صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قال إن الشرط الاول لتحقيق الوحدة اليمنية تحقق بنشأة الحزب الاشتراكي اليمني: القيادي الاشتراكي محمد الشيباني: الوحدة الوطنية ستظل هشة مالم تحقق الدولة اليمنية الجديدة نجاحات تنموية وسياسية
نشر في الجنوب ميديا يوم 23 - 10 - 2012

الاستاذ / محمد احمد سالم الشيباني المعروف ب محمد الشيباني القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني، وعضو لجنته المركزية وسابقا عضو مكتبة السياسي وامانته العامة.
سياسي مخضرم، قليل الظهور الاعلامي، كثير الحضور الاجتماعي، بسيط الحديث، عميق الفكر، غزير المعرفة، يخزن في ذاكرته كثيرا من التجارب والاحداث.
شاهد على كثير من التحولات.. ومشاركا ومساهما في صنعها.
يساري واقعي، تسكنه التحالفات.. ويعشق الحوار.. كما يؤمن بالعمل المشترك.. لا يتوجس. الاخر بالنسبة له شريكاً.. والخصوم ليسوا سوى حلفاء محتملين.. والاعداء لا وجود لهم في قاموسه.
التقاه "الاشتراكي نت" وكان هذا الحوار معه، عفويا وتلقائي دون ترتيب.. حديث الساعة، واللحظة الراهنة.. حديث الوطن وازمته وآفاق مستقبله.. حديث الحزب الاشتراكي، حاله وسبل بناءة واستعادة دوره ومكانته. فإلى الحوار.
حاوره /عارف الشيباني
س- سنبدأ الحديث معك من حرب صيف 1994م حيث وصفها كثيرون بانها كانت حرب ظالمة بنظرك الى ماذا كانت تهدف هذه الحرب؟
- حرب 94م والتي وصفها كثيرون بانها ظالمة، فهي اكبر من ظالمة فعلا هي دمرت الوحدة ودمرت الجنوب اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا واعتقد انا شخصيا انه استغلت الوحدة، وباسمها شنت حرب 94م وكان هدفها الرئيسي اجتثاث دولة الجنوب ونظامها السياسي بالأساس، بدليل استمرار نهج الحرب لسنوات طويلة. هذا النهج الذي قذف بالآلاف من كوادر الدولة في الجنوب من المدنيين والعسكريين الى الشارع وجرى فيه تدمير القوات المسلحة الجنوبية وجرى تصفية حتى لبنيتها الاقتصادية بما كان قد تحقق من بعد الاستقلال من مكاسب، سلسلة من المصانع الصغيرة والمعامل الموجودة في الجنوب جرى اجتثاثها تماما بشكل كامل تقريبا باسم الخصخصة او بطرق اخرى, بالإضافة الى تسريح كوادرها، هذه صورة واضحة للدمار الذي اصاب الوحدة من جوانبها المختلفة واعتقد ان الخارج لم بكن بعيدا عن هذه الحرب أو عن الهدف الاساسي الاستراتيجي الذي هو اجتثاث دولة الجنوب ونظام الجنوب خصوصاً بعد انهيار المنظومة الاشتراكية، وان بقاء مثل هذه التجربة في جنوب الجزيرة وضع كان يعتبر شاذا وغير طبيعي بالنسبة للخارج واعتبروا هذه التجربة ، هي الاخرى من المفروض ان تلحق بحلفائها في المنظومة الاشتراكية لأنها تشكل عامل قلق او عامل اقلاق في خاصرة الجزيرة العربية بالنسبة للمصالح الغربية ,هذا من جانب، ومن جانب آخر يبدو انها كانت تقلق الجيران الى حد كبير، ويبدو انه كان هناك قرار مشترك بتصفية هذه التجربة , دولة ونظام واقتصاد الى آخره، ولكنهم لم يكتفوا بتدمير دولة الجنوب ونظام الجنوب لكن تبعه نهب واسع لممتلكات الجنوب, ممتلكات الدولة ومواطنيها, مع ان المشاكل والتحديات التي نشأت بعد الوحدة كان يمكن معالجتها بالطرق الاقتصادية والسياسية على طريق ايجاد دولة الوحدة , الدولة الجديدة، دولة تحل محل الدولتين في الشمال والجنوب وفقاً للدستور المتفق عليه والذي استفتى الناس عليه وقبل به الشعب اليمني. كان ممكن ان تنشأ الدولة الجديدة بدل الدولتين السابقتين وفقا للدستور والدستور واضح ومحدد لأسس هذه الدولة ونهجها السياسي ونهجها الاقتصادي. بمعنى ان الحرب لم تكن خياراً لمعالجة التحديات الاقتصادية و الادارية، والسياسية التي نشأت بعد الوحدة لان الوحدة تجربة جديدة وكان متوقع ان تنشأ مصاعب ويمكن معالجتها بالطرق السياسية والادارية والاقتصادية وليس بالحرب.
س - وفعلاً أتت وثيقة العهد والاتفاق في هذا السياق لإحلال الحوار محل خيار الحرب.
