جميلٌ ونادرٌ ذلك الهدوء الذي يسكنك رغم ضجة العالم الخارجي! ذلك السلام، تلك السكينة والاطمئنان، لن ألهث بحثاً عن طريقةٍ أُسكِت بها الأفواه لأنني حتماً لن أجد، لكنني سأسعى السعي الحثيث للإبقاء على شعور الاستقرار بداخلي، بداية وانطلاقاً من الواقع نقول، إن تحقيق هذا الأمر ليس سهلاً لكنه أيضاً ليس مستحيلاً، قليلٌ من المحاولات المتكررة يُسفِر عن كثيرٍ من الراحةِ والرضا! قد تتوالى المحن على المرء لدرجة أنه لا يصحو من محنة إلا والثانية متشبثة بها! كل مصيبة من المصائب تسبب هزّة في كيان الإنسان الشعوري، تتفاوت درجة التأثر والاهتزاز باختلاف قوة المصاب وموقعه في حياة الإنسان، حُسن التعامل في مواجهة كل ذلك يورث تلك السكينة وذاك الهدوء، كيف أتصرف في الكروب والابتلاءات لأصل إلى مرحلةٍ من نضج الشعور في الاستجابة لتلك الأمور؟ قد أطلق على ما أعنيه في مقالي المناعة الشعورية لكنها حتما لا تعني البلادة! المناعة في مفهومها العام تعني المقاومة وهو بالفعل ما أعنيه، مقاومة الانهيارات الداخلية، مواجهة التهالك، والخروج عن المألوف في استقبال المصاعب، نحتاج في ذلك إلى عدة أمورٍ تعتمد على إدارة الإنسان لانفعاله - بعد الاستعانة بالله- وقت الملمات، وليس العكس، فغالباً ما تديرنا الانفعالات ولا نديرها! ولكي يتحقق ذلك الهدوء لابد أن يتسم انفعالنا بالوعي والإدراك، ولأن الانفعال أمرٌ عاطفيٌّ بحت كان لزاماً علينا أن نُقحِم العقل لإدارته، بدايةً لابد للإنسان أن يكون قريباً من مشاعره، يُقر بها، يفهم ماهيتها، يحاول التعبير عنها إما كتابةً أو لشخصٍ مريح بالنسبة إليه، ثم أنه حريٌّ بالواحد منا أن يتصالح مع نفسه فذلك سبيلٌ مهم للاتزان وقت الصدمات، ذلك البوح والاتزان يوصلانا إلى أمرٍ غاية في الأهمية وهو القدرة على تحليل المشكلات دون تهويل أو تهوين إنما استيعابها بحجمها الطبيعي ما ُيسهّل التعاطي مع علاجاتها. أختم بآليةٍ بسيطةٍ تخفف حدة رد الفعل الفوري، عند كل موقف انفعالي اسأل نفسك أولاً، ماذا يعني لي هذا الموقف بعد عشر سنوات؟ ما الأرباح التي سأجنيها من رد الفعل الانفعالي؟ ماذا لو فكرت ملياً قبل أن أتسرع؟ ثوانٍ تفصلك عن فعلك امنح لنفسك فيها حق التفكير. عائشة عبدالمجيد العوضي [email protected] Twitter: @3ysha_85