واصلت طائرات وسفن الاحتلال الإسرائيلي الحربية عمليات القصف العدوانية على غزة، موقعة شهداء جدداً في اليوم السادس لعملية «عمود السحاب»، في وقت استمر تساقط صواريخ المقاومة في العمق الإسرائيلي، وسط تهديدات الاحتلال باجتياح بري للقطاع، فيما اعلنت قيادات فلسطينية إنهاء الانقسام من الضفة الغربية تضامنا مع غزة. وتفصيلاً، استشهد تسعة فلسطينيين في غارات إسرائيلية صباح أمس على غزة، بينهم قيادي في الجهاد الإسلامي، بعد سلسلة غارات في ساعات الليل والفجر على أرجاء متفرقة من القطاع أسفرت عن استشهاد 20 فلسطينياً بينهم أطفال ونساء، وشاب في الضفة الغربية، لترتفع الحصيلة منذ الأربعاء الماضي إلى 101 شهيد وأكثر من 700 جريح. وقالت خدمات الإسعاف والطوارئ إن أربعة فلسطينيين استشهدوا في غارتين على خان يونس ، بينهما طفلين، واستشهد خامس في غارة على غزة. وكان فلسطينيان استشهدا وأصيب ثالث في غارة إسرائيلية على منطقة الطر الغربي، بخان يونس عندما كانوا يعملون في حقل زراعي. وكانت خدمات الإسعاف ذكرت أن ثلاثة فلسطينيين استشهدوا صباح أمس في قصف استهدف سيارة مدنية في منطقة دير البلح، هم: تامر أبوبشير، وأمين أبوبشير، وصلاح أبوبشير، وقد وصلوا أشلاء إلى المشفى. كما استشهد فلسطينيان في غارة جوية اسرائيلية جديدة على مخيم النصيرات وسط غزة، وفقاً للجنة الاسعاف والطوارئ. وقال الناطق باسم خدمات الإسعاف، أدهم أبوسلمية، إن الطائرات الإسرائيلية قصفت منزلاً لعائلة عزام في حي الزيتون، ما أدى لاستشهاد أربعة فلسطينيين بينهم امرأتان وطفل. وشنت طائرات إسرائيلية نحو 18 غارة استهدفت منطقة الأنفاق في رفح دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. وفي وقت لاحق، قصفت طائرات حربية إسرائيلية، ساحة السرايا وسط غزة، بثلاثة صواريخ على الأقل، ما أدى لاستشهاد طفلة، كما استشهد بائع خضار بعد استهدافه بصاروخ من طائرة استطلاع شمال القطاع، كما شنت غارات جديدة على منطقة الأنفاق برفح. وفي وقت سابق، استشهد ثلاثة فلسطينيين بينهم ناشط في سرايا القدس في غارة استهدفت سيارة شمال رفح، فيما استشهدت مسنة (60 عاماً)، بعد قصف منزل عائلتها. وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي فجر أمس مركز العباس للشرطة في مدينة غزة، وهو ثاني أكبر مقر لهذا الجهاز في القطاع. وفي غارات أخرى، استهدفت بنايتان تؤويان مكاتب إعلامية، حسبما ذكر شهود عيان. ووسط دعوات للثأر شيع اكثر من 1000 فلسطيني في جنازة سادها الحزن والغضب 10 شهداء بينهم خمسة أطفال من عائلة الدلو قضوا في غارة اسرائيلية على منزلهم في حي النصر شمال غرب غزة. في المقابل، أصيب 20 إسرائيلياً بجروح بعضها خطير في سقوط صاروخين على أوفاكيم جنوبي إسرائيل وعلى مدينة عسقلان. وقالت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إنهما أطلقتا نحو 1500 صاروخ على إسرائيل على مدى الأيام الستة الماضية. وقالت كتائب القسام، إنها أطلقت 1100 صاروخ، في حين أعلنت سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد أنها أطلقت 400 صاروخ. من جانبه، قال مسؤول كبير مقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ان اسرائيل مستعدة لاجتياح بري لقطاع غزة لكنها تفضل حلاً دبلوماسياً. وأعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الاستراتيجية، موشيه يعلون، أن الاجتياح البري ليس مطروحا الآن، فيما أعلن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس أنه فوجئ بالإيجابية التي ظهرت في أداء الرئيس المصري محمد مرسي. في الأثناء، أعلنت قيادات من فتح وحماس والجهاد والتنظيمات الفلسطينية امس عن الوحدة وإنهاء الانقسام من مدينة رام الله في الضفة الغربية تضامنا مع غزة. واعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان تثمينه لقرار قيادات الفصائل الفلسطينية بإنهاء الانقسام استجابة لدعوة القيادة الفلسطينية. وقال القيادي في حركة فتح اللواء جبريل الرجوب عبر مكبرات الصوت في تظاهرة بمدينة رام الله «من هنا من رام الله، نعلن الى جانب قيادات أخرى اننا ننهي الانقسام». وأضاف «خائن من يتحدث عن الانقسام بعد اليوم». وقال القيادي في حركة حماس محمود الرمحي في التظاهرة «مجرم من يتحدث عن الانقسام بعد اليوم». وشارك المئات في التظاهرة التي دعت اليها القوى الوطنية والاسلامية وسط مدينة رام الله تضامناً مع قطاع غزة، ورفع خلالها العلم الفلسطيني فقط، وغابت رايات الفصائل الفلسطينية، في مشهد غير مألوف. وعلى منصة مرتفعة، وقفت قيادات الفصائل الفلسطينية وهم جبريل الرجوب الى جانب محمود الرمحي والقيادي في الجهاد الاسلامي جهاد نخلة الذي قال «اذا لم يحركنا الدم المراق في غزة فلن يحركنا شيء آخر، ومن هذا اليوم نقول ان وحدتنا بدأت تحت مظلة واحدة لمواجهة هذا الاحتلال». وفي القاهرة، أكد القيادي الفلسطيني نبيل شعث، أن هناك تنسيقا كاملا بين عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل حول ما يجري من مفاوضات الآن لوقف إطلاق نار شامل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة. وفي مؤتمر صحافي عقده بنقابة الصحافيين في القاهرة أكد مشعل أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراد اختبار مصر ودول الربيع العربي، فكان الجواب غير الذي توقعه. وقال مشعل إن نتنياهو هو من طلب التهدئة وليس حماس. وأوضح مشعل أن نتنياهو «يريد أن يفاوضنا بالنار ليفرض شروطه ويسكتنا من موقع التهديد». وأضاف «لسنا ضد التهدئة، لكن لابد من مطالب محددة واستمرار غزة تحت الحصار والتهديد يمثل انحطاطاً اخلاقياً». وقال «نحن لا نريد تصعيداً، حماس شجاعة لكنها ليست متهورة، من بدأ الحرب عليه أن يوقفها».