صعّد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة، تزامنا مع تواتر أنباء عن نجاح الجهود السياسية الحثيثة التي قامت بها القاهرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث أعلن مصدر مصري رفيع أمس ان هناك اتفاقا بين إسرائيل وحركة حماس على غالبية نقاط الهدنة التي بحثت أمس من أجل التوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق نار دائم بينهما. ورجحت مصادر مطلعة أن تكون النقطة الخلافية التي أخرت اعلانها هي اشتراط حماس ضمانات دولية واضحة ومؤكدة بعدم استهداف قياداتها مجددا وعدم شن غارات إسرائيلية على قطاع غزة تحت أي ذريعة. وقال الرئيس المصري محمد مرسي «مهزلة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ستنتهي» و«جهود عقد الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ستسفر عن نتائج ايجابية خلال الساعات القليلة القادمة». واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في مؤتمر صحفي مع نتنياهو، اليوم ، أن «تصعيدا إضافيا» في النزاع بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة سيشكل «كارثة على المنطقة». وكان الأمين العام للأمم المتحدة وصل، مساء الثلاثاء، إلى إسرائيل في مسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. من جانبه، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس إسرائيل بالقيام ب «تطهير اثني» بحق الفلسطينيين في عمليتها العسكرية ضد قطاع غزة. وقال اردوغان امام نواب حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي اليه ان «إسرائيل تتجاهل في هذه المنطقة السلام وتنتهك القانون الدولي وتقوم بتطهير اتني ضد شعب. هذه الدولة تحتل شيئا فشيئا الأراضي الفلسطينية». واعتبر رئيس الحكومة التركية ان المجموعات الفلسطينية في غزة التي تطلق الصواريخ على غزة تستخدم حقها «في الدفاع المشروع» من الهجمات «العشوائية وغير المشروعة» التي تشنها الدولة العبرية متهما إسرائيل من جانب اخر «بقتل» مدنيين أبرياء. واضاف اردوغان وسط تصفيق مطول من نواب حزبه «لا يمكن لأحد ان يقول ان إسرائيل تستخدم حقها في الدفاع عن النفس، اسرائيل تقوم حاليا ببث الرعب في الشرق الأوسط». وندد اردوغان مرة أخرى بعدم تحرك الغربيين ومجلس الأمن الدولي في هذا الملف. وقال «لم أعد أؤمن بعدالة الأممالمتحدة مادامت القضية الفلسطينية لم تحل، ومادامت المعاناة والدماء تبقى جزءا لا يتجزأ من الشرق الأوسط». بدوره، أوفد الرئيس الأميركي باراك أوباما وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى الشرق الأوسط أمس لإجراء محادثات عاجلة مع زعماء إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر في أقوى تحرك من جانبه حتى الآن لإنهاء الأزمة في غزة. وقال بن رودز نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض للصحافيين في العاصمة الكمبودية فنومبينه «نريد ان نبعث برسالة واضحة انه ليس من مصلحة أحد ان نشهد تصعيدا في الصراع العسكري». واستقبلت غزة اليوم وفداً من وزراء الخارجية العربمعلناً تضامنه مع الفلسطينيين، وضم الى جانب أمين عام الجامعة العربية د.