-نعم .. واشتركت مختلف القوى السياسية فعلا بإيجاد معالجات سياسية بعيدا عن الحرب ودرء الحرب وحينها فعلا ظهرت وثيقة العهد والاتفاق وهي نتاج عقل جماعي وانجاز للعقل السياسي اليمني ككل ومثلت فعلا مستوى متطور للفكر السياسي اليمني بشكل عام .
س- وكأن الحرب كانت لابد وان تقوم؟
- للأسف رغم هذا العمل السياسي والجهد الكبير الذي بذلته مختلف القوى السياسية اعتبره الطرف الآخر في السلطة تآمر واطلق علي الوثيقة تسمية اخرى غير تسميتها المتفق عليها بوثيقة العهد والاتفاق، اسماها وثيقة الخيانة، وثيقة التآمر، اعتبرها مؤامرة برغم ان هذا الطرف وقع عليها في الاردن لكنه شن الحرب عليها واعتبرها وثيقة مؤامرة. وكانت وثيقة العهد هي واحدة من المحاولات او مثلت جهدا سياسيا مهما لإيجاد معالجات للتحديات التي نشأت بعد قيام الوحدة ، فحرب 94 م اتت انقلاب واضح على الدستور وعلى هذه الوثيقة وعلى الوحدة بشكل عام ، لقد مثلت انقلاب وانقلاب من نوع جديد غير الانقلابات التقليدية المعروفة في تاريخ البلدان العربية ، انقلاب بشكل حرب ، حرب كبيرة مدمرة، هذه الحرب بالأساس عجلّت بان تصل البلاد الى وضعها الراهن المتردي.
فعندك في الجانب الاقتصادي، الاقتصاد اليمني منهار او في الصفر. والحرب خلقت مشاكل اخرى سياسية معقدة وصعبة ومنها القضية الجنوبية، القضية الجنوبية لم تكن موجودة قبل حرب 94م ولا قبل 67 كما يقولون ، هذه القضية أنتجتها حرب 94م.
س- لماذا برأيك المؤتمر والاصلاح عندما قدموا رؤيتهم حول القضية الجنوبية طرحوا ان جذور القضية الجنوبية منذ عام 67م؟
-هذه رؤيتهم ، واتمنى ان يعيدوا النظر ويدققوا اكثر فقبل 67م لم لم يكن هناك قضية اسمها قضية الجنوب، ما قبل عام 67م وبعد عام 67م كان هناك ما يسمى "بالقضية الوطنية اليمنية" التي هي قضية الوحدة بالأساس، القضية الوطنية اليمنية ، اي قضية توحيد اليمن ، لم يكن هناك قضية جنوبية، فقبل 67م في الخمسينات تحديداً كان هناك قضية هي قضية هوية الجنوب، وليس القضية الجنوبية بمفهومها اليوم. بل كان هناك قضية الهوية الوطنية للجنوب ، دار جدل سياسي واسع حينها في الصحافة العدنية حول هوية الجنوب وانتهى هذا الجدل في ذلك الوقت بتأكيد الهوية اليمنية للجنوب.
س- ممكن تتحدث بتفصيل اكثر حول هذا الجانب ؟
في الاعوام 51م 52م 53م كان مطروح هوية الجنوب عندما بدأ المشروع البريطاني يتحرك تدريجيا باتجاه اعطاء تسمية جديدة للجنوب بالجنوب العربي، وواضح ما هو المقصود بالجنوب العربي ،بمعنى ان يسلب الجنوب من هويته اليمنية ويفصل الجنوب عن الشمال ويحصر الهوية اليمنية بالشمال ، اي مملكة الامام في ذلك الوقت .
هذا المشروع البريطاني تبلور اكثر فيما بعد في العام59م عندما نشأت او بدأ تأسيس ما سمي باتحاد الجنوب العربي حينها من ست مشيخات وسلطنات هذه كانت البداية . لا اتذكر بالضبط تسمية هذه المشيخات او السلطنات في ذلك الوقت وحضرموت لم تدخل في هذا الاتحاد ولا عدن ايضا، عدن اُدخلت في وقت لاحق في العام63م وكان هناك مواجهة لهذا المشروع حينها، مواجهة جماهيرية ، مواجهة شعبية، اشتركت في هذه المواجهة القوى السياسية والنقابات والمثقفين ، وشهدت عدن في تلك الفترة كثير من المظاهرات والمسيرات لمواجهة هذا المشروع لإسقاطه واشتدت المقاومة أكثر عندما قرروا ضم مستعمرة عدن حينها الى هذا الاتحاد ، واشتدت المقاومة بشكل مسيرات ومظاهرات وكان هناك ضحايا في هذه المسيرات وهذه المظاهرات رغم انه لم يكن هناك اطلاق رصاص حي ونار لكن كان هناك اطلاق مسيلات الدموع , حصل اطلاق نار لكن محدود جداً ، المهم ان المقاومة اشتدت في مواجهة هذا المشروع واستمرت. وفي فترة الكفاح المسلح ايضا ضد الاستعمار البريطاني استمرت المقاومة في تثبيت هوية الجنوب وانتهت بسقوط هذا المشروع تماما في 67م باستقلال الجنوب في الثلاثين من نوفمبر. وتمت المفاوضات في جنييف بين ممثلي الاستعمار البريطاني والجبهة القومية وكانت هذه المفاوضات اعتراف كامل وواضح بهوية الجنوب، اعتراف بهويته اليمنية وانعكس ذلك في وثائق نضالات الحركة الوطنية الجنوبية وبرزت اكثر فاكثر القضية الوطنية اليمنية بعد 67م وبارتباط وثيق بالقضية الوطنية اليمنية .
