الإبداع بشتى صوره وصنوفه ركيزة لنهضة المجتمع وخلق حياة مستنيرة تقوم على الوعي الهادف إلى الارتقاء بالشعوب، ومما لا شك فيه أن المبدعين ثروة الأمم التي لا تقدر بثمن. ونظرا لتطورات العصر والتقدم التكنولوجي والبحث عن ما هو جديد تستلزم الضرورة تأسيس جيل من المفكرين والمبدعين القادرين على الانجاز العلمي والثقافي، وعلى الجهات المعنية الاهتمام بإنشاء مؤسسات تعليمية تعتمد في خططها وأهدافها على تنشئة جيل مبدع، وهذا يتطلب وضع سياسات جديدة ومبتكرة تشمل تنمية جميع الجوانب العقلية والنفسية والاجتماعية والبدنية المتعلقة بالأسس التربوية الحديثة، في بداية تطوير التعليم والمنهج التعليمي مما يساهم بشكل كبير في تنشئة جيل قادر على الفهم والاستيعاب. وهناك مقترحات وأسس تربوية وعلمية على رأسها الاهتمام بمرحلة رياض الأطفال التي تعتبر من أهم المراحل في حياة الشخص، وهي اساس بناء جيل قادر على الفهم والحوار والنقض البناء. ولا بد من التعاون والتكاتف لتحقيق الهدف في تأسيس جيل يواكب التطور التكنولوجي والبحث العلمي. وتعتمد مرحلة رياض الأطفال على التربية والتعليم باللعب الذي يثير التفكير والبحث والفهم، ثم تأتي مرحلة جمع المعلومات ليجمع مادته العلمية التي تكون من صنع يده وفكره. مما يدرب الطفل على البحث، وبالتالي نستطيع ان نجمع مادة علمية من عمل الاطفال، ويتم ذلك من خلال عمل خطة طويلة المدى مع وجود بدائل عند توقف هدف من الاهداف المحددة في الخطة، ويجب ان توضع الخطة بشكل شامل للفئة المستفيدة من الخطة التي تشتمل على وحدات تعليمية متكاملة. مثال لذلك تكون الوحدة التعليمية بشكل هرمي، وتكون قمته الوحدة شاملة (الكائنات الحية) ثم تندرج بعدها انواع الكائنات الحية (النبات والحيوان والانسان) ولكل شيء تعطى صورة كاملة، وعند الانتهاء من كل نوع نستطيع جمع مادة علمية من عمل الطفل، وبعد الانتهاء يكون هناك تطبيق تربوي متدرج وطرح اسئلة منها: هل حققت الاهداف كلها ام هناك قصور؟ وبالتالي نستطيع ان نصنف الاطفال من حيث النواحي العلمية والقدرة على الاستيعاب. وتعتمد مرحلة الابتدائي على مناهج محددة كيفاً، وتتم طريقة التعليم بالمرحلة عن طريق الساعات المعتمدة على الانجاز في خلال فترة محددة، واختيار المواد التي يستطيع ان ينجز فيها الطالب ويخرج منها بشيء مفيد وله قيمة. وتعتبر الساعات المعتمدة من اسهل الوسائل للتعليم لأنها تخفف عبء الحفظ وتزيد من عملية الفهم. بانتهاء المرحلتين الاساسيتين نستطيع ان نكون قد غرسنا قيمة البحث العلمي والحصول على المعلومة بشكل بسيط، وزرعنا نباتاً قوياً مزدهراً بالعلم والمعرفة. ويجب على المؤسسات المعنية ان تساهم في إنشاء مدارس مجهزة بأحدث الوسائل العلمية التي تعزز البحث العلمي والتنوع في طرق التعليم، فنحن في احتياج شديد لنهضة علمية في المراحل المقبلة لخلق جيل يستطيع ان يحمي وطنه بفكره وعلمه مع الاحتفاظ بقيمه الدينية والاجتماعية وهويته. سهير حسين عمارة