تمديد ساعات العمل قد يولد مخاطر أمنية مواضيع ذات صلة حذرت نقابات الطيّارين من قوانين أصدرها الاتحاد الأوروبي لرفع ساعات العمل بالنسبة إلى القباطنة الى فترات قد تصل الى 22 ساعة متصلة. وقالت رابطة الطيارين البريطانيين، مثلا، إن 43% من أعضائها اعترفوا باستسلامهم أحيانا للنوم أثناء القيادة. الشهر الماضي، أزاحت سلطات الطيران المدني البريطانية النقاب عن أن قبطاني طائرة ركاب راحا يغطان في النوم بينما كان مساعداهما خارج كابينة القيادة. وظل هذا الوضع المخيف على حاله الى أن عاد أحد المساعدين فأيقظهما «وهو يرتجف من هول الصدمة» على حدّ ما نقلت عنه صحف بريطانية. السلطات لم تسم شركة الطيران المعنيّة في هذه الحادثة أو القبطانين المتورطين فيها. لكن المهم هو أن الحادثة - التي انتهت بسلام لحسن الطالع - أماطت اللثام عن حقيقة مرعبة حقا. وتتمثل هذه في عواقب كانت نقابات الطيّارين قد حذرت منها ردا على قوانين جديدة فرضها الاتحاد الأوروبي على شركان الطيران. تقضي هذه القوانين بزيادة عدد ساعات العمل للقباطنة الى 11 ساعة طيران متصلة على الأقل. وإذا أضفت الوقت الذي يكون فيه القبطان «على أهبة الاستعداد»، والزمن الذي يستغرقه في وصوله الى المطار، ثم الوقت الذي يمضيه الى حين دخوله كابينة القيادة، وذلك الذي ينتظر خلاله بدء الإقلاع، وجدت أن مجموع الساعات التي يقضيها مستيقظا لا تقل عن 22 ساعة. وتشمل القوانين الجديدة أيضا رفع عدد ساعات العمل في السفريات الطويلة من 12 إلى 14 ساعة، وعمل الطيارين في عدة رحلات خلال اليوم الواحد إن لم يكن في رحلة طويلة. ولكل هذا سارعت نقابات الطيارين الى القول إن أبحاثها العلمية تقول إن بقاء الانسان مستيقظا عاملا طوال هذه الساعات يضعه على حالة الإنسان نفسه الذي بلغ مرحلة السكْر. وغني عن القول إن هذا السيناريو هو الحالة القصوى، لكن أهميته هي انه مؤشر الى طول ساعات العمل بالنسبة إلى القباطنة وزيادة احتمالات استسلامهم للنعاس والنوم بينما مئات الأرواح رهن بيقظتهم الكاملة الدائمة. وعلى سبيل المثال، قالت «رابطة طيّاري شركات الطيران» البريطانية إنها استطلعت أعضاءها، وعددهم 500، فوجدت أن 43 في المائة منهم اقرّوا بأنهم استسلموا للنوم مرة واحدة على الأقل أثناء رحلة طيران كانوا هم يجلسون فيها خلف المقود. ويأتي هذا الاعتراف المذهل تأكيدا للمخاوف التي عبرت عنها نقابات الطيارين من كوارث جوية عديدة بعد قانون الاتحاد الأوروبي القاضي بأن يتولى قبطان الهبوط بطائرته حتى وإن كان قد حرم من النوم لفترة 22 ساعة متصلة. ودعت الرابطة البريطانية برلمان ويستمنستر للتمرد صراحة على القانون الذي يسري مفعوله على 27 دولة أوروبية. ويبدو أن الاتحاد الأوروبي، في سعيه الى توفير المال، تجاهل السلامة سواء بالنسبة للمسافرين أو اولئك على الأرض كما يقول منتقدوه. فاتخذ قراراته تلك بناء على أنها ستوفر على شركات الطيران تكاليف استئجار قبطان ثالث لكل رحلة طويلة حتى وإن كانت بدون توقف.