س-تحققت الوحدة الوطنية, وانتكست الوحدة بحرب 94م. وجاءت ثورة 11فبراير2011م.كيف تقرأ واقع ما بعد هذه الثورة ؟ لماذا برأيك جاءت هذه الثورة؟ هل نستطيع ان نؤمل عليها في احداث تغيير احداث انتقال او خروج من هذا الوضع؟
-باعتقادي اتت ثورة فبراير 2011م لإنقاذ اليمن من الوضع الذي وصلت اليه وضع انهيار من كل جوانبه اقتصادي سياسي اجتماعي ثقافي, فساد مستشري في كل مكان في كل مفاصل الدولة والحياة العامة فجاءت هذه الثورة فعلا لإنقاذ اليمن عن طريق تغيير النظام السياسي ، كل النظام ، نظام الحكم ، اسقاط الحاكم ونظامه ونهجه السياسي بشكل كامل حتى لا تنزلق اليمن الى مهاوي الحرب الاهلية والاقتتال الاهلي وكذلك لاستعادة الوحدة الوطنية المدَمرة وبناء دولة الوحدة على اسس ديمقراطية بمختلف مؤسساتها لأنه فقط في دولة الوحدة من هذا النوع التي تقوم على اسس ديمقراطية ونظام سياسي ديمقراطي تتحقق فيه مواطنة متساوية وتفتح افاق جديدة امام تطور اليمن بجوانبه المختلفة، ومن اجل استقرار اليمن واستقرار الوضع في المنطقة بشكل عام .
س- لكن البعض يعتبر ثورة 11فبراير انها نتيجة مؤامرة من الخارج. الى اي حد يقترب هذا القول من الصحة؟
-ثورة فبراير هي لا شك اتت نتاج طبيعي لظروف سياسية واقتصادية واجتماعية، لم تأت نتيجة مؤامرة من هذه القوة او تلك، ولا من هذا الطرف او ذاك ولا هي ثورة مصدرة من الخارج كما يحاول البعض تصويرها وكأنها مرتبطة بمخطط خارجي تآمري كبير يهدف الى اعادة خلق فوضى في منطقة الشرق الاوسط ورسم الخريطة... انا اعتقد ان الثورة لم تصدر من الخارج ولم تأت نتيجة مؤامرة لأفراد او احزاب اتت نتيجة طبيعة للظروف الاقتصادية السياسية في اليمن الظروف التي وصلت لها البلاد بعد أكثر من ثلاثين سنة من الحكم العائلي الفردي مع شركاء آخرين، اتت نتاج لجملة من العوامل كما قلنا من قبل ولم تكن مخططة سلفا من احد وهي نتاج تراكم، فلا نستطيع ان نفصل ثورة فبراير عما سبقها من نضالات وتضحيات بأشكال مختلفة.
س- هل كان لهذه الثورة الشبابية طابع عفوي؟
-ما قلت من قبل من اجل ان لا تنزلق اليمن الى أتون حرب اهلية . اعتقد انا ان الشباب وهم يواجهوا في مختلف الساحات في محافظات الجمهورية كانوا يدركوا من اجل ماذا بالضبط ثاروا لانهم تحركوا بوعي ولذلك حتى انا استبعد طابع العفوية لهذه الثورة مادام تحرك الشباب الى الساحات لإحداث التغيير لإسقاط نظام سياسي بكامله يدل على وعي واضح من اجل انقاذ البلد من اجل انقاذ الوحدة واستعادتها فهناك وعي ، صحيح قد يكون هناك بعض جوانب القصور فيما يتعلق بالجانب التنظيمي لهذه الثورة انه لم يقودها مثل ما حصل في ثورات كثيرة كلاسيكية ان يقودها حزب واحد او قوة سياسية واحدة منظمة تقودها وفقا لخطة ووفقا لبرنامج من طرف واحد فهذا لم يحصل .
