شبام نيوز . البيان يواجه أطفال اليمن مشقة في حياتهم اليومية من ممارسة أعمال خطرة، تعرضهم وأسرهم لمخاطر صحية نتيجة التحاقهم بسوق العمل سعياً لمساعدة الأهل في أعباء المعيشة . وفي ظل ثقافة يجهل معها تأثير تلك الأعمال على صحة الطفل ومستقبله، أو تتجاهل المخاطر المؤكدة التي يتعرض لها. نائب مدير عام الصحة والسلامة المهنية ومدير إدارة السلامة المهنية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية جمال عبدالعزيز الشرماني، أوضح حجم ودرجة تلك الآثار الخطرة على الأطفال ، فقال:إن الأطفال الذين يعملون لدى الغير أو لدى عائلاتهم يتعرضون على حد سواء إلى مخاطر صحية ونفسية عديدة خاصة عندما يتعاملون مع الآلات والمواد الخطرة في الورش والمصانع علاوة على تعرض بعضهم ممن يعملون لدى الغير لاعتداءات جنسية. وفيما يتعلق بالعاملين لدى أسرهم فإن اكثر الأخطار التي يتعرضون لها عادة تكون من دون وعي لأنها تجري في الوسط القروي والبادية، حيث تنتشر الأمية ويندر الوعي الصحي، ولذلك يعم الجهل أو تجاهل الأضرار التي قد تصيب الطفل العامل ومنها على سبيل المثال : الناتجة عن رش السموم والمبيدات الحشرية في المزارع، فمن خلال النزول الميداني للإدارة الصحية والسلامة المهنية بالتعاون مع المشروع الهولندي تبين في كثير من القرى خاصة جهة محافظة صنعاء - ذمار - إب وجود شحوب واصفرار في العينين وسوء تغذية على الأطفال الذين يمارسون رش المبيدات الحشرية فضلاً عن انتشار السرطان. والسبب أن الطفل يقوم برش مواد كيميائية سمية دون استخدام وسائل حمائية ووقائية فيتعرض لمخاطر مضاعفة منها احتكاك جسمه مباشرة أثناء تحضيره الكمية المخصصة للرش ، أو باحتكاك جسده بما يتسرب عليه أو بما يستنشقه أثناء عملية الرش، فتكون بمثابة حقن سموم لأنها مواد كيميائية سمية تتخلل مسامات الجلد. ويقول لقد قمنا بحملات توعية بتلك المخاطر والأضرار في عدد من القرى والمدارس استهدفت تعريف الطلاب والآباء بالأضرار والمخاطر على صحة أطفالهم، وعدم تكليفهم بالقيام بمثل هذه الأعمال لأن أجسادهم أكثر عرضة للأذى من الكبار، إلا أن التجاوب للأسف لم يكن في مستوى إدراك واستيعاب الخطر، والجهود التي تبذل اصطدمت بثقافة اجتماعية متجذرة في وعي الفرد الذي يرى أن ما قد يصيب ابنه أو ابنته هو قضاء وقدر، أو أنه مع الزوجة سوف ينجب غيره أو غيرها. ولذلك أمام مثل هذا الوعي لم يكن أمامنا من بد سوى التركيز أيضاً على اتخاذ التدابير الوقائية لتجنب الأخطار أو تخفيف حدتها مثل استعمال الملابس والكفوف والنظارات الوقائية وعدم الرش مع وجود الأطفال الصغار ، واقترحنا أن يكون للمدرسة والمعلم دور في التوعية. وعن النزول الميداني إلى الورش والمعامل في المراكز الحضرية والمدن يقوم مفتشو العمل من حين إلى آخر بحملات دورية لإلزام أرباب العمل بعدم تشغيل الأطفال في الأعمال الشاقة والخطرة لكن التزاماتهم تلك سرعان ما يتخلون عنها بمجرد ذهاب المفتش. ويخلص الشرماني إلى التأكيد على أن سلطان الواقع الاجتماعي والاقتصادي يكون أقوى لدى أغلب حالات عمل الأطفال " كأن يكونوا من الأقارب أو أن يكون الطفل يتيماً وليس لأسرته من معيل سواه، أو من أسرة فقيرة لا تقدر على إعالته، ومع الأسف فمنهم من يتعرضون للاعتداء الجنسي والإنهاك الجسدي. وعمالة الأطفال مكتوب عليها العذاب لأنها في مواجهة خطر دائم على صحتهم، سواء كانوا يعملون عند الغير أو عند الأهل، وفي بلد تراكمت وتعمقت مشاكله إلى الحد الذي انسحب على الطفولة برمتها.