الأحد 02 يونيو 2013 01:59 مساءً رشاد قاسم أحمد هاهي عدن الجميلة الساحرة لم يشفع لها جمالها وحضريتها ومدنيتها ولم تشفع لها مكانتها العلمية والتي كانت تعتبر أقدم مركز إشعاعي تنويري على مستوى الجزيرة العربية ، ولم تشفع لها سلميتها وسلمية أهلها ولا حتى مكانتها الجغرافية الإستراتيجية ، لدى القادمين من الشمال كل هذه الميزات التي تميزت بها عدن وتفردت بها عن غيرها من المحافظات الأخرى كالعاصمة لدولة الجنوب ، لم تشفع لها لدى القادمين من الشمال على جنازير الدبابات و الأطقم العسكرية ، ولم يراعوا الخصوصية التي تتميز بها عدن ، بل أتوا حاملين معاول الهدم و التدمير والفوضى ، شارعين في العبث في كل شبر من أراضيها يتقاسمونها كغنيمة حرب وفيد بين جنرالاتهم وشيوخ عشائرهم وقبائلهم ولم يكتفوا بذلك بل طالت أيديهم العابثة لتصل إلى حدائقها ومتنافساتها ومقابرها التي هي الأخرى شملتها سياسة النهب و الفيد و الذي لازال ينهش في حسدها حتى اللحظة . فمنذ أن وطأت أقدامهم وحتى اللحظة لم يعد هناك من شي جميل في عدن إلا وطالته أياديهم العبثية المنفلته ومارسوا فيه كل صنوف العبث و الفوضى والتدمير ، ولم يوقف بهم الحد عند بذلك بل صدروا عصاباتهم ومليشياتهم يصولون ويجولون بأسلحتهم في شواطئها و شوارعها وحواريها وأزقتها في مشهد دخيل على عدن وأهاليها في وقت قال فيه احد الساسة الجنوبيين إنني كنت اشعر بالخجل وأنا ادخل عدن حامل مسدسي ، فما بالكم و اليوم و الأطقم العسكرية و المدرعات تقف رابضة عدن كل مدخل وجولة ناهيك عن العسس و البلاطجة و المأجورين الذين يرتدون اللباس المدني يتبخترون ويتنططون في شوارعها وهم حاملين الأسلحة على أكتافهم في منظر مقيت ومشمئز قلما نشاهده إلا في أفغانستان و الصومال ، حيث أصبحت أصوات الرصاص وأزيزها يسمع على مدار الساعة نهارا و مساء وكأنه قد قدر على هذه المدينة وأهليها أن يكونوا مجبرين على التعايش مع هذا الوضع السقيم ومع هذا السلوك الهمجي المتطرف الدخيل عليهم و على ثقافتهم والتي لم يعرفوها حتى في عهد الاستعمار البريطاني والذي تعد المقارنة بينهم وبين القادمين من الشمال التي قذفت بهم رياح حرب الغدر والخيانة تعد نوعا من الإجحاف في حق الاستعمار البريطاني الذي يعتبر أكثر إنسانية وتحضر من هذا القادم الشمالي البليد إن صنوف الإرهاب و الويل الذي يمارسونه على عدن وأهلها يندرج ضمن مخططات وسيناريوهات أعده إرهابيوا الشمال منذ أن تم الاستفراد بالجنوب عامة وعدن خاصة مضمونها الرئيسي طمس الهوية وتشويه التاريخ ونهب الأرض ونشر الفوضى وممارسة العقاب النفسي و الجسدي على كل ماله صلة بالجنوب ، حيث اعتبروا هذه السياسة من الثوابت لهم يتوجب على كل من ولوه أمر عدن السير بالذات النهج وبذات المخطط التدميري الذي أرادوه وما يفتى أن يذهب مسئول عدن إلا ويأتي أخر ليكمل من حيث أنتها سلفه ، غير أن المحافظ الحالي يعد الاسواء من بين أقرانه لكونه يحمل ثقافة اشد تطرف من الذين سبقوه ويحمل من الكره و الحقد على الجنوب وعدن مالا تقوا على حملة الجبال حيث انه لم يتلوث يده بالفساد والعبث فقط بل وتلطخت بالدم يذيق عدن وأهلها العذاب ألوان ففي عهده وصل القتل الى غرف النوم يطال النساء و الأطفال وصارت تكتشف جثث هنا وهناك ناهيك عن السياسة العقاب الجماعي الممنهج و المتمثل بالانقطاع الكهربائية و المياه في عز الصيف وغيرها من الأساليب العدوانية . وعلى الرغم من بشاعة ما مورس ويمارس على عدن وأهلها من عقاب جماعي يتمثل في انقطاع الكهرباء المستمر و ، المياه، واستفحال الفساد في الصحة و التعليم ، ناهيك عن سياسة الفوضى الممنهجة ، الأمر الذي جعل هذه المدينة المسالمة وأهلها في صراع مع ثالوث الموت القادم من الشمال والذي يريد لها الفناء ويريد أهلها البقاء بدونهم ليعيشوا حياتهم بشكل طبيعي وبسلام كالسابق .