طلب المرشد الديني الاعلى في إيران من البرلمان التوقف عن طلب الرئيس محمود أحمدي نجاد لاستجوابات برلمانية اخرى. وحذر اية الله خامنئي النواب من أن المضي في عملية الاستجواب الى نهايتها أمر يتمناه اعداء ايران. وقد سحب عدد من النواب توقيعاتهم فورا من وثيقة كانوا يطالبون فيها باستجواب الرئيس في البرلمان بسبب الوضع الاقتصادي المتردي والفشل الحكومي في قضايا اخرى. وتنتهي الفترة الرئاسية الثانية للرئيس احمدي نجاد في آب /اغسطس من عام 2013. ووصفت تقارير هذا الامر بانه تدخل معلن غير مسبوق من آية الله خامنئي في عمل المجلس (البرلمان الايراني). وظهر المرشد الايراني الاعلى في شريط مصور للقاء مع اعضاء في الباسيج (ميلشيا شبه عسكرية) قائلا لاعضاء البرلمان ان "المضي في العملية (الاستجواب) إلى نهايتها أمر يتمناه اعداؤنا". واضاف " اطلب من النواب المحترمين ان لا يمضوا قدما في ذلك". واوضح أن "البلاد بحاجة الى التهدئة في هذه اللحظة. وكل المسؤولين في الفروع التشريعية والقضائية والتنفيذية يحتاجون الى الهدوء لمواصلة واجباتهم. وكذلك الناس". وتأتي كلمات آية الله خامنئي هذه بعد تحذير اصدره مؤخرا من مخاطر نقل الخلافات بين المسؤولين الإيرانيين إلى العلن. وتشير التقارير الى أنه قد خاض وربح معركته السياسية الشخصية مع الرئيس احمدي نجاد. اذ تم ابعاد الحلفاء السياسيين المقربين من الرئيس واحدا تلو الآخر من فصائل قريبة من المرشد الاعلى. لذا كان طلب اية الله خامنئي الى المجلس اكثر من مجرد تأكيد قوي وعام جدا لسلطاته المطلقة في ايران، إذ التزم النواب بعده بسرعة بتوجيهاته وانهوا بذلك إتخاذ اجراءات اتهامية ضد الرئيس الايراني. بيد أنه قد يكشف ايضا عن تفضيل المرشد الأعلى لإكمال أحمدي نجاد الاشهر المتبقية من رئاسته. ولأن نجاد لا يستطيع الترشح لدورة رئاسية ثالثة، قد يبدو اكثر فائدة في أن يكون كبش فداء للغضب والاحباط الشعبي المتنامي ضد الاقتصاد المتردي اثر العقوبات الدولية ضد البرنامج النووي الايراني وسوء الاداء الحكومي. كما أن البديل، هو انه قد يتحول إلى شهيد سياسي اذا تم استجوابه ومساءلته، وقد يحاول الانتقام بتقديم بعض الكشوف غير المريحة عن عمل الدوائر الداخلية للنخبة الدينية الحاكمة في ايران.