خصص وزير الكهرباء والماء م عبدالعزيز الإبراهيم خطا ساخنا لتلقي شكاوى واستفسارات المواطنين... تتصل على الرقم 152 ويبقى الرد كما هو «ضخ الماء ضعيف وستعود المياة للمناطق تدريجيا»... تسأل جارك ويقول « الماي مو مقطوع» وتعاود الاتصال المرة تلو الأخرى لكن دون جدوى! ما ذنب الأطفال الصغار وما ذنب الكبار إذا فقدوا الثقة في وزارة الكهرباء والماء! إنني أستغرب من وزارة الكهرباء واللامياه... كانت عقدتهم في الأمس من الغالبية وذهبت الغالبية والحكومة الآن «لها الخيط والمخيط» ولم تستطع توفير المياه ولو سمحوا لنا بخط ساخن ل «تناكر المياه» بسعر رمزي «أبرك»! نعيش في دولة التناقضات بعيدا عن المناقصات... نبني لغيرنا محطات ونتجاهل حاجة مواطنيننا، ويظهر لنا قبل أيام رئيس مجلس الأمة علي الراشد بتصريحه أثناء لقائه مع رؤساء الصحف «هناك وزراء غير متعاونين ونقلت إلى سمو الأمير سلبيات أدائهم» وأعتقد أن انقطاع المياه كارثة لا تغتفر... «الميزانيات/ الفلوس متوفرة والمجلس متجانس مع الحكومة فما العذر الذي سيبرر لنا وفقه وزير الكهرباء سبب انقطاع المياه! كنت قبل التشكيل الوزاري قدمت مقترحا بعدم إسناد أكثر من حقيبة لوزير واحد... فالكهرباء والماء مع الأشغال وزارتين مثقلتين بالتراكمات وكل وزارة بحاجة لوزير متفرغ وكذلك الحال بالنسبة لباقي الوزارات، وقد يكون الوزير قد ابتلاه الله بقياديين دون المستوى وهذا ما يعد عاملا يثقل كاهل الوزير مهما كان نشاطه فحجم العمل ضخم للغاية والوضع القيادي «لك عليه»! لذلك، نرجو من وزير الكهرباء والماء أن يلتفت للضعفاء... إنهم أناس أبرياء لا علاقة لهم بإنعكاسات التجاذبات السياسية والبيروقراطية التي تشهدها منشآت الدولة... فالغالبية التي تدعي الحكومة إنها السبب في تأخر المشاريع ذهبت ولم نر إنجازا على أرض الواقع! ليعلم وزير الكهرباء والماء إن المشاكل التي يعاني منها المواطنون والمقيمون لا علاقة لها بالثورة التكنولوجية من جانب تخصيص بدالات وخطوط ساخنة... إنها مرتبطة بالعقول التي تدير شؤون البلد والعباد، وكم كنت أتمنى أن يعاين وزير الكهرباء والماء واقع الحال والناس تبحث عن «تنكر مياه» أو «كراتين المياه» لتلبية الحاجة من المياه التي قطعتها عنا الوزارة، وللوزير أن يتخيل وضع عائلة بين أفرادها أطفال صغار وكبار بالسن ومرضى وهم يشتكون ولا مجيب لهم! الماء يا وزير الكهرباء هو نبض الحياة وهو ما يتوقع العلماء إنه سيكون أحد أسباب ثورات الشعوب المستقبلية... شعوب غيرنا يشتكون من شح المياه ونهبّ لنصرتهم ولا خلاف على ذلك إطلاقا، لكن ينبغي أن نكون في حالة مثالية حيث الثروة تخلق المستحيل. والله المستعان! د. تركي العازمي Twitter: @Terki_ALazmi [email protected]