لكن مع ذلك كان هناك قدر مهم من التنظيم وفي مجرى الثورة تولدت اشكال وصيغ تنظيمية هامة لتوجيه وتوحيد حركة الثورة في مختلف الساحات وهذا يعطيها ويكسبها طابع الوعي بالضرورة , صحيح لا يوجد برنامج مكتوب لكن كانت الاهداف الرئيسية لهذه الثورة واضحة لدى قوى الثورة وفي اذهان الشباب ولأول مرة في تاريخ اليمن تعجز السلطات في استنهاض الموروث المناطقي والقبلي والمذهبي لإفشال عملية التغيير وقد تحقق قدر مهم من الوحدة الوطنية في اطار هذه الثورة واعتقد انه قبل ثورة فبراير تم تجاوز الكثير من المشاكل التي كانت قائمة بين القوى السياسية وتم تجاوز ايضا القبيلة والمحافظة الى الوطن ففي المؤتمر التشاوري الذي انعقد في العام 2009م والذي انبثقت عنه وثيقة الانقاذ ، انا اعتبره مؤتمر يختلف عما سبق من المؤتمرات التي عقدت في ايام الحرب الملكية الجمهورية - مؤتمر عمران مؤتمر خمر عدة مؤتمرات- ، هذا المؤتمر يختلف تماما من حيث مضمونه واهدافه ويخرج بوثيقة تحدد اسس الدولة وجذر المشكلة وتشخيص الوضع كاملاً في اليمن ومن ثم يخرج بعدد من الحلول السياسية والاجتماعية والاقتصادية ....الخ برنامج كامل، وهذا ما انضج الوعي الشعبي ووحد القوى بمختلف الشرائح والفئات الاجتماعية المختلفة و هذا ما مهد لثورة فبراير ولأول مرة يحصل مثل هذا الاجماع في هذا المؤتمر، الذي سمي باللقاء التشاوري , اجماع على ضرورة التغيير, تغيير النظام السياسي , تغيير الواقع كله في اليمن ، كان هناك ضرورة وطنية المسألة لم تأت كنتيجة لصراع بين اطراف هنا وهناك مختلفة او بين عائلات رغم انه موجود تضارب في المصالح في السوق بين الناس بين الافراد والعائلات لكن اتى استجابة جمعية لدى الناس ككل بضرورة التغيير وكل هذا من الصعب ان يفصل عما لحقه. فأتت الثورة فعلا بعمل ثوري فاعل عملي متجه مباشرة نحو اسقاط النظام ، وفتحت فعلا آفاق جديدة امام تطور اليمن وخلقت شروط جديدة وظروف جديدة لإمكانية انتقال اليمن الى وضع جديد يساعد على البدء في تأسيس دولة من نوع جديد.
س- هذا ما احدثته الثورة . فماذا بشان المبادرة الخليجية؟
فالمبادرة الخليجية هي ايضا في نفس الاتجاه , اتجاه الثورة وهي لم تقم فقط بمنع اليمن من ان تنزلق الى حرب اهلية . المبادرة الخليجية لم تقف هنا ولكنها ايضا فتحت افاق وطرق جديدة لانتقال اليمن بشكل كامل الى ظروف افضل ستساعد على خلق وضع مستقر الى حد كبير وفي الوقت نفسه هي ايضا تفتح طريق واسع لبناء دولة يطمح اليها الشعب اليمني دولة من نوع جديد وواقع من نوع آخر يختلف عما هو قائم .
س هل برايك ان المبادرة حققت انجازات؟
نعم حققت فعلا انجازات فمن اهداف هذه المبادرة انتقال السلطة وقد قطع شوط على طريق انتقال السلطة من يد النظام السابق الى اتجاه نظام جديد جري انتخاب رئيس جديد , وتشكيل حكومة وفاق , وهذه من اهداف المبادرة ,يعني ان هذه المبادرة يلاحظ بشكل عملي انها بدأت بتحقيق اهدافها هدف تلو الاخر ..
فينتخب رئيس وتشكل حكومة وفاق وطني , ويأتي قاده جدد , رئيس جديد , ورئيس وزراء جديد , قادة جدد لوضع جديد , وفي اتجاه نظام جديد. ايضا تجري معالجة الوضع فيما يتعلق بالقوات المسلحة ويوضع مشروع وطني كبير استراتيجي لتوحيدها واعادة بنائها وفق رؤى جديدة وقد قطع شوط جدا مهم بهذا الاتجاه , وايضا بعقد مؤتمر الحوار , مؤتمر الحوار ضرورة وطنية , لأنه لا يوجد خيار آخر , فالخيار الاخر هو الحرب , فبعقد مؤتمر الحوار , والذي تشارك فيه مختلف القوى السياسية من مختلف مناطق اليمن للبحث عن حلول ملائمة لبناء نظام جديد , ولبناء دولة جديدة واعتقد انا ان مؤتمر الحوار يحقق نجاحات يوميا , وبشكل عام الاحظ ان حركة المؤتمر هي الى الامام (علامة زائد.)
س-انت اشرت فيما سبق ان الثورة الشبابية جاءت من اجل اعادة الوحدة الى وضعها الطبيعي ؟ كيف تفسر تصاعد المطالبة بالانفصال وفك الارتباط بشكل كبير بعد الثورة الشبابية ؟
المؤكد ان هذه الثورة لم تأت للبحث عن حل للشمال فقط .. جاءت لتبحث عن حل لليمن ككل شماله وجنوبه, ولم تغب على الا طلاق ولا لحظة واحدة القضية الجنوبية عن اذهان الثوار .. وربما القضية الجنوبية كانت حافز اساس للشباب, كانت حافز اساسي لشباب الثورة لاستعادة وحدة اليمن, بمعنى ان ثورة فبراير كشفت عن ان الحل للمشكلة اليمنية ككل شملا وجنوبا .
