وصف خطيب شارع مدرم بعدن ثورة 14 أكتوبر بأنها "أعظم ثورة بعد الثورة الجزائرية, من حيث الأهداف والمضامين", معتبراً أنه "يحق لنا أن نفتخر بهم (أولئك الثوار), مردداً أبيات الشعر (أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا ياجرير المجامع)". وقال الخطيب "بن شعيب" في خطبة الجمعة التي حملت اسم "جمعة استلهام مضامين ثورة 14 أكتوبر" وأقيمت في الشارع الرئيس بالمعلا (شارع مدرم) أن "(الثوار الأوائل) نذروا أنفسهم لله, والجود بالنفس أعلى غاية الجود". وأضاف "إننا يجب أن نعلم أن أولئك في فترة زمنية قياسية استطاعوا مع قلة الإمكانيات أنت ينتقلوا من جبل إلى جبل ومن شِعب (وادي) إلى آخر, من قمم جبال ردفان الشماء ومرابطين في سبيل الله". وقال "بن شعيب" مخاطباً الحاضرين "أيها الثوار الجنوبيين ونحن نحتفل بعد يومين بذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة (علينا) أن نستلهم المضامين التي ناضل من أجلها الثوار وكافحوا ونحن اليوم في ثورة تستكمل ثورة 14 أكتوبر". وأضاف "إننا أمام محتل يختلف عن المحتل السابق (البريطاني), كان يعترف أن الأرض ليست أرضه, هذا الاستعمار يرى الأرض أرضه". وندد "بن شعيب" بخطاب الشيخ صادق الأحمر عن محاربة الجنوبيين دون أن يسمه, مكتفياً بوصفه بالقبيلي, وقال "لا يغركم كثرتهم فإن الفئة القليلة تستطيع أن تهزم الفئة الكبيرة", وقرأ قوله تعالى { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ } . وقال بن شعيب "من حقنا أن ندافع عن أرضنا, عن ثروتنا, لا يمكن أن نقبل الهزيمة فينا مرة أخرى, هزمنا في 1994 بسببنا نحن, اليوم (نحن) مستفيدون من الماضي", مضيفاً "نحن أبناء الأشاوس الثوارمن أكتوبر, أبناء حضرموت وقتبان وحمير وأوسان وذو ريدان وغيرها من الحضارات". واعتبر أن "الاستعمار البريطاني جعل عدن قبلة والأولى أن نرفض هذا الاحتلال". وتساءل بن شعيب "من الذي قرر أن هذه الوحدة من الثوابت, بالله عليكم خبروني هل الذل من الثوابت, هل الغدر من الثوابت, هل العنصرية من الثوابت, هل نهب الثروة من الثوابت, هل ممارسة القتل من الثوابت, هل استخدام الآلة العسكرية من الثوابت, والله إني لا أعلم كيف يقلبون الحقائق". وعقب الخطبة والصلاة أقيمت مسيرة حاشدة في الشارعين الرئيسي والخلفي, ورفع المتظاهرون صوراً لعدد من الشهداء والمعتقلين, ورددوا هتافات تتمسك باستقلال الجنوب عن الشمال. ورفع بعض المتظاهرين لافتات كتبت عليها عبارات تمجد ثورة 14 أكتوبر, ورفع آخرون عملات ورقية وشعارات مرتبطة بدولة الجنوب السابقة التي كانت مستقلة حتى العام 1990 حين توحدت مع الجمهورية العربية اليمنية في الشمال واستمرت الوحدة أربع سنوات أعقبتها حرب استمرت نحو شهرين وانتهت بانتصار القوات الشمالية على الجنوبية ودخول عدن. وهذه الجمعة هي الجمعة رقم «36» منذ انتظام الدعوة إلى هذه الفعاليات وانطلاقها في العاشر من فبراير من العام الجاري إحياءً للذكرى الأسبوعية الأولى التي شهدت مصادمات بين أنصار الحراك الجنوبي المطالب باستقلال الجنوب عن الشمال وأعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يمثل جماعة الإخوان المسلمين في حادثة خلفت عدداً من الجرحى من الجانبين في الثالث من فبراير (شباط) وانحصرت في الجهة الغربية من المعلا ثم امتدت لاحقاً إلى حي "القلوعة" جنوباً.