شن الطيران الحربي الصهيوني أكثر من سبعين غارة على غزة استهدفت أحدثها الشريط الحدودي بين مصر والقطاع في رابع أيام الحملة العسكرية عليه وسط توسيع لمدى صواريخ المقاومة وارتفاع لعدد الشهداء إلى أكثر من386 شهيداً وأكثر من 1800جريح منذ بدء العدوان. وفي آخر تلك الغارات قصفت طائرات الاحتلال الصهيوني مجلس الوزراء جنوب مدينة غزة،كما قصفت المدفعية الصهيونية مساء امس منطقة جبل الريس شمال قطاع غزة بعدد من قذائف المدفعية الثقيلة مما اسفر عن استشهاد مواطنين على الأقل واصابة ثالث. وقبل هذا القصف شنت الطائرات الحربية الصهيونية غارات عنيفة على منطقة 'الأنفاق' على الحدود المصرية الفلسطينية في رفح جنوب قطاع غزة،حيث أطلقت ما يزيد عن 10 قنابل ارتجاجية أحدثت دماراً كبيراً في المكان. وكانت الطائرات الحربية الصهيونية قد شنت صباح أمس غارات وحشية على قطاع غزة ففي وسط القطاع أغارت الطائرات الصهيونية على منزل يعود لعائلة ابو كميل في منطقة المغراقة وسط قطاع غزة مما ادى الى استشهاد مواطن على الأقل. أما في شمال القطاع فقد نفذت طائرات الاحتلال غارة جوية على استهدفت طفلتين استشهدتا على الفور وبذلك يرتفع عدد شهداء المجزرة الصهيونية إلى 386 شهيداً بينهم عدد كبير من الاطفال والنساء،في حين فاقت أعداد الجرحى أكثر من 1800 مصاب المئات منهم في حالة الخطر. وفي جنوب القطاع تحديداً بمدينة خان يونس،شنت الطائرات الحربية الصهيونية غارة على مركز للشرطة في منطقة القرارة مما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخر.كما استهدف القصف موقعاً لجهاز الأمن والحماية في خان يونس أيضاً، حيث أطلقت الطائرات صاروخين على الأقل على ذلك الموقع،والذي كان تعرض للقصف في اليوم الأول للحرب على غزة. كما تعرض موقع أمني للقصف في منطقة البريج وسط القطاع،وآخر شمال القطاع،وسمع دوي الانفجارات في تلك الاماكن،دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في الأرواح. وكانت الطائرات الحربية الصهيونية قد شنت فجر الثلاثاء سلسلة غارات كانت أعنفها تلك التي استهدفت مجمع الوزارات في مدينة غزة. وذكرت مصادر إعلامية إن قصف الساعات الماضية دمر بالكامل خمسة مبان في مجمع الوزارات في غزة ومبنى تابعاً للجامعة الإسلامية والمقر الرئيس لنادي الشمس الرياضي. كما استهدف القصف مكتباً إعلامياً تابعاً للجان المقاومة الشعبية وأراضي خالية تستخدم في إطلاق الصواريخ وسيارة تقل مقاومين دون وقوع إصابات.وقبل ذلك استهدف القصف منطقة قرب المجلس التشريعي في غزة وحي النصر شمال غزة. واستهدفت غارة أخرى منزل أحد القادة الشهداء في كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية ما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين. وقالت المصادر إن مقاتلات صهيونية من طراز أف 16 حلقت قبل ذلك في سماء غزة،فيما أطلقت الزوارق الحربية نيران أسلحتها على عدة أهداف على طول ساحل القطاع. في المقابل وفي تطور نوعي سعت فصائل المقاومة نطاق ردها بصواريخ غراد حيث سقط اثنان منها على مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل لأول مرة وأصاب أحدهما مبنى دون أن يوقع إصابات أو أضرار. وأشارت الأنباء الواردة من قطاع غزة في وقت سابق إلى سقوط صواريخ على نحال عوز وكريات ملاخي وليهافيم القريبة من بلدة راهط العربية شمال بئر السبع كما سقط صاروخا من طراز غراد على أسدود وعسقلان. وقال إن صفارات الإنذار دوت في بلدة سديروت بعد سقوط أحد الصواريخ في منطقة خالية بعد ساعات من سقوط آخر على أحد المنازل أدى إلى إصابة أربعة أشخاص حسب معلومات بثتها إذاعة العدو الصهيوني. جاء ذلك بالتزامن مع تلويح أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في كلمة متلفزة بثتها فضائية الأقصى بتوسيع دائرة ضرباتها الصاروخية. وقال إن كتائب القسام عندما قالت سنوسع (بقعة الزيت اللاهب)فإنها تدرك ما تقول وأفعالها تسبق أقوالها. وكانت الكتائب قد أصدرت في وقت سابق بيانا تؤكد فيه المسؤولية عن إطلاق ثلاثة صواريخ على سديروت مشيرة إلى أن ذلك يأتي في إطار الرد على العدوان الإسرائيلي. وذكرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها قصفت مدينة عسقلان بثلاثة صواريخ من طراز قدس مشيرة إلى أن ذلك أتى في سياق الرد على الجرائم الإسرائيلية. وبينما تشير التوقعات إلى احتمال بدء الاجتياح البري ضد القطاع في غضون الساعات القادمة بعد إعلان إسرائيل إنهاء استعداداتها، قالت قناة الجزيرة إن هذا الأمر قد يقرره المجلس الإسرائيلي المصغر في اجتماعه غدا الأربعاء. إلى ذلك قال الرئيس المصري حسني مبارك إن بلاده لن تفتح معبر رفح الحدودي إلا إذا عادت قوات رئيس السلطة محمود عباس إليه والمراقبون الأوروبيون. وأضاف مبارك 'نحن في مصر لن نساهم في تكريس الانقسام (بين حماس والسلطة الفلسطينية) بفتح معبر رفح في غياب السلطة الفلسطينية ومراقبي الاتحاد الأوروبي وبالمخالفة لاتفاق عام 2005.مع العلم انها انتهت. وردا على الانتقادات الموجهة إلى القاهرة،قال مبارك إن 'مصر ستترفع عن الصغائر ولن تسمح لأحد بمحاولة تحقيق مصالحه وبسط نفوذه على حسابها بالمزايدة عليها والمتاجرة بدماء الفلسطينيين'. ويأتي خطاب مبارك بعد تزايد وتيرة الغضب الشعبي في مصر على وقع الاتهامات المتكررة لحكومة القاهرة بالتآمر على ضرب غزة. في غضون ذلك أعادت السلطات المصرية إغلاق معبر رفح بعد فتح جزئي دخل بموجبه عدد ضئيل من المرضى إلى الجانب المصري لتلقي العلاج. وأفادت الأنباء الواردة من غزة أن السلطات المصرية أبلغت الجانب الفلسطيني بأن معبر رفح مغلق بعد أن سمحت أمس الثلاثاء بدخول 15 جريحاً و3 شاحنات محملة بالمواد الغذائية. وأوضحت أن الجانب المصري برر ذلك بحجة التهديدات الصهيونية بقصف الشريط الحدودي،موضحة بأن عشرات المرضى ينتظرون السفر وما دخل من مساعدات لا يفي بالحاجة.