الدوحة- بوابة الشرق في إطار الاهتمام بالتراث العريق وإحياء تقاليد أهل قطر المرتبطة بالبيئة البحرية ، تطلق المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) الأربعاء القادم مسابقة الغوص والصيد (سنيار) وتستمر أربعة أيام ، حيث ستبدأ فعاليات المسابقة انطلاقا من نقطة تجمع السفن المشاركة في فشت الحْديْد بمنطقة سيلين (جنوب مدينة مسيعيد ) ، وتختتم يوم السبت مع وصول المتسابقين الى شاطىء (كتارا) ، حيث سيقام مهرجان (القفال) لاستقبال العائدين من رحلة الغوص والصيد يشارك به أهالي المتسابقين في تقليد واقعي تراثي أصيل يحاكي ماضينا الجميل . وبهذه المناسبة ، أعرب الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي عن حرص المؤسسة في إقامة وتنظيم هذه المسابقة غير المسبوقة، انطلاقا من دعم ( كتارا) للفعاليات الثقافية والتراثية المستمدة من تراثنا وأصالتنا المتجذرة في قلب التاريخ ، وأكد د. السليطي أهمية مسابقة الغوص والصيد ( سنيار ) ودورها الفعال في إحياء عادات وتقاليد آبائنا وأجدادنا المرتبطة في تراثنا البحري، والتي يتوارثها الأبناء جيلا بعد جيل ، موضحا العلاقة الحميمة التي تربط أهل قطر ببيئتهم البحرية وما يتعلق بها من موروثات ثقافية وشعبية تزخر بالقيم النبيلة، كالتحلي بروح التحدي والصبر وقوة التحمل ومواجهة المصاعب والمخاطر، فضلا عن فضائل التآزر والتعاضد والتكاتف التي كانت سائدة بين الآباء والأجداد خلال رحلتهم الشاقة للغوص وصيد اللؤلؤ . وأضاف مدير عام ( كتارا) أن المؤسسة العامة للحي الثقافي تسعى إلى المحافظة على هوية المجتمع القطري المستمدة من تراثنا العريق وتعزيزها وتأصيلها في نفوس الأجيال ، بحيث يتناقلها الخلف عن السلف بفخر واعتزاز . وأشار إلى أن رحلة الصيد و الغوص في التاريخ القطري تعتبر من أكثر الفعاليات والأنشطة التي تبرز أصالة الإنسان في المجتمع القطري، منوها بأن المهن التي تتعلق بالبيئة البحرية كانت تحتل المكانة البارزة واللائقة في المجتمع، مثل صيد الأسماك والغوص من أجل اللؤلؤ، والصناعات المرتبطة بحياتنا البحرية والتي عرفها أجدادنا وبرعوا وأبدعوا فيها وأورثوها إلى الآباء والأبناء . من جهته ، قال السيد أحمد الهتمي مدير إدارة الشواطئ في المؤسسة العامة للحي الثقافي ورئيس اللجنة المنظمة لمسابقة الغوص والصيد ( سنيار) أن إطلاق ( كتارا) للمسابقة يهدف إلى إحياء التراث المحلي لأهل قطر وتعريف الأجيال بعاداتنا وتقاليدنا المرتبطة بحياة البحر، بالإضافة إلى إبراز المهن البحرية القديمة التي مارسها الآباء وإتاحة الفرصة لهواة الغوص من أجل اللؤلؤ وصيد الأسماك للممارسة هواياتهم في أجواء من التنافس الشريف، مشيرا إلى أن النسخة الثانية من مسابقة ( سنيار) شهدت إقبالا منقطع النظير، حيث وصل عدد المشاركين الى 350 متسابقا .