«من أصبحَ منكُم آمِنًا في سِربِه مُعافًى في جسَدِه عندَه قوتُ يومِه فَكأنَّما حيزت لهُ الدُّنيا».. هذا الحديث النبوي الشريف يُسلِّط الضوء على ثلاث قضايا رئيسة في حياة الإنسان، وهي الأمن والأمان النفسي عند توفر سكن مناسب له ولأهله، وتمتعه بصحة في البدن تريحه من هموم البحث عن العلاج والتسول على أعتاب الأطباء والمستشفيات، ثم أن يجد لديه ما يسد به رمقه ويسكت معدته ويقيم صلبه، فهذه قضايا كبرى إن تمكن الإنسان من الفكاك من التفكير فيها وتهيأت له أسبابها، فإنه كمن يمتلك الدنيا كلها، ولكن ما حال من يفتقد بعضاً من هذه الأمور، ألا يعاني من هم وضيق حياة، ألا يكون بين أهل بيته قلقا، ومن ثم هل سيعيشون معه في طمأنينة وراحة بال؟! من المؤكد أن من تيسّرت له أمور الحياة عامة وهذه القضايا الرئيسة خاصة؛ سيكون هانئاً مرتاحاً هو ومن معه، مما يعني أهمية توفير كل ما يُخفِّف المعاناة والضرر النفسي والاجتماعي والمالي عن أبناء المجتمع، وهذه من صميم مهام الجهات المُكلَّفة من قِبَل الدولة بذلك. ولابد هنا أن نشير إلى القرارات الملكية الحكيمة الصادرة بشأن الإسكان، وكيف ستنهي مشكلات فئة كبيرة من أبناء المجتمع، ثم دعونا نسأل: هل يمكن تصنيف المشكلات التي يعيشها المواطن في مجتمعنا، هل توفير السكن يحتل المرتبة الأولى، أم أن مشكلة توفير العلاج المناسب للمواطن المريض وتهيئة وتجهيز المصحات الكافية هي قضية تستحق أن تكون هي الأولى، أم أن توفير المواد التموينية الأساسية بأسعار في متناول يد الجميع هي القضية الأولى التي تشغل المواطن وتفكيره ليل نهار، وقد نضيف اليوم إلى تلك القضايا قضية التعليم نوعاً وكماً ومستوى، حيث متطلبات العصر واحتياجات الحياة تضع التعليم كقضية كبرى أيضا؟! وقد لا نختلف على أهمية وضرورة الاهتمام من قِبَل الجهات المختصة بتلك الحاجيات الأساسية جميعها.. حيث لا غنى عن هذه الحاجيات الأساسية لكي تستقر حياة المواطن ويعيش حياة كريمة يستطيع معها التفكير دوماً في تنمية مجتمعه. ومن القضايا التي لابد أن ننتبه لها جيداً لأنها من أخطر المشاكل التي نعايشها ونشعر معها بفداحة الخطر الذي ينتظر مجتمعنا عامة والأجيال الناشئة حاضراً ومستقبلاً إذا لم يتم محاربتها هي مشكلة «الفساد» التي أُشبعت دراسة وحوارات ومُناقشات ومحاولات للتخلص منها، لأن الفساد كالسرطان إذا لم نعالجه ونوقفه فوراً يتفشَّى في جسد المجتمع، حيث إنه ينخر العظام نخراً، فإذا تمكن -لا قدر الله- من مؤسساتنا سيسري فيها بهدوء وعمق، مما يدل على عظم مخاطره ونتائجه على البلاد والعباد ، ولابد أن نعي أن أي محاولات لحل مشكلات المجتمع التي تحدَّثنا عنها لن تؤدي إلى فتح نوافذ الأمل أمام مجتمعنا إذا تمكن الفساد من مفاصل مؤسساتنا، ولذا لابد أن تضرب هيئة مكافحة الفساد أولاً بأول بيدٍ من حديد على كل من تُسوِّل له نفسه أن يتلاعب بمُقدَّرات الوطن، ولا يظن فاسد أنه سيكون بمنأى عن العدالة وتطبيق الشرع والأنظمة عليه بكل حزم..! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain