قررت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة تعليق شن عملية برية ضد غزة (مؤقتاً)، وإعطاء فرصة للجهود التي تقودها مصر للتهدئة في خطوة تهدف الى تجزئتها، وواصلت في الوقت ذاته عدوانها على القطاع موقعة شهداء جدد في اليوم السابع لعملية «عمود السحاب»، بالتزامن مع وصول الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، على رأس وفد وزاري عربي يضم ايضاً وزير خارجية تركيا، الى غزة، وكذلك الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وفيما أعلنت كتائب القسام، الذراع المسلحة لحركة «حماس»، قصف مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، ب16 قذيفة صاروخية، توعد قائدها محمد الضيف اسرائيل بدفع الثمن باهظاً لو فكرت في شن حرب برية على غزة. وتفصيلاً، قال مسؤول اسرائيلي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة «فرانس برس» أمس «تم اتخاذ قرار ان هناك في الوقت الحالي تعليقا مؤقتا للتوغل البري لإعطاء الدبلوماسية فرصة لتنجح»، وأضاف «ناقشوا وضع الدبلوماسية والعملية العسكرية». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، امس، خلال لقائه مع وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي، ان اسرائيل تتطلع للتوصل الى اتفاق تهدئة طويل الأمد يضمن عدم تهريب صواريخ الى الأراضي التي تسيطر عليها حركة حماس. وتابع «افضل حلا دبلوماسيا وآمل أن نستطيع التوصل الى حل مماثل، لدينا كل الحق بالدفاع عن أنفسنا بوسائل أخرى وسنستخدمها». وقال نتنياهو ان اسرائيل «تمد يداً للسلام وتشهر سيفاً بالأخرى». ونقل بيان صادر عن مكتبه قوله «يدنا ممدودة للسلام تجاه جيراننا الذين يريدون صنع السلام معنا، والأخرى تشهر بحزم وقوة سيف داود ضد اولئك الذين يسعون لاقتلاعنا من هذه الدولة». وذكرت وسائل إعلام اسرائيلية، أن اسرائيل تأمل بهدنة تستمر من ساعتين الى 48 ساعة للتوصل الى وقف دائم لإطلاق النار. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارة للقاهرة الاطراف كافة الى وقف إطلاق النار «على الفور»، معتبراً ان أي تصعيد يهدد المنطقة برمتها. من جهة ثانية، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن نتنياهو بعث برسالة أمس، إلى الرئيس المصري محمد مرسي قدّم من خلالها تعازيه له بوفاة شقيقته. وفي القاهرة، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مرسي قوله، أمس، خلال تشييع شقيقته في قرية العدوة بمحافظة الشرقية إن «العدوان الإسرائيلي على غزة سينتهي اليوم». ونقلت قوله «جهود عقد الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ستسفر عن نتائج إيجابية خلال الساعات القليلة المقبلة». وقال الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي مارك ريجيف: «لن نعلق على هذا». وكان مراسل الإذاعة الإسرائيلية قد أكد أن اللجنة الوزارية التساعية عقدت اجتماعا مطولا لبحث الاقتراح المصري لوقف إطلاق نار على مرحلتين، على أن تعطى ضمانات لوقف إطلاق طويل الأمد. وأشار مراسل الإذاعة الإسرائيلية إلى أن اللجنة في المرحلة الحالية أرجأت إطلاق عملية برية لاجتياح القطاع لإتاحة المجال أمام التوصل لاتفاق لوقف النار، مع اشتراط إسرائيل عدم الخوض في تفاصيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار قبل أن توقف حماس كلياً إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. في هذه الأثناء، واصلت اسرائيل تعزيز قواتها على حدود قطاع غزة، كما قال المسؤول الاسرائيلي الذي قال إن هذه القوات مستعدة للدخول حال تطلّب الامر. وقال ان الاستعدادات للتوغل البري