والجنوب لم تكن بعيده عن ثورة الشباب هي ايضاً , ومن مختلف محافظات الجنوب المختلفة شاركت في مختلف الساحات وقدمت شهداء في الوقت نفسه , وهذا امر واضح. صحيح الان ظهرت اتجاهات وتيارات جنوبية , كرست مفهوم ان حل مشكلة الوحدة اليمنية, او مشكلة القضية الوطنية اليمينة هو في فصل الجنوب عن الشمال تحت اسم القضية الجنوبية , بعض النخب السياسية الجنوبية هكذا قناعتها او هكذا ترى ان الحل في الانفصال , لكن ايضا في نفس الوقت في الجنوب هناك رؤى اخرى ايضا , ترى ان حل مشكلة الجنوب او القضية الجنوبية يأتي في إطار حل عام للمشكلة اليمنية عن طريق إسقاط النظام وإقامة نظام جديد , يحقق مواطنة متساوية ويحقق نظام ديمقراطي مقبول للكل , قد يبدو لدى البعض ان نبحث عن حل لكل شطر على حدة وعن طريق الانفصال بالذات انه ممكن التحقيق , لكن ايضا تعقيدات الوضع في الشمال وفي الجنوب في كل شطر على حدة تجعل آخرين يروا في هذا الحل حلاً غير ممكن التحقيق , وانه ليس الحل الامثل.
للجنوب مشاكله وللشمال مشاكله، و بشكل عام ففي اليمن كله مشاكل وهي مشاكل مشتركة , سواء مشاكل الجنوب او مشاكل الشمال هي مشاكل مشتركة . نظرا لتعقيدات الاوضاع في اليمن ككل شماله وجنوبه.
يعتقد البعض انه عن طريق الانفصال يمكن ان تحتل مشاكل الجنوب , يبدو لي ان المسألة ليست بهذه السهولة , مستوى التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في الجنوب والشمال هو نفس المستوى اي بمستوى واحد .
الجنوب له تعقيداته كما للشمال تعقيداته اجتماعيا وسياسيا , دليل انه الى الان الحراك الجنوبي غير موحد , تكوينات عديدة , مكونات عديدة للحراك حتى الان وهي غير موحدة .
واعتقد انه هناك جهود تبذل في محاولة توحيدها , لكن عمليا حتى اللحظة لاتزال غير موحدة , وهناك قوى غير الحراك هناك قوى سياسية اخرى , سواء تقليدية قديمة او وحدوية وعندها رؤى مختلفة .
يتصور البعض انه بمجرد ما يتم الانفصال في هذه الحالة سوف تنشأ دولة الجنوب بسهولة, انا لا اعتقد , هذا الكلام عندما يطرح ,يطرح لأنه موجود في الذهن من قبل كانت هناك تجربة سابقة في الجنوب.
كانت في الجنوب دولة وكان في وضع مستقر وامن , تحققت منجزات مهمة جدا وكبيرة للناس الى اخر ..
طبعا ان تعود دولة من هذا النوع مش ممكن هذا مستحيل ان تأتي مثل هذه الدولة, أن تنشأ دولة في الجنوب هذا يعني انها سوف تبدأ المسألة من الصفر, وكل شيء يحتاج الى جهود والى حوار وربما تعدى الحوار الى ما غيرة ولن تستقر الجنوب.
فالمسألة مش سهله, قد يأتي الانفصال في اي وقت . كحل في اليمن, حل لمشكلة القضية الجنوبية ولمشكلة اليمن قد يكون حل في مرحلة قد تأتي, لكن مش ممكن يأتي كحل إلا عبر حوار طويل, وهو الطريق الأمثل والأسلم .
إن هذا الحوار الطويل ممكن يصل غبره اليمنيين من الشمال والجنوب الى قناعة , أن من مصلحة اليمن شمالاً او جنوباً تنفصل عن بعض , قد يكون. هذا مش مستحيل , قد يكون ما فيش خيار اخر غير فصل الشمال عن الجنوب وفي هذا حل لليمن ككل شمالاً وجنوباً, وبالتالي تنشأ دولتين كما كان موجود من السابق وتنشأ علاقة طبيعية .تكفل مصالح الناس , وتكون حل , لكن على المدى المنظور في المستقبل القريب , أنا اشوف أن هذا بعيد جداً..
ربما من خلال الحوار والمشاركة في الحوار قد ننجح في وضع افق لحل مستقبل قادم يحل مشكلة اليمن وفي إطارها مشكلة ما يسمى بالقضية الجنوبية .
س- هل الدولة الاتحادية هي الحل ؟*
- أنا اعتقد طبعا ممكن يكون هو الحل , دولة اتحاديه ممكن تكون الحل.
س- يوجد مخاوف لدى الناس من ان الفدرالية من اقليمين, قد يكون هذا مقدمة لانفصال لاحق؟
-المخاوف موجوده أكيد لدى الناس مخاوف مشروعه , لكن هذا يتوقف على مدى ما يمكن ان تنجزه هذه الدولة الاتحادية من مكاسب للناس ,وبعدها إما ان يقبلوا بهذه الصيغة للدولة او أن هذه الصيغة تفشل وبالتالي , لابد من حل اخر , فبقدر ما تحققه الدولة الاتحادية من نجاحات ومكاسب للناس , سياسية , اقتصادية , اجتماعية , ثقافية ..الخ..
