عواصم - وكالات - أحيا العالم، أمس، «اليوم العالمي لحرية الصحافة» وسط استمرار الانتهاكات التي يتعرض إليها الصحافيون في مختلف المناطق، ومنها الدول العربية التي أظهرت تقارير منظمات معنية تراجع الحريات فيها، بل إن بعضها صنف في قائمة الأسوأ. ويؤكد تقرير لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، صدر بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أن عام 2012 كان أحد أعنف الأعوام في التاريخ بالنسبة إلى العاملين في مجال الإعلام، حيث سجل فيه مقتل أكبر عدد من الصحافيين، وهو تسعون صحافياً. ومع إضافة أربعة أسماء وشطب خمسة من «لائحة صيادي حرية الإعلام» التي تنشرها المنظمة، باتت اللائحة تشمل 39 اسماً لرؤساء دول وسياسيين ورجال دين وعناصر ميليشيات ومنظمات إجرامية تقوم برقابة وسجن وخطف وتعذيب، وأحياناً اغتيال صحافيين. وأضافت المنظمة خمسة أسماء هي: الرئيس الصيني تشي جينبينغ، وجبهة النصرة الجهادية في سوريا، وأعضاء وأنصار حركة الإخوان المسلمين في مصر، وجماعات البالوش المسلحة في باكستان، والمتطرفون الدينيون في المالديف. كما شطبت أربعة أسماء، هي: وزير الإعلام والاتصالات الصومالي السابق عبدالقادر حسين محمد، ورئيس بورما ثين سين الذي تشهد بلاده انفتاحاً غير مسبوق على الرغم من عدم استقرارها، ومنظمة أيتا الباسكية التي أعلنت عن وقف أعمالها المسلحة نهائياً، والقوى الأمنية التابعة لحركة حماس والسلطة الفلسطينية التي شهدت أعمالها الانتقامية «تراجعاً ملحوظاً». أسوأ دولة وصنف العراق الأسوأ في مؤشر أصدرته لجنة حماية الصحافيين بشأن الدول التي عجزت حكوماتها عن التوصل إلى الجناة في جرائم قتل الصحافيين. ويهدف المؤشر الذي ضم 12 دولة هذا العام إلى رفع مستوى الاهتمام بالعنف الذي يمارس ضد الصحافيين وفشل الحكومات في حمايتهم، بحسب لجنة حماية الصحافيين التي تتخذ من نيويورك مقراً لها. وضم المؤشر الذي يصدر سنوياً منذ عام 2008 نيجيريا للمرة الأولى، حيث وجد المحللون أن هناك 5 صحافيين على الأقل قتلوا في نيجيريا منذ عام 2009. وصنف العراق الأسوأ في ذلك المؤشر، حيث قتل 93 صحافياً في العقد الأخير دون إدانات. وبالرغم من العدد الكبير للقتلى من الصحافيين في سوريا، فإنها لم تدرج في التصنيف، لأن كل القتلى سقطوا في أحداث مرتبطة بالقتال. وأظهرت روسيا ونيبال تحسناً، حيث تم إسقاط نيبال تماماً من القائمة. ومن بين الدول الأخرى التي ضمها المؤشر: الصومال والفلبين وسريلانكا وكولومبيا وأفغانستان والمكسيك وباكستان والبرازيل والهند. هدف للنظام والمعارضة وفي سوريا، أوضح تقرير آخر لمنظمة العفو الدولية أن الصحافيين الذين يقومون بتغطية الأزمة السورية يستهدفون، سواء من طرف النظام أو من طرف المعارضة المسلحة. وقالت المنظمة إن «عدداً من الصحافيين الموجودين في سوريا لنقل انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في هذا البلد، قتلوا، وأوقفوا بطريقة اعتباطية، واحتجزوا، وكانوا ضحية الإخفاء والتعذيب منذ عامين». في تقرير بعنوان «إطلاق النار على الرسول: الصحافيون مستهدفون من كل الأطراف في سوريا»، اعتبرت العفو الدولية أن الانتهاكات المرتكبة من السلطات السورية والمجموعات المسلحة للمعارضة تجعل من سوريا بلداً شديد الخطورة على الصحافيين العاملين فيه. وقد لقي 23 صحافياً حتفهم خلال تغطية النزاع السوري، إضافة إلى 58 ناشطاً إعلامياً واجهوا المصير نفسه.