أصدر مشروع "كلمة" للترجمة، التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، كتاباً جديداً بعنوان "التوابل.. التاريخ الكوني"، للمؤلف فريد كزارا، وترجمة إيزميرالدا حميدان. يتناول الكتاب قيمة التوابل، ورفاهيتها على كل مائدة، كونها تضيف سحراً وألقاً وتميزاً إلى طعامنا، إذ كم من مرة تساءلنا من أين تأتي هذه النكهات الرائعة وكيف تصل إلينا؟ وربما شرد فكرنا متجولاً في أماكن نموها وأشكال نباتاتها، ولكن لعل القليل منا من فكر إن كان لها تأثير على أمور غير الطعام. تعرض فصول الكتاب لمسار التوابل عبر التاريخ بدءاً من العصور القديمة فالعصور الوسطى مروراً بعصر الاكتشافات، وانتهاءً بالقرن العشرين، ويشرح الكتاب دور الحضارات والدول في حركة التوابل من الشرق إلى الغرب، وأثر كل منها على انتشار التوابل وتجارتها، والحملات العسكرية التي ترافقت مع اكتشاف مناطق جديدة لزراعتها. يبدأ الكتاب استعراضاً مثيراً للتوابل فيتحدث عن أسمائها وأنواعها وأصولها، ويذكرنا بمدى غرابتها وارتفاع قيمتها ثم يستعرض لنا التوابل الرئيسة التي ستشكل محور هذا الكتاب، وهي: القرفة والقرنفل وجوزة الطيب والفلفل والفلفل الحار، حيث كانت هذه التوابل الخمسة محور الأساطير التي نسجت حول التوابل بشكل عام. تدور جميع فصول هذا الكتاب حول التوابل الخمسة الرئيسة، وتأثير كل منها في كتابة تاريخ البشرية، والطرق البرية والبحرية التي سلكتها التوابل، لتصل إلى مختلف أنحاء العالم، وما ورد في الآداب والفنون المحلية من تغنٍ بالتوابل وآثارها السحرية وفوائدها الطبية، وكيف غيرت خريطة ومسارات التجارة العالمية، لتصبح السلعة الأثمن والأغلى، والتي اعتمدت كبديل للنقود في بعض الأحيان، وأدت إلى نهوض مدن أوروبية، وقيام ممالك تجارية. عَبَرت التوابل من شرق آسيا إلى أوروبا، مخترقة المنطقة العربية، وحاملة معها الرخاء والازدهار لكل من عمل في هذه التجارة من مختلف الأعراق والأديان، وبعد انتهاء الحروب الصليبية فضل الغرب البحث عن أماكن زراعة التوابل بدلاً من انتظار العرب والفرس ليزودوه بها، وهكذا بدأ عصر الاكتشافات، حيث سيرت كل دولة حملاتها بحثاً عن أماكن زراعة التوابل، ونشأت المنافسة بين الهولنديين والإنجليز والإسبان والبرتغاليين على طريق التوابل، وتسارعت الاكتشافات، فالجميع يسعى للوصول إليها واحتكار تجارتها. ... المزيد