بقدر ما يمكن ان تترسخ هذه الدولة الاتحادية وتبقى وتستمر, تصبح مقبولة من الكل. نظريا هي حل امثل ويمكن ان تحل المشكلة , لكن اذا هذه الدولة فشلت, و لم تنجح لسبب أو لأخر, بالذات بسبب المصاعب الاقتصادية , ستظل النزعات الانفصالية قائمة, وبتعبير أخر ستظل الوحدة الوطنية هشة ليس في الجنوب فقط وكذلك في الشمال اي في اليمن ككل, بقدر ما تحققه الدولة اليمنية الجديدة من نجاحات اقتصادية , تنموية وفي نفس الوقت سياسية , وادارية وثقافية بقدر ما تترسخ, وتصبح هي الصيغة المقبولة من الكل , وهو طريق جديد , طريق غير مطروق , تجربة جديدة ولاشك انها ستصطدم بكثير من التحديات وبكثير من الصعوبات .
وبالحوار الجاد يمكن معالجة اي صعوبات او تحديات , وبمعالجة القضايا الاقتصادية , هذا ما سوف يساعد على نجاح هذه التجربة .
س-المشترك هل انجز مهامه التي تأسس لأجلها ؟ وهل ثمة مهام مستقبلية للمشترك تعطي مبررات للاستمرار ؟
- المشترك ضرورة وطنية وينبغي ان يستمر وتتوطد العلاقات فيما بين اطرافه وتوسيعه اذا امكن , سيظل ضرورة وطنية لليمن لوقت طويل , إذا ما ربطنا الموضوع بمستوى التطور الحالي في اليمن , اللقاء المشترك نفسه لم يأتي فجأة , لم يأتي نتيجة لمزاج عند هذا او ذاك ولا نتاج مؤامرة بين مجموعة من الاشخاص أو مجموعة من الاحزاب والتنظيمات ,المشترك انتجته ظروف اليمن السياسية والاقتصادية والاجتماعية وليس مفصولاً عما سبقه , سبق اللقاء المشترك تكتل سياسي كان اسمه (مجلس التنسيق) تأسس بعد حرب94م ومن قبل مجلس التنسيق - ومن وجهة نظري الشخصية - كان قد سبقته الجبهة الوطنية الدمقراطية الأولى .
*ماذا تقصد بالأولى ؟
-لان هناك نفس التسمية لكنها الجبهة الثانية التي ارتبط تاريخها بالكفاح المسلح ..
الجبهة الوطنية الديمقراطية الاولى تأسست على مبدأ التوافق واول مرة يطرح هذا المصطلح (التوافق)
فقد كانت قرارات الجبهة الاولى تتخذ بالإجماع او بالتوافق , وكان مفهوم جديد. يعود الفضل لطرحه للفقيد صالح الأشول وهو احد المؤسسين للجبهة الوطنية الديمقراطية الاولى التي ضمت الأربع الفصائل لليسار (الحزب الدمقراطي الثوري اليمن , حزب الطليعة الشعبية , اتحاد الشعب , حزب العمل اليمني )
وكذلك السبتمبريين كانوا ممثلين حينها, بالأخوة احمد الرحومي , وصالح الاشول , ومحمد الحاوري, كذلك حزب البعث.
ووضع برنامجه السياسي على اساس العمل السياسي السلمي الديمقراطي وقرارها بالتوافق بدلا من مبدأ سابق لدى الاحزاب, ولدى الاطراف والمتمثل بمبدأ الاغلبية والاقلية , طرح مبدأ التوافق , ولذلك نشأت الجبهة الدمقراطية الاولى (76الى78م) بعدها اتت الجبهة الديمقراطية الثانية اسميها انا بالثانية وهذه ليست موضوعنا الان.
لكن انا طرحت الجبهة الاولى لعلاقة المسألة بالحوار بمبدأً التوافق , وجاء مجلس التنسيق ايضا كنتاج لسلسلة طويلة من الحوارات , وكانت قرارته بالتوافق , ثم بعد سلسلة من الحوارات استمرت لسنوات انتج اللقاء المشترك وهو قائم على مبدأ التوافق.
س-هناك خلافات على ما يبدو بين أطرافه هذه الأيام؟
- لايزال اللقاء المشترك في حاله تطور, والعلاقة بين اطرافه في حالة تطور وقد تنشأ مصاعب هنا او هناك نتيجة لامتداد الارث القديم , السياسي والايديولوجي وغيره , لكن ما دام الجميع يأخذ بمبدأ وخيار الحوار , كل هذه المشاكل يمكن التغلب عليها , اللقاء المشترك ضرورة وطنية , وهو احدى الضمانات المهمة جدا لانتقال اليمن الى وضع جديد والى بناء دولة من نوع جديد , يجب ان لا تخيفنا اي خلافات قد تنشأ هنا او هناك بطابع إيديولوجي او سياسي , يمكن ان تحل ما دام الناس متمسكة بنهج الحوار في معالجة هذه المشاكل .
أعتقد ان الجميع يدرك، أطراف اللقاء المشترك تدرك ان اليمن في هذا المستوى من التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لا يستطيع ان يقوده فرد مهما بلغت قدراته او عبقريته , ولا عائلة ولا حزب مهما بلغت قوته واتساعه , اليمن يمكن ان تقاد فقط بشراكة من مختلف القوى السياسية الفاعلة والرئيسية, اي ممكن تقاد فقط وفقا لبرنامج سياسي متفق علية , برنامج قواسم مشتركة. اعتقد أن برنامج القواسم المشتركة سيستمر ويجب ان يستمر.
