حسب ما جادت به الخبرات فإن عوارض وعراقيل العمل كثيرة، تبدأ بعدم حبه مروراً بضغوطات الإنجاز انتهاءً بوجود أشخاص يحاربونك، وخلافها أكثر، منا من يجره ذلك للتخاذل والتهاون ومن ثم التقصير، ومنا من يجابِه ذلك بإخلاصٍ في العمل، ذلك لأنه يدرك أهمية الفصل بين تلك العوارض وبين أمانة العمل وجوْدة الإنجاز. يحدث أن ترى إنساناً في قمة نشاطه بالعمل، بين كل إنجاز وإنجاز كبير له، إنجازات صغيرة، لا يفتأ يعمل كالنّحلة، يروح ويغدو يفتّش عن شيء يفعله، مبادِر بما تعنيه الكلمة، سألته ذات مرة ألهذه الدرجة تحب عملك؟ قال هل تظنين أن الحب وحده يكفي لكل ذلك؟ عبّرت بوجهي دلالة على الرغبة في الاستزادة والتوضيح، أَرْدف إنها مجموعة أشياء مُصاغة بداخلي أتت أولاً وقبل الحب، أنا لست كأي إنسان يعمل في هذا العالم، أنا مسلم ومسلم يعني أميناً، ملتزماً، صادقاً، مسؤولاً، مُخلصاً، يراقب الله دون الآخرين، لا يتبع هوى نفسه، يعي خطورة أن يتسلم راتباً آخر كل شهر وهو لم يتقن القيام بواجباته، دون رغبة في انهاء الحوار، لأن العمل أوْلى والوقت يجري! رنّت كلماته بأذني وبقيت أياماً أتفكّر، كم هو مريح وممتع أن أُخلص لربي، وأن أعمل لمبادئي، ليس صحيحاً البتة أن نعتبر حب العمل هو الدافع الأول والوحيد تجاهه فإذا انتفى تنتفي الرغبة وتتساقط جميع القِيَم، تلك فكرةٌ ناقصة! ويحدث أن ترى أشخاصاً كنت تظنهم في قمة الإخلاص ثم انتكسوا، لماذا؟ منهم من يقول ان المسؤول لا يستحق، نعم معك حق ذلك لأنك كنت تعمل طلباً لرضاه ولم تجده! ومنهم من يدندن حول فكرة أن الراتب سيُقبَض في آخر الشهر كما يقبضه من تفانى بالعمل، تعبنا لا بد أن نرتاح، أيضاً صحيح ذلك لأنك تفتقر إلى قيمة اللقمة الحلال! ولاحظت أن لكل واحد من المتخاذلين مبرراً سطحياً يعض عليه بالنواجذ حمايةً لنفسه من تأنيب الضمير، ويبقى أن أقول أن عدم حبك للعمل لا يبرِّر إهمالك أبداً، فحب العمل شيء والإخلاص به شيء آخر مختلف! عائشة عبدالمجيد العوضي Twitter: @3ysha_85 [email protected]