نجم وكاتب ومقدم برامج في التلفزيون الأميركي، وهو معروف كمقدم لبرنامج شهير هو «ديلي شو» يقدمه منذ سنة 1999، وهو برنامج ساخر يتناول فيه رؤساء أميركا المتعاقبين، وينظر الأميركيون الى ستيوارت على أنه ثروة قومية، ويبدو أن الطبيب المصري باسم يوسف قد سار على المنوال نفسه، فقد هجر جراحة القلب ليقدم برنامجاً ساخراً من تأليفه في إحدى الفضائيات المصرية أطلق عليه اسم «البرنامج» يتناول فيه الاداء الحكومي المصري وعلى رأسه أداء الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، ووسيلته في ذلك تقوم على انتقاء مقاطع مسجلة من خطب الرئيس ومقارنتها بخطب سابقة له أو بخطب لغيره من المسؤولين في حزبه، كل ذلك في لقطات سريعة ومختصرة ومتلاحقة يظهر بها التناقض بين الأقوال والأقوال أو بين الأقوال والأفعال، وقد لاقى هذا البرنامج رواجاً منقطع النظير إلى درجة أن المشاهد يستطيع ان يلحظ بنفسه أن ذلك البرنامج يحقق أعلى نسبة مشاهدة بدليل هذا الكم الهائل من الإعلانات التي تسبق البرنامج وتتخلله، وقد أثار هذا بطبيعة الحال حفيظة من يوجه إليهم النقد، فأخذت القنوات الموالية للحكومة تنتقده وتتندر عليه وتصفه بأنه يجاوز الحدود مع انه على ما صرح به في إحدى حلقاته يستعين بمستشار قانوني، لهذا لو راقبت عباراته لوجدت أنها منضبطة تماماً لا تتضمن سباً ولا قذفاً فهو يأتي بمقطع من خطبة ويقارنها بمقطع آخر ثم يعلق إما بحركة من يده أو من وجهه تدل على التعجب دون أن يتلفظ بكلمة واحدة، وإما بمديح خالص للرئيس وأعوانه معتمداً على ذكاء المتفرجين الذين يدركون مراميه فيضحكون، ولهذا كانت دهشتي عظيمة حينما علمت أن النائب العام أمر بضبطه واحضاره بحجة أن بلاغاً قدم ضده من محامي ينتمي إلى الحزب الحاكم اتهمه فيه بإهانة الرئيس وبازدراء الدين الإسلامي، فقد شاهدت الحلقات جميعاً وما فاتني منها شاهدته على «اليوتيوب» وتمعنت فيها كثيراً فلم أجد كلمة واحدة يمكن أن تعد إهانة للرئيس أو اعتداء على الدين الإسلامي، ولقد ظهر أن هناك علاقة وطيدة تربط بين باسم يوسف وجون ستيوارت، فقد خصص عشر دقائق من برنامجه للتعليق على القبض على باسم يوسف، فتساءل بطريقة ساخرة: لماذا قبضوا على باسم يوسف؟! ماذا فعل هذا المجرم؟ هل هو السبب في تدهور العملة المصرية، أم هو المسؤول عن اغتصاب النساء في الشوارع؟ ثم أضاف: هل كل تهمته أنه أهان الرئيس؟ أنا قضيت أكثر من أربع عشرة سنة أهين الرئيس إذاً أنا لابد أن اشنق، ثم وجه كلامه إلى الدكتور مرسي قائلاً: ما الذي يقلقك سيدي الرئيس؟ أن تطيح قوة النقد الساخر بالنظام القائم؟ انك تعلم جيداً أننا لم نطح بأي حكومة من قبل.. وكانت هذه الدقائق العشر من برنامج شهير في أميركا كفيلة بأن تشعل التعليقات في الإعلام الغربي كله على القبض على باسم، فاستنكرته شبكات ال «سي. إن. إن» و«فوكس نيوز» وتلفزيونا انكلترا وألمانيا وغيرها، أما السفارة الأميركية فقد نشرت الرابط الخاص ببرنامج ستيوارت في تغريدة على موقعها في تويتر، فرد عليها مكتب الدكتور مرسي بتغريدة أخرى قال فيها انه من غير المناسب ان تشارك بعثة دبلوماسية في مثل هذه الدعاية السياسية السلبية، فحذفت السفارة الأميركية التغريدة الخاصة بها، ولكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا بولند انتقدت بشدة القيود المفروضة على حرية التعبير في مصر، وهكذا فتح باسم يوسف المجال واسعاً للعالم كله ليعلم ان مصر تساير العصر تنقد وتنتقد، ولكن هذا لم يعجب الموالين للسلطة فاعتبروه تدخلاً في الشؤون الداخلية لمصر! وفي ظني أن هذا التعليق أكثر سخرية من برنامج باسم يوسف نفسه! المستشار عادل بطرس a. botrosfarag @ gmail.com