أعلنت قبيلة البلوش، في إمارة الشارقة والمناطق الشمالية، انضمامها إلى مبادرة خفض تكاليف حفلات الزواج، التي أطلقها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، المتمثلة في الاقتصاد في الولائم والوجبات الرئيسة في الأفراح، إذ قررت إلغاء حفلات الطبول وولائم الأعراس، والاكتفاء بالاستقبال والقهوة والتمر، مبدية استعدادها للمزيد من الإجراءات التي من شأنها أن تيسر الزواج على الشباب، وتسهم في القضاء على العنوسة. وقال شيخ القبيلة في الشارقة، عبدالكريم إبراهيم جمعة البلوشي، ل«الإمارات اليوم»: «تحدثنا في المسألة على مدار الأسبوعين الماضيين، وأجرينا اتصالات بشيوخ القبيلة في مناطق مختلفة على مستوى الدولة، وتوصلنا إلى اتفاق يقضي بإلغاء ولائم الأعراس كلياً، مقابل الاكتفاء بليلة احتفال واحدة للنساء». واعتبر أن «الاتفاقات القبلية المعلنة لإلغاء ولائم الأعراس، وكذا العزاء، من شأنها أن تجنب شباب القبائل الاضطرار إلى الحصول على قروض وسلف مالية للوفاء بها، ما يشكل إرباكاً للميزانيات الأسرية بعد انتهاء العرس، إذ يقضي المواطن سنوات طويلة في سداد هذه الديون، ومبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بمثابة خطوة رائدة، وجدنا فيها الكثير من الإيجابيات حيال شباب الوطن، وتالياً طبقناها على الفور». وتقضي المبادرة التي قادها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كذلك بالحد من إقامة حفلات الزواج الضخمة في الفنادق، والاقتصاد في التكاليف، والاكتفاء بحفل بسيط، وتشجيع حفلات الزفاف الجماعية، ترشيدًا للنفقات وتخفيفاً من الأعباء المالية التي يتحملها الشباب في مقتبل حياتهم. وقال البلوشي إن «معظم الشباب المقبلين على الزواج يعانون جراء المبالغ التي يحتاجون إليها للإنفاق على ولائم وواجبات ضيافة للمهنئين، ما يجعل الوضع صعباً أمامهم من دون اللجوء إلى بنوك أو أفراد لاقتراض المال تلبية لتلك الاحتياجات، وهي في أغلبها ذبائح تراوح ما بين 50 و200 رأس من الماشية، وتحتاج إلى نحو 200 ألف درهم أو أكثر». وتابع أن «تطبيق المبادرة من خلال قبيلة البلوش، وبعد مشاورات خلال الفترة الماضية سيوفر ما بين 40 و50٪ من الكلفة الإجمالية للعرس، ومن ثم يعيش الشباب حياة بلا ديون بعد الزواج. وزاد: «اعتباراً من وقت الإعلان عن مشاركتنا في المبادرة، سيتم الاستغناء عن إنشاء الخيام الكبيرة، وإنفاق مئات الآلاف من الدراهم على الولائم، وإلغاء حفلات (الدقدقة)، التي تشتهر بها قبائل البلوش في منطقة الخليج العربي، وهي حفلات تدق فيها الطبول من السادسة مساء حتى منتصف الليل، وتؤديها فرق شعبية معينة بتكاليف إضافية كذلك». وكانت مؤسسة «صندوق الزواج» ذكرت في وقت سابق إلى أن الأعراس الجماعية تسهم في خفض تكاليف الزواج بنسبة تصل إلى 86٪، وتعد من الحلول الإيجابية الراقية لتحفيز الشباب الإماراتي على الزواج بمواطنات. وتقدر قبيلة البلوش التي تحدث عنها شيخ القبيلة في الشارقة بعشرات الآلاف من المواطنين، يتوزعون على مستوى الدولة، في أبوظبي والعين، ودبي، والشارقة، ورأس الخيمة، على ما ذكر عبدالكريم إبراهيم جمعة البلوشي.