س-يمكن توضيح اكثر حول برنامج القواسم المشتركة ؟
-برنامج القواسم المشتركة الرئيسية التي تساعد على بناء دولة من نوع جديد , قد تنشأ خلافات من بين وقت وآخر حول هذا المسألة او تلك , لكن يجب ان تعالج بالحوار , وبتغليب القضايا الاساسية الوطنية الكبيرة على القضايا الصغيرة .. مثلا .. انا اقترح على اطراف اللقاء المشترك أن تتجاوز مبدا المحاصصة او التقاسم في الوظيفة العامة, وخطأ ان تحصل ازمة في اي حزب من اجل احد كوادرها جرى تجاوزه او لم يعين او لم يوظف, يجب ان يحل محل هذا التقاسم وهذه المحاصصة المعايير، وبارتباط وثيق بقانون للخدمة المدنية حديث وجديد , وعندنا قوانين يمكن تطويرها او تعديلها.
تغليب المعايير الوظيفية هو ما يجب ان يسود على الموظف على اي موقع قيادي، بناءً على معايير محددة من اي كان, من اي حزب , من اي تنظيم او مستقل- واكثر الناس مستقلين على اي حال- معظم الكوادر في البلاد مستقلة, لأنني الاحظ من الان المحاصصة والتقاسم خاصة في الوظيفة العامة وهذا يترتب عليها خلافات داخل كل حزب على حدة وفيما بين الاحزاب . امر محزن ان ارى جامعة تعز تغلق لأربعة اشهر وايضاً مكتب التربية في تعز, وسبب الاغلاق والخلاف , ليس على المنهج التعليمي التربوي للجامعة او التربية , لكن نتيجة خلافات صغيرة حول الكادر هل يكون من هنا او هناك .من هذه الجهة او تلك.
في الوقت الذي هناك قضايا كبرى رئيسية لاتزال امام اليمن والشعب اليمني وامام اللقاء المشترك لم تنجز بعد, ولا زلنا في الطريق . صحيح انجزت بعض المهام لكن لايزال هناك مهام اساسية وكبيرة.
س- ماهي هذه المهام؟
-اذا نجح مؤتمر الحوار سينتقل الناس الى انتخابات قادمة ,سيكون هناك قانون جديد للانتخابات وسجل انتخابي جديد ونظام جديد للانتخابات (القائمة النسبية) واتمنى ان تكون هناك قائمة مشتركة , ويفضل ان تكون قائمة مشتركة للمشترك , وهذه مهمة كبيرة وليست سهلة , انتخاب رئيس, سواء مباشر او من البرلمان حسب النظام السياسي الذي سيخرج بصيغته مؤتمر الحوار الوطني , والاستمرار في توحيد القوات المسلحة وإعادة بنائها وتثقيفها وتوعيتها وتسليحها وتحسين اوضاعها هذه قضية كبيرة وقضية مهمة , وهي احد الضمانات, فالمؤسسة الوطنية العسكرية (القوات المسلحة) هي احدى الضمانات السياسية لاستقرار اليمن وتقدمه, يجب ان تبنى كمؤسسة عسكرية مستقلة لها وظائف دستورية محددة , لا تتبع هذا البيت او ذاك البيت , هذا الفرد او ذاك , هذا الحزب او ذاك , ولائها يجب ان يكون بشكل كامل لليمن وإن كان هذا سيأخذ بعض الوقت. فلن نصنع قوات مسلحة او اي مؤسسة للدولة من الطين او من الخلب, نحن بشر, قوى حية وفي حالة تغيير مستمر, المهم هذا التغيير, كيف تساعد القوى الواعية المنظمة لإعادة توجيهه في الوجه الصحيح الى الامام.
ايضا جهاز الدولة فقد انتشر في هذا الجهاز فساد كبير , وجهاز الدولة إما ان يكون عامل ليس مساعد فحسب بل واساسي لتحقيق التنمية ومعالجة مختلف القضايا الاقتصادية والتربوية والصحية ..الخ ..
إما ان يقوم جهاز الدولة بتحقيق ذلك بنجاح او العكس سيكون معيق للتنمية مثل ما حدث في الفترة الماضية كلها.
الفساد استشرى فعلاً في هذا الجهاز , واجتثاث هذا الفساد لن يتم بجرة قلم او بقرار سياسي بالرغم من اهمية القرار السياسي , لكن القرار السياسي الذي سيرتكز على خطط علمية واضحة وستأخذ بالضرورة وقتها .
فالجهاز الإداري للدولة وكما سمعت ذات مره في تصريح لوزير الخدمة ان موظفي الجهاز الاداري ليس اقل من مليون وستمائة الف , بما في فيهم المتقاعدين (200الف )بمعنى انه جهاز كبير متضخم , وهؤلاء الموظفين هم ابناء الشعب وما فيش احد يستطيع ان يشيل ابناء الشعب هؤلاء كلهم، ويرميهم إلى الشارع ويأتي بآخرين بدلاً عنهم, هذا حصل فعلا بعد حرب 94م لضرب الجنوب (تم قذف كادر الدولة المدني والعسكري الى الشارع , وبعدها نتجت مشكلة كبيرة معقدة في البلاد..) .
فتحديث وتجديد وتطهير الجهاز الإداري للدولة ككل مهمه جدا , لكن وفقا لقوانين محددة وبطرق علمية وبشراكة حتى مع غيرنا من شركائنا خارج اليمن ممن لديهم من الخبرات لإدخال العلم الحديث المطور في الجهاز الإداري , هذا سيساعد ويطور الأداء وقدرة الجهاز على الانجاز ويقلل حتى من الفساد.
س-ما رأيك ننتقل بالحديث عن الحزب الاشتراكي اليمني . ونبدأ من حديث للدكتور ياسين سعيد نعمان الامين العام قال ان الثورة الشبابية الشعبية جاءت لفك الحصار عن الحزب الاشتراكي بعد أن تعرض للإقصاء والتهميش, اليوم وضع الحزب لا يسر، برغم مضي فترة منذ قيام الثورة الشبابية ؟..دوائر الامانة العامة لا تعمل بالشكل المطلوب حسب انتقادات من اعضاء في الحزب .. كيف برأيك يمكن للحزب تجاوز ازمته؟.
- كلام الدكتور ياسين صحيح ثورة فبراير كسرت الحصار فعلاً عن الحزب الاشتراكي ليس الحزب الاشتراكي فقط , هي كسرت الحصار عن كل القوى السياسية او احزاب اللقاء المشترك, الكل كان محاصر بهذا الحد او ذاك, صحيح كان الحصار على الحزب الاشتراكي اكبر كونه حزب كان في السلطة , وكونه كان يقود دولة في الجنوب وكان لديه قوات مسلحة , ومخابرات , وأمن, ومدارس حزبية, وعلاقات وتحالفات خارجية عربية ودولية , وشريك في قيام الوحدة اليمنية , ودور الحزب الاشتراكي كان موجود دائما قبل اتفاق الوحدة بسنوات كثيرة.
وقبل الإجابة على السؤال أود أن أتحدث بشكل موجز عن الهدف من قيام الحزب الاشتراكي. فالحزب الاشتراكي نفسه قام بغرض تحقيق شرط اساسي من شروط قيام الوحدة اليمنية وكان مطروح دائما انه من اجل تحقيق الوحدة اليمنية. يجب اولاً : توحيد اداه الثورة اليمنية - فهكذا كنا نسميها- توحيد اداه الثورة اليمنية. ففي مفهوم الفترة الماضية كان يقصد به توحيد فصائل اليسار على وجه التحديد في حزب واحد, هذا الحزب الواحد يكون اداه الثورة اليمنية وبقيامه يتحقق شرط رقم واحد لتحقيق الوحدة اليمنية, وتوحدت فعلا فصائل اليسار الثمان في حزب واحد الذي اسمه الحزب الاشتراكي اليمني .
ونضال الحزب من قبل اتفاق نوفبر89م, ناضل الحزب بمختلف فصائله قبل التوحيد من اجل قيام الوحدة اليمنية ومن اجل تقدم اليمن بشكل عام , وكثير من صراعات الماضي سواء كانت في الشمال او الجنوب ارتبطت ارتباط وثيق بهذه القضية , القضية الوطنية اليمنية (قضية الوحدة ) صراعات صغيرة او كبيرة كانت , سلمية او مسلحة .
فبقيام الحزب الاشتراكي اليمني في 13/اكتوبر 1978م اعتبر انه تحقق احد الشروط الضرورية لتحقيق الوحدة.
فثورة 11فبراير2011م فعلا فكت الحصار الذي كان ضرب حول الحزب او فرض عليه, وايضا فكت الحصار عن بقية القوى السياسية وفي المقدمة كما قلت من قبل احزاب اللقاء المشترك لأنه كما قلت من قبل كانت محاصرة ولم يكن ليفك هذا الحصار لولا العمل المشترك معا, هذه القوى السياسية بحاجة لبعضها البعض , وعليها ان تشتغل مع بعض بشراكة . لم يكن كافيا ما طرح من ان توحيد اداة الثورة في ظروفها رغم صحتها , لم يكن كافيا وانه لابد من توحيد كل الجهود الوطنية الوحدوية ككل , كل القوى الوطنية الوحدوية السياسية. وليست الوحدة هي القضية الرئيسية.
المهام كثيرة وكبيرة , ولا وحدة يمكن ان تتحقق الا بإنجاز مهام اخرى ليست اقل اهمية بل اكبر, مهام متعلقة بالاقتصاد ومتعلقة بالسياسة وبالثقافة , بالتعليم , وبناء الدولة .
فقط انا اريد ان اؤكد – قبل الحديث عن الحزب وازمة الحزب - على ضرورة تضافر الجهود وشراكة الكل لتحقيق المهام الوطنية, فبدون هذه الشراكة يظل الجهد الوطني السياسي اليمني مهزوز ومفكك وغير مكتمل , ومن هنا تنبع اهمية وضرورة استمرار اللقاء المشترك وتطوير العلاقة بين اطرافه , وتوسيعه اذا امكن من خلال الحوار , هناك قوى اخرى يمكن ضمها الى المشترك في جبهة وطنية عريضة قائمة على قواسم مشتركة وعلى مبدأ التوافق ومعاً تقود اليمن الى مرحلة جديدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.