نبيل العربي، كلا من وزير الدولة لشؤون الخارجية القطري خالد بن محمد العطية ووزير الشؤون الخارجية السعودي نزار مدني ووزراء خارجية كل من تركيا أحمد داود أوغلو ولبنان عدنان منصور والعراق هوشيار زيباري ومصر محمد كامل عمرو والسودان احمد كرتي وفلسطين رياض المالكي وتونس رفيق عبدالسلام والأردن ناصر جودة، بالاضافة الى محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين وأحمد بن حلي الأمين العام المساعد للجامعة العربية. ووصل الوفد الى قطاع غزة ظهر امس عبر معبر رفح البري المصري. الوضع الميداني وواصل الطيران الحربي الاسرائيلي شن غارات على غزة، ليرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الى 149، في اليوم السابع من العملية العسكرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة. وتحدث وسائل اعلام فلسطينة عن أكثر من الف غارة شنتها قوات الاحتلال منذ بدء الهجوم على غزة الاربعاء الماضي. وقال مسؤولون بالجيش والشرطة الإسرائيلية، اليوم، إن 140 صاروخا أطلقت منذ منتصف ليل الاثنين، من قطاع غزة، أدت الى مقتل جندي، وإصابة 6 جنود، و12 مدنيا بجروح، اثنان منهم إصابتهما بالغة، اضافة الى سقوط صارخ ثاني جنوبالقدسالمحتلة بالضفة الغربية. ونقلت شبكة فلسطين عن القناة العاشرة الإسرائيلية أن صاروخاً واحداً سقط في مدينة "ريشون ريتسيون" بتل أبيب مما أدى إلى وقوع إصابة 10 إسرائيليين وتدمير المبنى بشكل كامل المكون من سبع طوابق مساء الثلاثاء، كما أن اشتعلت النيران في 15 سيارة إسرائيلية كانت تقف بالقرب من المبنى المستهدف نتيجة القصف. ووفقاً لما نشرته الإذاعة العامة فإن صاروخاً فلسطينياً قد سقط بعد عصر اليوم الثلاثاء بالقرب من مبنى جماهيري في مدينة اسدود، كما أن 3 إسرائيليين أصيبوا بجراح وصفت إحداها بالخطيرة نتيجة سقوط صاروخين على منزل وسيارة بصورة مباشرة في مدينة عسقلان. ميدانيا، اعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي قصفهما لمواقع وبلدات ومدن جنوبي اسرائيل صباح امس بعشرات الصواريخ. وقالت كتائب القسام انها قصفت مدينة بئر السبع جنوبي اسرائيل بصاروخ من طراز «فجر 5» و31 صاروخا من طراز غراد وبلدة اوفيكيم بثمانية صواريخ من ذات الطراز ومدينة المجدل بخمسة صواريخ. واضافت انها قصفت مدينة كريا جات بخمسة صواريخ من طراز غراد وبلدة ريعيم بخمسة صواريخ من طراز غراد وخمسة قذائف هاون وبلدة يفول بثلاثة صواريخ من طراز قسام وبلدة حوليت بصاروخ من الطراز نفسه. كما ذكرت انها قصفت حشود عسكرية حول موقع زيكيم العسكري بستة صواريخ من طراز 107 وعشرة صواريخ اخرى شرق وسط قطاع غزة بالاضافة الى موقع كيسوفيم بثلاثة قذائف هاون من العيار الثقيل. من جهتها، اعلنت سرايا القدس قصف مدن اسدود وبئر السبع وعسقلان بثمانية صواريخ من طراز غراد وبلدة اشكول بأربعة صواريخ من طراز 107. وقررت إسرائيل تعليق العملية البرية في قطاع غزة لإعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية، حسب ما نسبته وكالة "فرانس برس" لمسؤول إسرائيلي. في حين توعد القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف اسرائيل بدفع «الثمن باهظا» لو فكرت في شن حرب برية على غزة. وقال الضيف في كلمة مسجلة بثها تلفزيون الاقصى التابع لحماس «العدو سيدفع الثمن باهظا لو فكر الدخول الى غزة»، داعيا الى «حشد جميع طاقات الشعب والامة من اجل اجتثاث الكيان الغاشم». واكد ان «الحرب البرية هي الامل الاكبر في اطلاق سراح الاسرى»، في اشارة الى احتمال اسر جنود اسرائيليين كما حصل مع الجندي جلعاد شاليط الذي اطلق سراحه مقابل اطلاق اسرى فلسطينيين في 2011. واضاف في اشارة الى اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على اسرائيل «هذا ما صنعه المجاهدون هذا الرد القسامي. الذي كسرنا به كل قواعد الاشتباك التي حاول العدو ان يفرضها طوال المرحلة السابقة فكان لابد من ان يأتي الرد بحجم تلك الجريمة».