| عائشة عبدالمجيد العوضي | هل يصح الحكم على شخص بناء على كلمة سُمِعَت من آخر؟ هل يحق لأحد أن يظلم ومبرره تلك الكلمة؟ هل من الصواب إغلاق باب الدفاع عن النفس والمواجهة؟ مهما بلغت الثقة بين الناقل والسامع فالتثبّت والتأكد حقٌ جدير، وفتح باب المواجهة أمرٌ راق إذ انه يقلّص مساحة الظلم، ينشر العدل، ويقطع ألسن المدعين دون دلائل، علاقات كثيرة قُطِعَت، وأخرى توترت، ومشاكل نَمَت، وظلمٌ فَشَى بسبب كلمة، نعم كلمة واحدة فقط في غير موضعها تفعل كل ذلك، وأكثر! بعيداً عن ثقافة النّقل والتقوّل، أخاطب مَن فَتَح أذنيه ليسمع فيحكم، هكذا دون إعطاء فرصة هي بالأصل مُستحقة للطرف المنقول عنه أو على لسانه، إن كنت عن الحق باحثاً وللحقيقةِ منصفاً فمن أفدح الأخطاء أن تسمع لطرفٍ دون الآخر، وإنه من الرقي بمكان أن تواجه الطرفين ببعضهما فتتبين الحق من الزَّيْف! وتنصف، كم من أعين غارت بسبب انقطاع مفاجئ لعلاقة ما، كم أفواه فُغِرَت لمغادرة شخص قريب دون سبب واضح، هذا من جانب، ومن جانب آخر كم من قرارات سريعة أنهت علاقات ثم أكل النّدم صاحب القرار كما يأكل الدّود اللحم! مواجهة الأطراف بعضها ببعض أو الاستماع لطرفيّ الموضوع وإن كان كلٌّ على حِدة - يكون الاختيار بحسب ما تقتضيه الحاجة- كلاهما كالشمس بينما الاستماع لطرف واحد فقط كالظلام، وفرقٌ أبلج بين اتخاذ قرار بمعطيات واضحة أو اتخاذ قرار في ظروف غامضة، والأخيرة غالباً تورث الندم. هنا أخص العلاقات، تُبنى العلاقات بالمواقف والعِشرة، تَقْوى بتجاوز المشكلات، التّفهُم، والاحترام، لكنها تُهَدُّ بلحظة! أقف عند هذه اللحظة لأحدّثك عنها، لحظةٌ تحوّل الوصل إلى قطْع، ما أتعسها من لحظة إن آن أوانها بسبب كلمة قالها شخص وصدّقها آخر! العلاقة شيء أقوى من التخلي عنه بسهولة، شيء أعمق من اتباع شهوة النّفس في رد الاعتبار! شيء لا يقدّر بثمن، لا يوصَف بكلمة، فمن الخسارة أن تنهيه كلمة! Twitter: @3ysha_85 [email protected]