متواصلة. وأضاف «إذا رأينا أن الدبلوماسية لم تؤت ثماراً، والوقت الذي منحناه للدبلوماسية محدود، ويجرى اتخاذ كل الاستعدادات بحيث إنه في حال تم اعطاء الأمر، فإن التوغل البري سيحدث على وجه السرعة». وفي اليوم السابع للعدوان على غزة، استشهد 21 فلسطينياً في الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، ما يرفع إجمالي الشهداء منذ بدء العدوان إلى 127، وأكثر من 900 جريح. وأعلنت لجنة الاسعاف والطورائ في وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس استشهاد عبدالرحمن حمد في غارة اسرائيلية على منطقة السودانية، وفلسطيني آخر، وجرح أربعة آخرون في غارة على دير البلح وسط غزة. واستشهد ستة فلسطينيين على الأقل وأصيب اثنان بجروح في غارة جوية اسرائيلية جديدة استهدفت سيارتين في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، بالتزامن مع وصول نبيل العربي على رأس وفد وزاري عربي الى القطاع وفقاً لوزارة صحة حكومة حماس. وقال العربي خلال لقائه مع رئيس الحكومة المقالة، اسماعيل هنية، في مقر رشاد الشوا في مدينة غزة، ان «المشكلة الحقيقية ليست في التهدئة، ويجب ان نركز جميعاً؛ الدول العربية والإسلامية والصديقة في كل العالم، على انهاء الاحتلال، هذه هي المشكلة الرئيسة». من جانبه، قال هنية «لسنا ضد وقف الحرب وحماية أبناء شعبنا، وكل الجهود التي تبذل مباركة، لكننا نريد تهدئة تضمن وقف العدوان وعدم تكراره». وأوضح أن حكومته تعمل على مسارين لوقف العدوان، أولهما عبر دعم المقاومة بكل اشكالها، والثاني الجهد الدبلوماسي. وفي وقت سابق، اعلن المتحدث باسم الإسعاف والطوارئ في غزة، أدهم أبوسلمية، ان أربعة مواطنين استشهدوا في اربع غارات نفذها طيران الاحتلال الاسرائيلي على مناطق في القطاع، هم يحيى معروف ومحمود رزق الزهار ويحيى محمد عوض وبلال البراوي. ووزع الجيش الاسرائيلي، أمس، منشورات بالعربية تأمر سكان بعض احياء مدينة غزة بإخلاء منازلهم فوراً. وجاء في المنشورات التي كتبت بالعربية «من اجل سلامتكم، أنتم مطالبون بإخلاء منازلكم فورا والتحرك باتجاه مركز مدينة غزة»، عبر طرق معينة. وفي غزة، قال شهود عيان إن عناصر مسلحة قامت بإعدام ستة فلسطينيين، امس، بتهمة التعامل مع اسرائيل، مشيرين إلى أن لافتة علقت على جثثهم مكتوباً عليها ان «كتائب القسام تعلن اعدام الخونة المجرمين» لمشاركتهم في تقديم معلومات حول قدرات المقاومة وإعطاء العدو معلومات عن تحركات المجاهدين. وتعرضت مدينة بئر السبع لقصف عنيف ب16 صاروخ غراد، أسقطت منظومة القبة الحديدية تسعة منها، فيما سقط ثلاثة صواريخ داخل المدينة وأصاب أحدها حافلة ركاب كانت خالية من الركاب، إلا أن السائق أصيب بجروح خفيفة. وأعلنت كتائب القسام، الذراع المسلحة لحركة حماس، أنها قصفت صباح امس، مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل ب16 قذيفة صاروخية. وتوعد القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، إسرائيل بدفع الثمن باهظاً لو فكرت في شن حرب برية على غزة، وقال الضيف في كلمة مسجلة بثها تلفزيون الأقصى التابع ل«حماس»، إن «العدو سيدفع الثمن باهظا لو فكر الدخول الى غزة»، داعياً الى «حشد جميع طاقات الشعب والأمة من أجل اجتثاث الكيان الغاشم». وأكد ان الحرب البرية هي الامل الاكبر في إطلاق سراح الاسرى، في اشارة الى احتمال أسر جنود اسرائيليين كما حصل مع الجندي جلعاد شاليط الذي اطلق سراحه مقابل إطلاق اسرى فلسطينيين في 2011. وكان الضيف اصيب في غارة اسرائيلية ليتولى مساعده، أحمد الجعبري، الذي اغتالته اسرائيل في بداية العملية العسكرية قيادة عمليات كتائب القسام.