لو لَمْ يكن القائلُ رئيسُ الجمعية السعودية لعلوم الأرض (د. عبدالله العمري) لَمَا صدّقْت. فأينَ الجهاتُ المعنيةُ مما حذّر منه الرجُل قائلا: "إن المباني المُطَلّة على الشريط الساحلي للمنطقة الشرقية، غيرُ مصممة هندسيا لمقاومة الزلازل!!، لكوْنها استثمارات شخصية، لا يهتم مُلاّكُها بتطبيق كود البناء الوطني!!" (صحيفة اليوم، 7 جمادى الآخرة 1434ه، ص 15)، وأسألُ بدهشة: لماذا لَمْ يُطبّق حتى الآن الكودُ الخاص بالمباني المقاومة للزلازل، الجاهز منذ أربع سنوات، واستغرق تصميمُه -كما قال-: "خمسةَ أعوام، وقامُوا بتطبيقه منذًُ سنتيْن كاملتيْن" وطالب ب "توزيعه على الجهات، إلا أنه مع الأسف وجدَ طريقه إلى الأدراج!!" فمنْ الجهات التي تهاونت في الأخذ بهذا المطلب المهم؟ ولَمْ تنظر إلى الموضوع بحكمة؟ ومِنْ ثَمّ فإنّ الإحساس بالمسؤولية عند بعضِها منعدم؟ وهل ينتظر الناس حتى تقع الفأس في الرأس، بسبب تصرف غير مسؤول، يفقد المرءُ القدرةَ على: الهدوء والاتزان؟ الأخطر أن الرجُل كما قال "انتهى منذ ما يقارب الشهريْن والنصف، من دراسة التمنطق الزلزالي لمدينتي: الدّمام والخُبَر، وتأثير استجابة المواقع للهِزّات، بعد أن قام بوضع أجهزة رصد ودراسة الزلازل في المنطقة الشرقية، على مدى سنتيْن كاملتيْن، اتضح من خلالها طبيعة المنطقة لمدى تحملها الزلازل مستقبَلا، وفي ضوئها تم تصميم كود البِنَاء المقاوِم للزلازل، وأعلى درجة سجلتْهَا أجهزةُ الرصد في تلك المواقع بلغت 5،3". قضية الزلازل ينبغي أن تؤخذَ بِجِدِّية كاملة، ولا عذْرَ للمسؤولين إن لَمْ يستوعبوا الموقف استيعابًا كاملًا، وتحليله، ومعرفة نتائجه الحالية والمستقبَلية، في منطقة حساسة من مناطق المملكة العربية السعودية، فالحركة الأرضية في المنطقة الشرقية -وَفْقَا للرجُل- "تتميز بأنها ذات فترة دورية طويلة، ومدينةُ الرياض بعيدةٌ عن الزلازل، ومنذ العام 1212م لَمْ تتعرض لأي زلزال، أيْ ما يقارب من ألفِ سَنَة، وآخِرُ زلزال كان في ديراب نتيجة انهيارات صخرية، بدرجة 3،7 على مقياس ريختر". أرى التأمُّل جيدا فيما اقترحَهُ الدكتور العمري من "إنشاء إدارة مستقلة تسمى: إدارة الكوارث ترتبط بمجلس الوزراء، لتفرض الكود الوطني على المباني والمنشآت بالمملكة" فلا يجوز تعريض البشر للانطفاء، ومن المنطق والحكمة الارتكاز على ثقافة علمية بصدق وأمانة، فلا وقت للانتظار، والناس في عصر السرعة، وكسْب اللحظات السريعة. أعيروا -فضلًا- الزلازل اهتمامًا، ليتلافى الوطن أرقامًا خيالية تنجم عنها، تضربُ بَشَرًَا هُمْ أغلى ثروة، ولا تجعلوا المنطقةَ الشرقية في مرمى الزلزال. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (94) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain