بالعرضة القطرية التي يقدمها نخبة من الفنانين من فرقة اللؤلؤة بقيادة الرائع خالد جوهر الذي تمت دعوته وفرقته لاحياء المهرجان من خلال الجناح القطري وكانوا خير سفير للفنون القطرية من خلال اداء العرضة والبسته والفجري التي يتخصصون بها ودمعت عيون "الشيبان" من اهل البحر القدامى الذين تفاعلوا مع تلك الايقاعات بنشوة عارمة. كانت لتلك الزيارة وكلمات سمو حاكم الشارقة المعبرة والتدفق المنقطع النظير على الجناح القطري والفنون القطرية التراثية الرائعة التي قدمتها فرقة اللؤلؤة العريقة خير دافع لاولئك الشباب القطري للعطاء بعد ان انيطت لاول مرة مسئولية التنظيم الى المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" وهي حديثة العهد في مثل تلك المشاركات خاصة ان بدايتها مع مهرجان ايام الشارقة التراثية وهو من اضخم واهم الفعاليات في المنطقة وقد اثبت الفريق القطري بصدق قدرته على تحمل المسئولية وادارة الامور بنجاح وهو ما يشجع ان تستمر المؤسسة في خطها متقدمة فعاليات ثقافية اخرى اكثر توهجا وتألقا بفضل تلك الروح الوطنية العالية المتحفزة لمزيد من العطاء في المشاركات القادمة بعد ان اثبتوا جدارتهم وحرصهم التام لبذل الجهد باخلاص لانجاح كل ما يرفع اسم قطر عاليا. وسلامتكم.