تملّكها شغف الألوان والريشة منذ وقت مبكر من عمرها، واعتقدت أن الأمر سيقف عند هذا الحد، ولكنها اكتشفت ذاتها في الفن فتعلمت فن الرسم الزيتي وفي ما بعد فن الكولاج والطباعة على الملابس، وكانت شقيقتها الأكبر خريجة التربية الفنية في جامعة الإمارات هاديتها ومرشدتها في سبيل تنمية موهبتها وتطويرها، إلا أن الريم خميس المزروعي طالبة إدارة الأعمال في جامعة الإمارات، حافظت رغم ذلك على هويتها الفنية ولم تستسلم للأسلوب الفني لشقيقتها، حيث كان لها خط فني حافظت عليه ولاتزال حتى اليوم . الحوار الآتي معها يكشف المزيد عن موهبتها . . . كيف كانت بداية حبك للرسم؟ يرجع ذلك إلى أيام الطفولة حيث كنت متميزة في مادة الرسم في المدرسة وكنت دائماً ألقى التشجيع والعون من معلمات التربية الفنية، حيث كانت تلقى لوحاتي دائماً اهتمامهن ورعايتهن، وأذكر أنني في المرحلة الثانوية شاركت في أحد المعارض الفنية في المدرسة ولفتت أعمالي انتباه الزوار وحازت إعجابهم . كيف تطورت معك هذه الموهبة؟ بالتعلم الذاتي من خلال الإنترنت، كما أن شقيقتي الأكبر مني تلمست داخلي حب الرسم فتعهدتني بالرعاية، إذ كنت أراقبها دائما أثناء قيامها برسم لوحاتها وتقديم مختلف الأعمال الفنية الإبداعية سواء للكلية أو في ما بعد حينما اشتغلت بالتدريس، فما كان منها حينما لاحظت هذا الشغف داخلي إلا أن شجعتني على الاستمرار والتطور فيه . ما الذي تميلين إلى رسمه بشكل أكبر؟ أميل إلى رسم المناظر الطبيعية والورود من الخيال وليس نقلاً عن صورة ما . كيف تصفين لنا هويتك الفنية؟ أحب عادة أن تكون لي بصمة خاصة في عالم الفن فلا أتأثر بأحد، وقد كنت عرضة لذلك بالفعل حينما كنت أتلقى الإرشادات من شقيقتي، فقد كان من المحتمل التأثر بأسلوبها ولكنني كنت فطنة لتلك الجزئية وأحببت تعلم التقنية منها فقط، أما الأسلوب فقد كان يخصني وحدي وكان علي أن أفرض شخصيتي على اللوحة الفنية . وما هي تلك الشخصية؟ بالطبع لا يمكن وصفها في كلمات ولكنني أتميز بالرسم من الخيال بطريقة أمزج فيها بين الواقع والخيال، وأميل إلى الألوان القوية . هل تعلمت شيئاً آخر من شقيقتك؟ أعجبني فن الكولاج ويعني بالفرنسية Coller ويعني "لصق" وهو فن بصري يعتمد على قص ولصق العديد من المواد معاً، وبالتالي تكوين شكلٍ جديد، وقد كان لاستخدام هذه التقنية تأثيره القوي بين الرسومات الزيتية التي سادت في القرن الماضي كأحد الفنون التجريدية، وعمل الكولاج الفني قد يتضمن قصاصات الجرائد والأشرطة وأجزاء من الورق الملون التي صنعت باليد، وأحياناً الأعمال الفنية الأخرى والصور الفوتوغرافية وهكذا، حيث تُجمع هذه القطع وتلصق على قطعة من الورق أو القماش . هل تميلين إلى مدارس فنية معينة، أو أحد الفنانين العالميين؟ أعجب بأعمال فان غوخ وليوناردو دافنشي وتعجبني المدرسة الواقعية في الرسم، إلا أنني أحرص على إضافة لمسات من خيالي دائماً إلى اللوحة، كما تتميز أعمالي بالجرأة الفنية . وكيف طورت موهبتك في الرسم الزيتي؟ من خلال الإنترنت ومتابعة الأشرطة المرئية التعليمية في هذا الفن، فضلاً عن توجيهات شقيقتي والتعلم من أخطائي . هل تقومين بالرسم مباشرة أو بالقلم الرصاص أولاً؟ لا مباشرة بالألوان الزيتية على "الاستنسل" . كيف توفقين بين هوايتك ودراستك؟ لا يمكنني البدء في رسم لوحة ما إلا إذا كنت في حالة من الصفاء الذهني، لذلك فأعباء الدراسة مسؤولة إلى حد كبير عن قلة إنتاجي، حيث يتطلب العمل الفني دائماً صفاء ذهنياً . تهوين الرسم والكولاج فهل هناك طريقة للجمع بينهما في لوحة؟ نعم فقد كان الفنان بيكاسو أول من استخدم تقنية الكولاج في الرسومات الزيتية، حيث ألصق قطعة من القماش المشمع بكرسي على قطعة قماش . أما فنانو السريالية وهي مذهب في الفن والأدب للتعبير عن العقل الباطن بصورة غير مترابطة، فقد استخدموا القصاصات أو الكولاج بشكل أكثر توسعاً، فمن الطرق هناك ماكان يصنع بواسطة قص صورة إلى مربعات ثم تجمع بطريقة عشوائية وعن نفسي لم أفكر في ذلك فلكل منهما عالمه الخاص في نظري، وحقيقة فإنني أمارس كلاً منهما وفقا لمزاجيتي الآنية وقتها . ما الشيء الذي تركزين عليه أثناء إنتاج إحدى لوحاتك؟ أسعى دوما إلى مزج الألوان، والخروج بألوان غير مألوفة للناس، بحيث يرتبط العمل الفني باسمي، ويحمل شخصيتي على غرار كبار الفنانين التشكيليين في العالم، وهو ما يميز أعمالي ويخلق خطاً متميزاً لها . تدرسين إدارة الأعمال، فهل هناك نية لتسخير دراستك في استثمار هوايتك بشكل أكبر؟ بالتأكيد أخطط لإدارة مشروع خاص لي يتعلق بالفن والمعارض وما إليه من أمور، ولكنني لم أستقر على الفكرة بعد .