عبداللَّه الصعفاني * ليطمئن الذين ضربهم فيروس الانفصال.. فالبلاد تسير باتجاه ما يريدون.. والمشهد في شارع الحراك الانفصالي وقاعات موفنبيك الفندقي يختزل القض والقضيض المادي والمعنوي في هل تكون اتحادية فيدرالية على طريق الميلين اللذين يبدآن بالميل أم بقفزة بهلوانية تختصر الأمور في قفزة واحدة إلى المجهول!! أرجو أن تسقط هذه القراءة. * لقد انكسر الحاجز النفسي وتبعثر.. فبعد أن كانت أعلام الانفصال محدودة وترتفع في الثلث الأخير من الليل صار عَلَم الوحدة هو الذي يتوارى خجلاً خوفاً من القبضة الحديدية للحراك الانفصالي.. أما لو تأملنا في تفاصيل معنى ارتفاع العَلَم الشطري في صعدة في مليونية الحوثيين الذين يرتاحون لتسمية أنصار اللَّه فإن في الأمر ما يشير إلى أن وراء الأكمة ما وراءها من المشاريع التي لم تتبلور حتى الآن بذات ما يراد للجنوب. * ليس في الأمر ما يتصل بالخبط العشواء ولا تعبير عما يريده «زعيط» أو ما يعتمل في نفس «معيط».. وقراءة المشهد لا تعني اتفاق مَنْ يقرأ عقلياً أو أخلاقياً مع التفاصيل.. لكنها قراءة.. قراءة وتحليل فقط!! * إذا نزل إلى شوارع عدن مائة ألف ونزل مثلهم مائة ألف في أكثر من مدينة فعلينا التسليم بأن هناك مشكلة كبيرة.. أكبر من الدولة الرخوة وأكبر من الحكومة البائسة المبعثرة.. أما إذا أدركنا ما يحدث في مؤتمر الحوار من نصف يجاهر بفك الارتباط والنصف الآخر ينافق جماعات الفك ويحاول نفي أنه وحدوي كامل الدسم.. فاعلم أن البصل أكثر من الأرز.. وأن الأشجار تكتب قصائد عشق وغرام في الفأس. * عضو الحوار الذي يمثل الجنوب يتهيَّب أن يقول كلمة وحدوية للَّه.. فإنه ينسج حبل العودة إلى شارع الحراك.. ووزراء في الحكومة يوقعون على شيكات العمر فرصة و«نشتي نربّي عيال» وفي نفس الوقت يضعون العقدة تحت المنشار الصدئ.. وكلٌّ له طريقته في توجيه الطعنات النجلاء. * أما وهذا هو الحال.. وهذه هي الصورة وتلك هي المسارات المرحلية والاستراتيجية فإننا أمام مشهدين يحتاج التغلب عليهما إلى الكثير من القوى الكونية بعد دعاء آباء وأمهات كل أصحاب القرار. * المشهد الأول هذا التآكل في نظام فاسد يثابر في إعادة إنتاج فساد أكثر وقاحة.. والثاني فيروس كيد يحطم عرى الوحدة لحساب قوى التجزيء والتمزيق.. و.. جمعتكم مباركة.