صدى عدن/ خاص: قالت مصادر محلية بمدينة عدن الصغرى – البريقة – ل"صدى عدن" أن مواطنان طاعنان في السن قد أصيبا بشلل نصفي نتيجة إصابتهما بجلطات دماغية نتيجة ارتفاع الضغط عندهما بسبب الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي الذي شهدته العاصمة عدن بكافة مديرياتها يوم أمس الاثنين. وأضافت المصادر أن كلا من (عبدالله رجب و أحمد زغينه) قد أصيبا بشلل نصفي نتيجة انقطاع التيار الكهربائي الذي أستمر لأكثر من 19 ساعة في عموم مديريات عدن، وبحسب المصادر فإن المريضين قد أصيبا بالشلل بسبب عدم مقاومتهما للحر غير الطبيعي وبرغم محاولة إسعافهما إلى مستشفى المصافي بالبريقة. كما ذكرت مصادر طبية بقسم الطوارئ بمستشفى الجمهورية التعليمي بمديرية خور مكسر ل"صدى عدن" عن وصول 3 حالات إغماء من عصر يوم أمس وحتى ساعات متأخرة من المساء بسبب إصابتها بحالات ربو وضيق بالتنفس جراء إنقطاع الكهرباء بشكل متواصل. وتسببت انقطاعات طويلة و متكررة للتيار الكهربائي عن العاصمة عدن طوال ساعات النهار وبشكل متقطع خلال ساعات الليل من يوم الاثنين بقيام محتجين غاضبين بقطع طرقات رئيسية و فرعية فيهما ، إضافة إلى خروج مظاهرات احتجاجية غاضبة تندد بسياسة قهر أبناء عدن. و توقفت حركة المركبات بصورة كاملة في عدة شوارع رئيسية في معظم مديريات المحافظة مساء أمس، و ذلك بعد أن قام الشباب المحتجون بقطعها بالحجارة و جذوع الأشجار فيما أشعل محتجون آخرون النيران في إطارات السيارات و وضعت في منتصف عدد من الطرق، فيما ردد محتجون غاضبون في كريتر شعارات مناهضة لمحافظ عدن منها :"يا وحيد يا طرطور، بيتك لاصي بالماطور". و بحسب المصادر الحكومية فإن سبب الانقطاع الكهربائي هذه المرة ناتج عن خلل فني أدى إلى خروج المنظومة الوطنية للكهرباء عن الخدمة؛ نافية في الوقت ذاته أن تكون أبراج وخطوط الكهرباء قد تعرضت لأي اعتداء. و أدى هذا الانقطاع الطويل و المستمر لساعات طويلة إلى نشوب وضع كارثي في مديريات العاصمة الحارة جداً في فصل الصيف حيث تصل درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية فيما تصل فيه درجة الرطوبة الى حوالي 80 بالمئة؛ في الوقت الذي ظل فيه الوضع الإنساني لأبناء هذه المناطق يزداد سوءًا كل يوم على نحو مستفز حيث تتزايد معاناة المواطنين و خصوصاً كبار السن والمرضى و الأطفال. و تزايدت خلال الفترة الماضية الانقطاعات الكهربائية في عدن و بشكل لم يسبق له مثيل خلال السنوات الماضية في حين قال سكان محليون أن معداتهم المنزلية أتلفت جرّاء الانقطاعات المتكررة. و على خلفية تلك الانقطاعات المستمرة ظهرت في الآونة الأخيرة في عدن دعوات لانتفاضة شعبية كبرى منددة بالانقطاعات المتكررة للكهرباء خصوصاً في فصل الصيف اللاهب. و أفادت معلومات من جهات حقوقية في عدن الى أن هناك توجهات لعمل إضراب عام يؤدي إلى توقيف كل المرافق الحكومية و نزول الموظفين الى الشوارع احتجاجاً على تجاهل الحكومة لمعاناة أبناء عدن واستمرار قطع الكهرباء بصورة تبدو في نظر كثيرين متعمدة و متكررة. و تساءل متابعون عن عدم استثمار الدعم الدولي المقدم إلى اليمن من البنك الدولي والدول المانحة في المشاريع الأساسية التي تصب في صالح المواطن مباشرة؛ و ابدوا في الوقت ذاته استغرابهم من ذهاب الحكومة في اتجاه الطاقة الإسعافية المشتراة بدلاً من ترميم محطات الكهرباء الموجودة في اغلب مديريات محافظة عدن. و بحسب مصادر في المؤسسة العامة للكهرباء فإن "انقطاع التيار الكهربائي في محافظة عدن كما في الأسابيع الفائتة سيستمر على ذلك النحو التراجيدي حتى يتم إضافة ال 130 ميجاوات لتعزيز خطوط الطاقة الكهربائية". كما بينت المصادر ذاتها "أن سبب هذه الانطفاءات الناتج عن العجز في الطاقة الكهربائية في المولدات يأتي لتعثر أعمال الصيانة الذي يرافقه زيادة الاستهلاك مع ارتفاع درجات الحرارة الى جانب خروج المولد الصيني وانخفاض القدرة التوليدية لمحطة الحسوة". و عانت محافظة عدن خلال صيف العام الماضي من انقطاعات الكهرباء التي وصلت الى أكثر من خمس مرات في اليوم الواحد و ذلك بسبب تأخر تركيب مولدات الطاقة المشتراة. الجدير ذكره أن مدير عام فرع المؤسسة العامة للكهرباء في عدن المهندس خليل عبدالملك كان أعلن أواخر فبراير الماضي عن فوز الشركة الأمريكية "دوم ميجاوات" لتنفيذ الأعمال الفنية بمناقصة الطاقة المشتراة لتغذية مدينة عدن و البالغة 130 ميجاوات، إلا أن المجلس الأعلى للطاقة المناقصة السابقة طبقاً لتقارير نشرتها وسائل إعلام في وقت فائت أوقف الموضوع بحجة وجود جوانب فساد الأمر الذي أدى الى زيادة الانقطاعات الكهربائية في محافظة عدن خاصة بعد سحب الشركة الأمريكية لمعداتها و مولداتها من المحافظة